الجمعة 17 مايو 2024

في ذكراه.. عادل مأمون مطرب قهره العدوان الثلاثي

المطرب عادل مأمون والفنانة وردة

فن23-11-2021 | 20:25

خليل زيدان

من الواضح بعد دراسة سيرته الشخصية ومسيرته الفنية أن المطرب الفنان عادل مأمون لم يحالفه الحظ لتحقيق حلمه الكبير في عالم الفن والطرب، فهو يملك حنجرة ذهبية استغلها في مطلع شبابه في تقليد أستاذه الموسيقار محمد عبد الوهاب، بل قد يحار المستمع العادي ولا يمكنه التمييز بين الصوتين، فعندما تسمع عادل مأمون كأنك تسمع عبد الوهاب، فهل جنى ذلك على مأمون؟ لا .. بل الرجل كان عاثر الحظ منذ طفولته.. وفي ذكراه نروي التفاصيل الشيقة.

واجهت العقبات المطرب عادل مأمون منذ طفولته وحتى عام 1960، فهو المولود في 23 نوفمبر 1932، فالرجل الذي ناهز عمره 27 عاما آنذاك لم يحظ بفرصة تظهر مواهبه .. فهل كان كسولا ؟ لا .. وإنما كان عاثر الحظ  حسبما جاء في مجلة الكواكب عدد 26 يناير 1960 تحت عنوان "المطرب الجديد القديم يحتاج إلى تشجيع" .. بقلم الكاتب الصحفي فوميل لبيب، الذي سرد الكثير عن طفولة عادل ومشواره حتى تاريخ نشر المقال.

مطرب في سن الطفولة

في سن السابعة ذهب الطفل عادل مأمون إلى يوسف بك وهبي ليغني أمامه، فأعجب وهبي بصوته ومنحه فرصة الغناء على مسرح "برنتانيا" ، فقد كان الطفل مأمون يقلد فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب، وطلب منه وهبي أن يغني في فواصل المسرحيات أغاني عبد الوهاب كل ليلة .. وكان يعني ذلك أن يتأخر الطفل عن بيته بسبب العمل الجديد، لذا فضل أن يخبر والده بالأمر، وما أن سمع الرجل ما قاله الإبن حتى نهره وزجره وقتل أحلامه ومشروعه، فالأب كان موظفا بوزارة الأشغال، ويعرف الله ويصلي، ولا يدخل المسارح ولا يقرب السينما.

 

منحة مجانية من الوزير

في عام 1948 كان عادل مأمون نجم الغناء في كل المدارس التي تنقل بينها، وفي حفل مدرسي أقيم في نفس العام وحضره وزير المعارف محمد حسن العشماوي أنذاك، أعجب الرجل بصوت مأمون الذي فاز أيضا بجائزة أحسن صوت بين هواة الغناء في المدارس، وقبل أن يغادر الوزير الحفل أعطى أوامره بمنح عادل مأمون المجانية في التعليم وأن تفتح له أيضا أبواب المعهد العالي للموسيقى مجانا.

 

غلطة مأمون الكبرى

أنهى عادل مأمون دراسته في المعهد، وفي ذلك الوقت وأيضا أثناء الدراسة كان يغني في الحفلات ويحيي الأفراح والليالي الملاح، أحيانا بمقابل وأحينا يدفع هو من جيبه أجور الموسيقيين، وفي تلك الفترة حاول كثيرا الوصول إلى الإذاعة، لكن دائما كانت الأبواب مغلقة أمامه، فخطأ مأمون الوحيد بعد دراسته أنه كان يغني فقط أغاني فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب، ولم يكن يغني شيئا جديدا بإسمه هو ، وبالتالي لم يتميز لون عادل مأمون رغم جمال صوته، لكنه ظلم نفسه بارتداء ثوب فريد وعبد الوهاب.

 

كارثة العدوان الثلاثي

لانت أبواب الإذاعة وفتحت أمام عادل مأمون عام 1947 وكانت الأغاني الخفيفة هي السائدة في ذلك الوقت، فعهدوا إليه بعدة مختارات، لكنه لم يتطور بالإذاعة ولم تتطور هي به، فكلما خرج ليواجه الجمهور في حفل نسي نفسه وغنى للغير، والذي ينسى نفسه ينساه الجمهور، وقررت الإذاعة أن تعطيه ربع ساعة يوميا يقدم فيها ثلاثة ألحان، وفرح مأمون وأعطى الأغاني للموجي وكمال الطويل ومحمود الشريف لتلحينها، انتظر الرجل حتى تأتيه منهم الألحان، فإذا بالعدوان الثلاثي يقع على مصر وتصدر الأوامر في الإذاعة بمنع الأغاني العاطفية.

 

عبده الحامولي ينجده

اختتم فوميل لبيب مقاله عن عادل مأمون بمناشدة الجميع بتشجيعه ومنحه الفرص اللازمة لإظهار مواهبه، وناشد الإذاعة أيضا عدم إذاعة أغانيه في فترة الصباح والناس نيام، وأن يضعوه على الخريطة المسائية مع نجوم الطرب .. وبعد عام واحد من مقال الكواكب ابتسم الحظ لعادل مأمون ليظفر ببطولة فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" مع المطربة الوافدة الجديدة آنذاك وردة الجزائرية، فهذا الفيلم يعتبر فيلم عمره وأروع أعماله السينمائية التي لم تزد عن مشاركته بالغناء في فيلم "عبيد المال" وبطولة فيلم "العزاب الثلاثة" بعد نجاحه في دور عبده الحامولي .

.