تصدر تسلم مصر رئاسة منظمة الكوميسا (دول تجمع شرق وجنوب القارة الإفريقية)، في مؤتمرها الدوري الذي عقد بالعاصمة الإدارية، أمس، اهتمامات كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم لأربعاء.
وفي مقاله "صندوق الأفكار" بصحيفة الأهرام، وبعنوان (رئاسة الكوميسا)، أفاد الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة بأن الكوميسا هي السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا، وتمتد من ليبيا إلى زيمبابوي، وتعود نشأتها إلى عام 1994، ومقرها الرئيسي في لوساكا بدولة زامبيا.
ولفت إلى أنه بعد غياب ما يقرب من 20 عاما، عادت مصر، وتسلمت أمس رئاسة منظمة الكوميسا، في مؤتمرها الدوري الذي عقد بالعاصمة الإدارية، مشيرا إلى أن الكوميسا تعتبر منطقة تجارة حرة للدول الأعضاء بها، وتسمح بحرية تداول المنتجات، والبضائع داخل دول المنطقة التي تضم في عضويتها 21 دولة.
ونوه إلى أن عدد سكان دول الكوميسا يبلغ ما يقرب من 600 مليون نسمة، ومساحتها الجغرافية 13 مليون كليومتر مربع، ما يجعلها سوقا استهلاكية ضخمة توفر فرصا واعدة أمام التنوع الاقتصادي والتجاري.
ونقل الكاتب الصحفي إشارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، في كلمته، بمناسبة تولي مصر رئاسة الكوميسا، إلى أهمية التكامل بين منظمة الكوميسا ومنطقة التجارة الحرة بالقارة الإفريقية، التي دخلت حيز التنفيذ في يناير الماضي، حيث اقترح الرئيس وضع آلية لمراجعة السياسات التجارية للدول الأعضاء، بما يضمن مشاركة الدول بفعالية، لتطبيق الامتيازات الجمركية المقررة.
ونبه الكاتب إلى أن الرئيس السيسي ركز على أهمية زيادة حجم التجارة البينية، والاستفادة من الموارد المتاحة، لتعظيم القدرة التنافسية للدول الأعضاء في مجال الإنتاج الصناعي، فضلا عن قيام الرئيس بعرض تقديم التجربة المصرية في مجال البنية التحتية، خاصة ما يتعلق بقطاعات النقل، والطاقة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، بعد أن حققت مصر طفرة كبيرة في هذه المجالات.
وأكد الكاتب الأهمية الحالية لتكاتف الدول الأعضاء مع مصر للانتهاء من مشروع ربط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا، بوصفه أحد أهم المشروعات التي ستعمل على تسهيل حركة التجارة، وانتقال الأفراد بين الدول الأعضاء. وشدد على أن الرئاسة المصرية ستكون لها بصمتها المميزة مع المنظمة، لإعطاء قوة دفع إضافية للعمل الإفريقي المشترك.
أما الكاتب الصحفي محمد بركات أكد في مقاله "بدون تردد" بصحيفة /الأخبار/ وبعنوان (مصر وقمة الكوميسا) أن تولي مصر لمسئولية رئاسة مجموعة الدول الأعضاء، في «تجمع الكوميسا» الذي جرت مراسمه خلال اجتماع قمة دول المجموعة، التي عُقدت بالعاصمة الإدارية بالأمس، يأتي في توقيت مهم بالنسبة للواقع الإفريقي السائد حاليا. ونبه إلى أن أهمية الحدث وتوقيته تنبع من الرؤية الإستراتيجية العاجلة والمتكاملة، التي أعلنتها مصر فور توليها المسئولية بالأمس، لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تعاني منها دول المجموعة، في ظل الآثار السلبية الضارة الناجمة عن انتشار وتفشي وباء «كورونا» في عموم القارة الإفريقية.
وأفاد الكاتب الصحفي بأن الاستراتيجية المصرية تقوم في أساسها على السعي الجاد لتعزيز التعاون الشامل بين المجموعة، وصولا إلى التكامل الاقتصادي بينها، على المستوى الإقليمي لدول مجموعة الكوميسا، وذلك بتنمية التجارة البينية بين الدول الأعضاء في الكوميسا الذي يضم دول الشرق والجنوب الإفريقي، والسعي لتطبيق الإعفاءات الجمركية بينها على قاعدة المعاملة بالمثل، وإزالة العقبات التي تعترض ذلك، مع إنشاء آلية لمراجعة السياسات التجارية في دول المجموعة بهدف فتح الآفاق للتعاون الاقتصادي الشامل وزيادة التبادل التجاري بين الدول الأعضاء.
ولفت الكاتب إلى أن الخطة الإستراتيجية للتعاون الاقتصادي الشامل، التي أعلنتها مصر بالأمس تحت عنوان «استراتيجية الكوميسا متوسطة المدى 2021-2025» تأتي بهدف تعزيز قدرة دول المجموعة البالغ عددها «21 دولة» على الصمود لمواجهة التداعيات السلبية لجائحة «كورونا» على المستوى الاقتصادي.
ونوه إلى أن الخطة الإستراتيجية متوسطة المدى التي أُعلنت تنطلق في إطار التوجه المصري الثابت والمؤكد، على السعي الجاد للتعاون الإفريقي الشامل، وصولا إلى تحقيق الطموحات والآمال للشعوب الإفريقية بصفة عامة، ولشعوب دول الكوميسا على وجه الخصوص من أجل واقع أفضل ومستقبل أكثر إشراقا.
وفي مقاله "خواطر" بصحيفة /الأخبار/ وبعنوان (نعم تحتاج لمزيد من التخطيط لتعظيم الاستفادة من الكوميسا الإفريقية) قال الكاتب جلال دويدار إن المعاملات التجارية التي تتيحها الكوميسا تعد من المجالات الفاعلة لإثراء تطلعات التنمية التي تستهدف النهوض الاقتصادي والاجتماعي المصري والإفريقي.
وأضاف أن تحقيق هذه الأهداف الإيجابية يحتاج ويتطلب فكراً تنموياً خلاقاً قادراً على تحديد الاحتياجات الواجب توافرها لتحقيق أهداف هذه الاتفاقية، منبها إلى أن استثمارنا للكوميسا مازال يحتاج إلى التنمية، حيث يتطلب ذلك استثمار ما تتيحه نصوصها من مميزات وتسهيلات وإعفاءات جمركية وأسواق جاهزة لاستقبال كل أنواع منتجاتنا. ولفت الكاتب إلى أنه لكي تأتي استفادتنا من اتفاقية الكوميسا الإفريقية على أكمل وجه..
فإن الأمر يستوجب توفير وسائل النقل البحري والبري الوطنيين وعقد اتفاقات لضمان الائتمان بين البنوك المركزية والمحلية، يضاف إلى ذلك العودة إلى الأخذ بمخطط عمل ودور شركة النصر للاستيراد والتصدير التي كانت تعد إحدى القواعد المصرية الناجحة والفاعلة النادرة لتنشيط تجارتنا مع إفريقيا والتي تبنتها ثورة 52.
وأبرز الكاتب دعوة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء لإحياء الاستفادة من اتفاقية الكوميسا تفعيلاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرا إلى أن ذلك يأتي باعتبار أن إفريقيا بحكم انتمائنا هي السوق الطبيعي لمباشرة أنشطتنا وتسويقها لصالح تنمية العلاقات المصرية الإفريقية بكل محاورها الاستراتيجية.
وفي مقاله "من آن لآخر" بصحيفة /الجمهورية/ وبعنوان (صنع في كوميسا والرؤى المصرية الخلاقة)، قال الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة إن مصر تسلمت أمس رئاسة الكوميسا، ومع بداية العام الجديد ينطلق منتدى العالم للشباب..
وفي نوفمبر القادم تستضيف قمة المناخ "كوب-27"، وعلى مدار السنوات السبع الماضية حققت مصر طفرات وقفزات على طريق التقدم والمكانة والدور والثقل وأصبحت محل احترام وتقدير العالم.
وأضاف الكاتب الصحفي: لم يأت كل ذلك من فراغ بل نتاج سياسة حكيمة ورؤى خلاقة وإرادة صلبة من خلال قيادة سياسية حكيمة وشريفة، والأمس كان يوما حافلا ومشرفا، واستمرارا لتأكيد جدارة مصر على المستوى الإقليمي والدولي والقاري، لتتولى مصر رئاسة تجمع "الكوميسا" برؤى عبقرية وخلاقة ومبادرات تشكل خارطة طريق لتحقيق التنمية المستدامة في دول التجمع وتطلعات شعوبها.
وأفاد الكاتب أن تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي بالأمس لرئاسة تجمع دول "الكوميسا" جاء تجسيدا لــدور ومكانة مصر.. وجاءت أيضا كلمة الرئيس السيسي لتؤكد أن مصر تمتلك الرؤية والحلول والمبادرات الخلاقة ودائما تضيف إلى عمل تتولى قيادته ورئاسته.. فقد تضمنت كلمة الرئيس تشخيصا دقيقا للأوضـاع الحالية ورؤيــة متكاملة للمستقبل.. وطـرح مبادرات استثنائية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.