انطلق موكب حفل افتتاح طريق الكباش من أحد أهم المعابد الفرعونية الموجودة في الأقصر، حيث يأتي ذلك الحفل بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، إلى جانب عدد من الوفود الدولية والدبلوماسية التي تشهد ذلك الحفل المهيب، المقرر أن ينطلق في تمام السابعة والنصف من مساء اليوم الخميس.
وستكون البداية بإنارة بانورامية تدريجية لمعبد الأقصر وطريق الكباش على طول نحو 3 كيلومتر، وفي نفس اللحظة يجرى إنارة البر الغربي ومعبد حتشبسوت وتمثالي ممنون، لتنطلق أضواء الليزر، وتعانق السماء.
من النيل ستتحرك 3 ذهبيات عائمة صممت على الطراز الفرعوني، وترمز لثالوث المعبودات الفرعونية آمون وموت وخنسو، وستنطلق مراكب شراعية ملونة بألوان هوية الأقصر البصرية، وفيلم عن انطلاق المناطيد في سماء الأقصر احتفالا بالافتتاح.
من داخل معبد الأقصر تبدأ الاحتفالية الرسمية بخروج ثلاث محفات ترمز للثالوث المقدس، يحملها شباب بملابس فرعونية ويتقدمهم حاملوا البيارق، ليخرجوا من قدس الأقداس عبر الصرح الأول للمعبد، وصولا لتماثيل أبوالهول، إذ بداية طريق الكباش.
مع بداية الموكب تعزف الأوركسترا الفيلهارموني بقيادة المايسترو نادر عباسي، والتي ستعزف الموسيقى الفرعونية، ومن ثم أنشودة آمون، والتي يعاد إحياؤها بنفس الكلمات الفرعونية.
يشارك الفنان محمد حماقي بأغنية ترحيبية لزوار الأقصر، تذاع بالتزامن مع فقرة راقصة من سوق سافوي، وتسجل عدد من الفقرات بمعبد حتشبسوت والكرنك، وعدد من المواقع الأثرية بالمدينة، لإذاعتها بالتزامن مع الاحتفالية على غرار ما جرى بموكب المومياوات.
وتجهز عدد من عربات الخيول الحناطير التي تتميز بها الأقصر، وإضاءة جوانبها، إذ ستشارك بإعادة تجسيد أغنية فرقة رضا الشهيرة الأقصر بلدنا بلد سواح .
والمصري القديم كان يطلق على معبد الأقصر اسم "أبت رسيت" "ipt rsyt" أي الحرم الجنوبي حيث إن كلمة رسيت تعنى الجنوب، وكان الاختلاف على كلمة أبت أو أوبيت وذلك لأن كلمة ابت ربما ترجع إلى اسم الإلهة ابيت التي كانت تأخذ شكل أنثى فرس النهر وهي التي كانت تشرف على ميلاد الملك في العالم الآخر.
وكلمة أبيت في القاموس تعنى مكان تواجد الحريم في القصر، أي ان المصري القديم يقصد بكلمة "أبت رسيت" أن المعبد يقع في الجنوب من معبد الكرنك، ويعنى الحرم الجنوبي وكان معبد الأقصر خاص بالآلهة موت زوجة الإله آمون حيث كان تمثال الإله آمون يزور هذا المعبد سنويًا وهو معبد خاص بالخصوبة ولذلك كان تمثال الإله آمون يظل في معبد الأقصر قرب الشهر.
ويرجع الفضل في بناء معبد الأقصر إلى كل من الملك رمسيس الثانى من الأسرة التاسعة عشر والملك أمنحوتب الثالث الأسرة الثامنة عشر، وتعتبر الأجزاء الخارجية من معبد الأقصر خاصة بالملك رمسيس الثاني، أما الأجزاء الداخلية فهي خاصة بالملك أمنحتب الثالث ويوجد بعض الأسماء لملوك مختلفة في معبد الأقصر.
والصرح الأول بمعبد الأقصر يبلغ عرضه 65 متر وارتفاعه 24 مترا، ويتوسط الصرح بوابة ضخمة بها مكان لتثبيت ساريات الأعلام، ويوجد في واجهة المعبد 6 تماثيل من الجرانيت للملك رمسيس الثاني، تمثالين منهم يمثلون الملك رمسيس الثاني جالسًا وارتفاع كل تمثال نحو 6 أمتار وهم من الجرانيت الأسود، ويوجد على كل جانب تمثالين للملك رمسيس الثاني وهو واقفًا وهم من الجرانيت الوردي وأغلب هذه التماثيل مكسورة.
ويظهر الملك رمسيس الثاني وهو مرتديًا التاج المزدوج ويظهر مع الملك رمسيس الثاني بناته أو زوجاته وذلك على جوانب المقعد الذي يوجد عليه علامة السماتاوي وهذه التماثيل ضخمة لكي تناسب وجهة معبد الأقصر.
وكان يوجد أمام معبد الأقصر مسلتين لم يتبق منهم غير المسلة الشرقية، ويوجد على قاعد هذه المسلة مجموعة من القردة، أما المسلة الجنوبية فقد أهداها محمد على لملك فرنسا وهى موجودة الآن في ميدان الكونكورد، وكانت المسلة ترمز إلى عبادة إله الشمس رع وتعتبر أقدم مسلة موجودة وقائمة في مكانها حتى الآن هي مسلة الملك سنوسرت الأول في المطرية بعين شمس.
ويوجد أمام وجهة معبد الأقصر طريق على جانبيه يوجد صفين من تماثيل أبو الهول ترجع إلى عصر الملك نختنبو من الأسرة الثلاثين وهذا الطريق كان يصل إلى طريق الكباش في معبد الكرنك، وهذا الطريق يضاهي طريق الكباش في معبد الكرنك ولكن الفرق بين طريق معبد الأقصر وطريق معبد الكرنك هو أن تماثيل معبد الأقصر على هيئة أبو الهول أما تماثيل معبد الكرنك فهى على هيئة الكبش أمون.
ويوجد على صرح معبد الأقصر من الخارج مناظر تمثل الملك رمسيس الثاني في معركة قادش ضد الحيثيين، كما يوجد مناظر للملك رمسيس الثاني في عربته الحربية ويوجد أيضًا منظر لمعسكر الأعداء ويوجد منظر آخر للملك رمسيس الثاني بالعربة الحربية وهو في وسط الأعداء وكان الملوك يتفاخرون بالعربات الحربية، ويوجد منظر للملك رمسيس الثاني وأمامه الأعداء وهم يهربون ويتركون مدينة قادش ويوجد منظر لأمير قادش وهو خايف من الملك رمسيس الثاني.
ومن المعروف أن المناظر الخارجية للمعابد كانت عبارة عن مناظر حربية وعسكرية، أما المناظر التي توجد داخل المعابد كانت عبارة عن مناظر دينية، ويوجد في نهاية الصرح من الأعلى الكورنيش المصرية، ويوجد أيضًا زخرفة الخرزانة ويوجد نقش لقرص الشمس المجنح، والوجهة الشمالية لمعبد الأقصر تطل على معبد الكرنك من الخلف، إذ أن وجهة معبد الأقصر يوجد عليها الكثير من المناظر الحربية والعسكرية للملك رمسيس الثاني.
ويرجع الفناء الأول لمعبد الأقصر إلى عهد الملك رمسيس الثانى، ويوجد في الفناء الأول لمعبد الأقصر صفين من الأعمدة عبارة عن 74 أسطون، ويوجد على يمين المدخل ثلاث مقاصير لثالوث طيبة المقدس أمون وموت وخنسو وهذه المقاصير ترجع إلى عصر الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث، ويوجد أمام هذه المقاصير 4 أعمدة على شكل حزمة نبات البردي، ويوجد بين الأعمدة بعض التماثيل للملك رمسيس الثانى وهو واقفًا وتماثيل وهو جالسًا.
بعد الفناء الأول يوجد ممر ضخم به 14 أسطون وهو عبارة عن صفين من الأساطين كل صف به 7 أساطين وهى تأخذ شكل نبات البردي المتفتح، ويرجع هذا الممر إلى الملك أمنحتب الثالث وبعض الملوك الأخرى، وعلى الجدار الغربي من هذا الممر منظر مركب الملك أمنحتب الثالث وهو محمول على أكتاف الكهنة ومنظر مركب المعبودات موت وخنسو وحتحور وأمام هذا الموكب يوجد فرقة من الجيش والشرطة مع الأسلحة.
وعلى الجدار الشرقى لهذا الممر يوجد منظر يصور مركب الإله آمون وأسفلها مركب الإلهة موت ثم منظر يصور باقى المراكب أثناء عودتها من معبد الكرنك، وقد صور الملك أمنحتب الثالث بحجم كبير وهو واقفًا ويقدم الماء والبخور كقربان للآلهة.
بالإضافة إلى فناء الملك أمنحتب الثالث وهو عبارة عن فناء واسع به 64 أسطون على هيئة نبات البردى وكان هذا الفناء يستخدم في الاحتفالات المختلفة، إلى جانب صالة الأعمدة وهى عبارة عن صالة بها 32 أسطون وكان يطلق على هذه الصالة اسم صالة التجلى والإشراق حيث كان يشرق فيها المعبود آمون عند خروجه من قدس الأقداس، ومعظم مناظر هذه الصالة مهشمة، ويوجد بها منظر يصور أقاليم مصر المختلفة ومنظر آخر للملك أمنحتب الثالث أمام آلهة طيبة، ويوجد في هذه الصالة مدخلين يؤدي كل منها لأى مقصورة صغيرة للإله خنسو والربة موت.
وبعد صالة الأعمدة يوجد بهو صغير به 8 أعمدة أزيلت في العصر الروماني، ثم بعد ذلك يوجد صالة أخرى بها 4 أساطين وهى أمام حجرة المركب المقدس، وقد نقش على جدرانها أكثر من 40 منظر تمثل الملك أمنحتب الثالث والقرابين التي تقدم للآلهة.
توجد حجرة الولادة الإلهية في شرق الصالة الثانية، وكان الملك أمنحتب الثالث ابنًا للملك تحتمس الرابع ولم يكن له الحق في وراثة العرش من أبيه تحتمس الرابع لأنه كان من أم ميتانية وهى الأميرة موت مويا ولذلك كان الملك أمنحتب الثالث يحتاج إلى نوع من الدعاية لأنه لا يجرى في عروقه الدم الملكى ولذلك لجأ الملك أمنحتب الثالث إلى اختراع قصة الولادة الإلهية، وفى هذه الحجرة نجد مناظر ولادة الملك أمنحتب الثالث المقدسة من أمه باعتبار الإله آمون هو أبيه وليس الملك تحتمس الرابع.
مقصورة الإسكندر الأكبر وهي عبارة عن حجرة داخل حجرة كبيرة بناها الإسكندر الأكبر لاستراحة مركب الإله آمون المقدسة، ويوجد في هذه المقصور مناظر تصور الإسكندر الأكبر مع المعبودات المصرية المختلفة، ويوجد على الجانب حجرتين ربما كانت تستخدم كمخازن للمعبد.
ويعتبر قدس الأقداس هو آخر جزء في معبد الأقصر وهو أهم جزء في المعبد، وقدس الأقداس عبارة عن ثلاث حجرات مظلمة وكان الحجرة الوسطى ذمنهم للإله آمون، ويوجد في قدس الأقداس مناظر تصور الملك أمنحتب الثالث وهو يقدم القرابين لثالوث طيبة المقدس ( آمون – موت – خنسو).