الأحد 30 يونيو 2024

"رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات"

12-6-2017 | 14:31

بقلم : أمل مبروك

عندما وصل الخليل إبراهيم عليه السلام مع زوجته وابنه الرضيع إلى مكة وضعهما عند مكان البيت وابتعد عنهما عائدا إلى الشام، فقالت له أم إسماعيل: كيف تتركنا في هذا الوادى الذى لا زرع فيه ولا ماء؟ وعندما استمر فى سيره بعيدا عنهما قالت: أأمرك الله بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لن يضيعنا، ولما توارى عليه السلام عنهما بحيث لم تعد زوجته تراه رفع رأسه إلى السماء داعيا الله سبحانه وتعالى بهذا الدعاء: "رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر" فبدأ بطلب الأمن قبل طلب الرزق لأن الرزق لا يهنأ به إنسان ولا يتلذذ به إذا كان يشعر بالخوف، بل لابد من توفر الأمن، ولذلك قال المولى سبحانه وتعالى لأهل مكة فى سورة العصر: "لإيلاف قريش، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، فالرزق والأمن مقترنان دائما وأبدا.

ولذا فامتثالا لتعاليم ديننا الحنيف ما علينا سوى أن نضع جميعا نصب أعيننا العمل على خير أوطاننا العربية والسعى إلي أن تحتل أفضل مكانة على كافة الأصعدة ليس فقط فيما يتعلق بالأمن والرزق ، فعلي كل منا دور لابد وأن يقوم به اقتداء بسنة إبراهيم عليه السام والتي علينا أن نتخذها جميعا نبراسا، خاصة ونحن نعيش هذه الأيام المباركة التى تتطلب منا المزيد من العمل والجهد وعدم الارتكان إلى الراحة كما أمرتنا الشرائع السماوية التى أكدت على العمل والارتقاء بالأوطان.

واقتداء بسيدنا ابراهيم عليه السلام ندعو لكافة بلداننا العربية أن تنعم بغد أفضل على كافة المستويات.