أكد الدكتور أحمد الإمام، مؤسس ومدير عام أوراق للدراسات والاستشارات الاقتصادية والمحلل المالي، أن مصر تعيد بناء عالمها من جديد وتنفض غبار الماضي، لتظهر للعالم في ثوبها الجديد، وخلال الثماني سنوات الأخيرة قامت بإعادة هيكلة الاقتصاد المصري، حيث إن الاقتصاد قائم على نمو احتوائي مستدام (نمو قائم على توزيع أكثر عدالة لعوائد التنمية وتكافؤ الفرص من حيث الوصول إلى الأسواق والموارد والبيئة التنظيمية غير المنحازة)، ومع تطلع مصر إلى اقتصاد أكثر تنوعًا قائمًا على الاقتصاد الرقمي وتعزيز فرص منافسة المنتجات والخدمات المصرية في سوق عالمي، أصبح أكثر تعقيدًا وقائم على هيمنة التكتلات الاقتصادية والشراكات العملاقة العابرة للقارات، ويمثل موروث مصر الثقافي وقطاعها السياحي فرصة واعدة لم تستغل الاستغلال الأمثل بعد أن عملت الدولة خلال الفترة الأخيرة على إحياء التراث الحضاري أولا عبر التشريعات، أبرزها تعديل قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، واستحداث مادتين حول تجريم الاتجار غير المشروع في الآثار المصرية فى الخارج وتسلق الآثار، بالإضافة إلى المبادرات الخاصة بالنهوض بالقطاع، في ظل جائحة كرونا مع الانتهاء من أكثر من 60%، من رقمنة مستندات ووثائق وملفات الوزارة ضمن المشروع القومي للرقمنة.
وأضاف "الإمام" في تصريحات خاصة لدار الهلال أن هناك عمليات ترويجية للسياحي المستمرة عبر مشاركة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في 16 معرضًا سياحيًا دوليًا وإقليميًا فى عام 2020 والعديد من الفاعليات الأخرى أحدثها حفل موكب المومياوات الملكية في حدث عالمي أقيم يوم السبت 3 أبريل 2021 يتضمن مغادرة 22 مومياء ملكية المتحف المصري الواقع بميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة إلى موقعها الجديد بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط شرق القاهرة، ما ساهم في إبراز عظمة الإنسان المصري في الماضي والحاضر وأخير الحدث الأبرز، وهو افتتاح مصر مساء الخميس الماضي طريق الكباش الرابط بين معبدَي الكرنك والأقصر في أقصى جنوبي البلاد، ويبلغ طول طريق الكباش نحو 2700 متر.
وأوضح أنه بُني في عهد الأسرة الثامنة عشرة، قبل نحو 3400 عام وبدأ إحياء المشروع منذو عام 1949 مع اكتشاف اول تمثال للكبش ثم توالت اكتشاف الاثرين المصرين وزادت وتيرة التنفيذ مع عام 2017 بتنفيذ الطريق كاملا مع تطوير جميع امكانيات مدينة الاقصر السياحية طيبة التاريخية لتصبح اكبر متحف مفتوح فى العالم حيث أقيم الحفل بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والسيدة حرمه و حضور أكثر من 200 من ممثلي وكالات الأنباء والصحف والقنوات التلفزيونية المحلية والدولية، مما يمثل أكبر ترويج لمصر عبر اهتمام وسائل الإعلام العالمية بالحدث وإبراز الامتداد الحضارى والثقافى لمصر عبر الزمن وقدرة هذا الجيل على إحياء حضارة الأجداد فى ثوبها الجديد و رساله إلى العالم بالأمن والأمان فى مصر وهو ما أدى إلي اختيار العديد من وسائل الإعلام الدولية لمصر في أكثر من مرة ضمن أفضل الوجهات السياحية في العالم التي يجب السفر اليها خلال موسم شتاء 2021.
وأشار إلى أنه ترتب على ذلك، ظهور مؤشرات نمو الاقتصاد المصري بأسرع وتيرة له منذ عقدين في الربع الأول من العام المالي الحالي 2021/2022، مع استمراره في التعافي من التداعيات الناجمة عن جائحة كورونا، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9.8% خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر، مدعوما بالتعافي المستمر في قطاع السياحة وتحسن النشاط الصناعي، وفقا للبيانات التي أعلنتها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية وهذا هو الربع الثاني على التوالي الذي يسجل فيه اقتصاد البلاد نموا قويا، بعد أن ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.2% في الربع الأخير من العام المالي الماضي، مقارنة بالعام الماضي.
وبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر بنسبة 0.7% في الربع الأول من 2020/2021، عندما كنا في ذروة الوباء، متأثرا بانهيار السياحة العالمي، وتراجع التصنيع، وتراجع عائدات قناة السويس وشهد قطاع السياحة ممثلا فى مؤشرات ( قطاع المطاعم والفنادق ) معدل نمو 182% خلال الربع الأول، وبلغ متوسط عدد الوافدين 400 ألف شخص شهريا في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2021، ما يقرب من 40% من متوسط الأرقام الشهرية قبل الجائحة.
وصرح الخبير الاقتصادي أن المتوقع خلال الفرات القادمة أن يتسارع هذا الانتعاش مع استمرار الانفتاح في السفر بين الدول و خلال السنوات الثلاث الماضية كانت حركة السياحة الوافدة لمصر خلال أعوام 2019 و2020 و2021، لافتا أن عام 2019 كانت السنة الأعلى في الأعداد السياحية التي شهدتها مصر والأعلى في الدخل السياحي، حيث وصل عدد السائحين فيها إلى حوالي 13 مليون سائح والدخل السياحي بها 13 مليار دولار، وساهمت السياحة في هذا العام بأكثر من 15 % من نسبة النمو في الناتج المحلى الإجمالي، وحققت بصورة مباشرة وغير مباشر ما يقرب من 15% من الناتج الإجمالي المحلى للدولة المصرية ومع تسارع التعافى والنمو من المتوقع عودة هذا القطاع الحيوى إلى سابق عهدة مع توفيرة إلى أكثر من 3 مليون وظيفة مباشرة مما يمثل نحو 9.5% من القوة العاملة فى مصر ومن اللافت وصول نسبة الاشغال فى فنادق الاقصر خلال الاحتفال إلى نسبة 100 %.