لا يزال فيروس كورونا ينشر الرعب والخوف في العالم، خاصة بعد ظهور متحور جديد منه في جنوب أفريقيا، وهو متحور "أوميكرون"، والذي ما زال غامضا حتى الآن وتجري المؤسسات الصحية العالمية والمحلية دراسات بشأنه، للتعرف على مدى خطورته وهل سيكون مقاومًا للقاحات المعروضة المضادة لكورونا أم لا، خاصة وأنه يحتوي على طفرات جديدة منه.
وأكد أطباء أن متحور كورونا الجديد يعد أخطر المتحورات التي حدثت لكورونا حيث أنه أخطر من متحور دلتا ودلتا بلس بسبب سرعة انتشاره، موضحين أن أعراض المتحور لا تزال تشبه أعراض السلالة الأصلية، ويجب على الجميع التزام التباعد الجسدي والحصول على اللقاحات المضادة لكورونا لأنها فعالة في مقاومة الفيروس ومتحوراته.
وعقدت اللجنة العلمية المشتركة بين وزارتي الصحة والسكان والتعليم العالي والبحث العلمي، اجتماعا اليوم، برئاسة الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بعمل وزير الصحة والسكان، لمتابعة مستجدات متحور فيروس كورونا "أوميكرون"، ووجه الوزير خلال الاجتماع بزيادة عدد العينات التي يتم فحصها من خلال التسلسل الجيني للفيروس في جميع محافظات الجمهورية، وخاصةً في المحافظات ذات التردد السياحي المرتفع، لرصد أي تحورات.
متحور كورونا الجديد
وعن هذا المتحور، يقول الدكتور عبد الهادي مصباح، أستاذ علم الفيروسات والمناعة، إن متحور كورونا الجديد "أوميكرون" المكتشف في جنوب أفريقيا، هو من أخطر المتحورات التي حدثت لفيروس كورونا ويتفوق في خطورته عن متحور دلتا ودلتا بلس، وسبب خطورته يتمثل في حدوث طفرات عددها كبير للغاية أكثر من 100 طفرة.
وأوضح مصباح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن أكثر من 30 طفرة منها تحدث في البروتين الشوكي فقط، وعن طريقه يدخل الفيروس إلى الخلية البشرية وعن طريقه يعمل التطعيم لإنتاج أجسام مضادة تمنع دخوله للجسم، مضيفا أن ظهور متحور جديد يتبعه رصد 3 أشياء هي سرعة انتشاره، وشراسة الأعراض والمضاعفات، واستجابته للتطعيم أو اللقاح المتاح حاليا.
وأشار إلى أنه من المبكر حاليا تحديد هذه العوامل بالضبط لدى المتحور الجديد، لكنه مقلق لأن كمية الطفرات التي حدثت به يمكن أن تجعل التطعيمات أقل في التأثير والفاعلية وقد يظهر أن المتحور يؤدي لمضاعفات وأعراض ووفيات أكثر، مضيفا أن بعض الشركات مثل موديرنا في دراسة السلالة الجديدة للوصول إلى منتج يوقف هذه السلالة.
وأكد أن مصر والعديد من دول العالم قررت وقف رحلات الطيران المباشر مع جنوب أفريقيا، وهو قرار مهم لمنع انتقال السلالة الجديدة، مضيفا أنه في الوقت نفسه العامين الماضيين كشفا أنه لا يمكن المنع التام من خلال وقف السفر أو خلافه، لكن المهم هو الحصول على التطعيمات واللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وأشار أستاذ المناعة أن من حصل على اللقاح المضاد لكورونا قبل 6 أشهر عليه أن يأخذ جرعة منشطة، والالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي وارتداء الكمامات.
أعراض متحور كورونا الجديد
ومن جانبه، قال الدكتور محمود عبد المجيد، مدير مستشفى صدر العباسية الأسبق، إن متحور كورونا الجديد المكتشف في جنوب أفريقيا مثير للقلق، والكثير من الدول ومن بينها مصر اتخذت إجراءاتها لمنع انتقاله إليها عبر وقف رحلت الطيران من وإلى جنوب أفريقيا وكذلك تشديد الإجراءات على المنافذ الحدودية والحجر الصحي.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المتحور الجديد مكتشف حديثا ولا يزال تحت الدراسة والواضع منه حتى الآن هو سرعة انتشاره بشكل يفوق المتحورات السابقة، مضيفا أن أعراض متحور كورونا الجديد لا تختلف كثيرا عن أعراض السلالة الأصلية وتشبه أعراض نزلات البرد ومنها ارتفاع درجات الحرارة والتهاب الحلق.
وأوضح عبد المجيد أن الأعراض قد تشمل أيضا أعراضا معوية مثل القيء والإسهال وصعوبة التنفس والسعال وآلام شديدة في الجسم، مضيفا أن لقاحات كورونا المعروفة حتى الآن تظل فعالة في الوقاية من الفيروس ومتحورواته، ولا يمكن الجزم بمدى فاعليتها وحمايتها من المتحور الجديد إلا بعد التوسع في رصد الحالات الجديدة ودراستها وهل كانت حاصلة على اللقاح وما هي درجة إصابتها.
وأشار إلى أن اللقاحات تظل مفيدة للغاية في الوقاية من متحور كورونا الجديدة لأنه يحمل طفرات من الفيروس الأصلي وهناك أجزاء منه بالفعل، وهذه عندما تهاجم الجسم ستجد أجسام مضادة ومناعة ضدها داخل الجسم وستظل قادرة على مواجهتها.
الوقاية من متحور كورونا الجديد
وأكد أعضاء اللجنة العلمية بين وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، أن اللقاحات و الالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية للوقاية من فيروس كورونا والالتزام بالتباعد البدني وارتداء الكمامات واستخدام مطهرات الأيدي، مازالت هي حائط الصد الأول للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا.