قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن قرار الرئيس الإسرائيلي، الاحتفال بعيد "الأنوار" اليهودي في الحرم الإبراهيمي بالخليل غدا بمثابة شرعنة رسمية للظلم الذي يُرتكب في هذه المدينة كل يوم منتقدة اختياره لهذه المدينة من بين كل الأماكن .
وأضافت الصحيفة ، اليوم السبت ، أن زيارة هرتسوج إلى هذا المكان، الذي اضطر معظم سكانه الفلسطينيون إلى هجر منازلهم ومحلاتهم فيه بسبب إرهاب المستوطنين، هي شرعنة رسمية للظلم الذي يُرتكب هناك كل يوم، بما فيه المجزرة التي ارتكبها باروخ جولدشتاين وراح ضحيتها 29 من المصلين في الحرم الإبراهيمي في عام 1994.
وأوضحت أنه لا يوجد مكان آخر في الضفة الغربية تتضح فيه معالم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي بهذا الشكل المرعب والذي يتمثل في شوارع معزولة يُحظر على الفلسطينيين السير فيها، ويحظرٌ على سيارات الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون هناك الدخول فيها، وكذلك نقاط تفتيش للفلسطينيين عند كل مفترق، هذا إلى جانب أن العنف والإذلال هما الصفة اليومية لكل مواطن فلسطيني هناك على أيدي المستوطنين وأطفالهم، وكذلك على أيدي أفراد الجيش وحرس الحدود المنتشرين في كل زاوية.
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، الخاضعة لسيطرة إسرائيل، ويستعمر فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم حوالي 1500 جندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وإثر المجزرة، التي ارتكبها باروخ جولدشتاين عام 1994 في الحرم الابراهيمي، واسفرت عن استشهاد 29 فلسطينياً، أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة، بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكلت ومن طرف واحد لجنة "شمغار"، وخرجت في حينه بعدة توصيات، منها: تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت للاحتلال الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60% بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.
وفي يوليو 2017، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لـ"اليونسكو" الحرم الإبراهيمي موقعا تراثيا فلسطينياً.