أطلق رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي مبادرة إعداد "مدونة سلوك للعمل البرلماني من أجل تعزيز الديمقراطية حول العالم"، بحيث تكون بمثابة دليل استرشادي يساهم في بناء وتعزيز قدرات البرلمانيين في مجال تعزيز الديمقراطية في مفهومها المعاصر، والعمل على تطبيق متطلباتها الرئيسية على أرض الواقع، داعياً الاتحاد البرلماني الدولي إلى إعداد هذه المدونة وترجمتها إلى لغات العالم المختلفة، ومعرباً عن استعداد البرلمان العربي التام للمشاركة في إعدادها.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها رئيس البرلمان العربي أمام الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، والتي تعقد اجتماعاتها حالياً في العاصمة الإسبانية مدريد، وتستمر حتى 30 نوفمبر الجاري.
وأوضح العسومي، خلال كلمته، أن التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم المعاصر في كافة المجالات، صاحبها تطور كبير في آليات التحول الديمقراطي ومقوماته، بحيث لم يعد الأمر قاصراً على المفهوم التقليدي للديمقراطية، وإنما ظهرت قضايا حيوية أخرى أصبحت لصيقة الصلة بالممارسات الديمقراطية، ويأتي في مقدمتها تمكين المرأة ودعم وحماية حقوقها، وتمكين الشباب وإشراكهم في عملية صنع القرار ورسم السياسات العامة، وكذلك الحق في المعلومات، والسماح لمنظمات المجتمع المدني بأن تقوم بدورها.
وقال رئيس البرلمان العربي "إننا لا نبالغ عندما نقول أن تحقيق التنمية المستدامة في مفهومها الشامل، ومواجهة خطاب الكراهية والتعصب، وتعزيز لغة الحوار، كلها قضايا أصبحت من المتطلبات الرئيسية لتعزيز الممارسات الديمقراطية".
وأكد العسومي، أن البرلمانات بمختلف مستوياتها الوطنية والإقليمية والدولية، باتت مطالبة اليوم بأن تكون أكثر قدرة على مواكبة هذه التطورات، وأن تشارك في تطبيق المفهوم الأوسع للديمقراطية من خلال أدوار جديدة وغير تقليدية، على نحو يعزز من مستوى ثقة الشعوب في قدرات وأداء من يمثلهم ويدافع عن حقوقهم.