تعمل الدولة المصرية على تنفيذ مشروعات للتنمية الزراعية، ومن أبرز هذه المشروعات مشروع الزراعة المحمية "الصوب الزراعية" والتي تسهم في توفير محاصيل على جودة عالية مع توفير المياه المستخدمة في الزراعة حيث تستخدم كميات مياه أقل من المستخدمة في الزراعة في الأراضي المكشوفة.
وتعد الصوب المتنقلة هي أحد أحدث نماذج المشروعات للصوب الزراعية، وهي عبارة عن زراعة داخل حاوية، تبدأ من البذرة وحتى حصاد المحصول داخل تلك الحاوية، وهي نموذج جديد بدأ تجهيزه في مركز بدر بالبحيرة، وهي أحدث النماذج في الممارسات الزراعية والتي تهدف إلى توفير منتجات صديقة للبيئة من خلال استخدام تقنيات تنفذ لأول مرة في مصر.
وتفقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، نموذجا لهذه المزرعة داخل الحاوية، والتي تتميز بأنها قادرة على توفير المياه وزيادة الإنتاجية من خلال الزراعة في البيوت الزجاجية التي يتم التحكم فيها مناخيًا، وهذه الصوبة المتنقلة مساحتها 26 مترا، وتنتج 4 آلاف نبات من الخضر، كما أنها تتميز بأنها تستخدم الطاقة الشمسية وتصلح للزراعة داخل الكمباوندات والفنادق والمنتجعات السياحية.
مميزات الصوبة المتنقلة
وإلى جانب صغر مساحتها، تتميز الصوبة المتنقلة أو الزراعة داخل الحاوية بعد مميزات أخرى من بينها أنها تستخدم 20 لتر مياه في اليوم لإنتاج 1000 خسة في الأسبوع، بجانب الإشراف على ما تحتويه المزرعة من خلال الإنترنت وإنتاج محاصيل على أعلى جودة وأفضل قيمة غذائية، والزراعة على مدار السنة بإنتاج يومي للمحاصيل الورقية مثل الخس والجرجير والبقدونس.
تفاصيل الصوبة المتنقلة
وعن تفاصيل الصوبة المتنقلة، قال المهندس محمود عطا وكيل وزارة الزراعة للبساتين والمسئول عن الصوب الزراعية، إن الصوبة المتنقلة مساحتها 26 مترا وهي عبارة عن حاوية أو "كونتينر" مجهز الزراعة فيه رأسية ويعمل بالطاقة الشمسية، بنظام الزراعة الذكية عن طريق الحاسب الآلي الذي يتم تغذيتها بمعدلات التسميد.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه تتكون الحاوية من طاولة من 3 أدوار يتم فيها إنبات البذرة لمدة 7 أيام ثم تنقل البذرة بعد الإنبات للزراعة في الشرائح الطولية، وهي عبارة عن زراعة رأسية وهي تصلح في المحاصيل الورقية مثل الخس والفجل والجرجير والبقدونس والبصل الأخضر، وإنتاجها يعطي في الخس 4آلاف خسة تصلح كمشروع استثمار داخل الكومباوند لأن التكلفة عالية بعض الشيء
وأضاف أنه كذلك تصلح في القرى السياحية والفنادق في المناطق البعيدة نسبيا مثل شرم الشيخ والغردقة التي يكون أقرب بلد للزراعة لها هي الإسماعيلية والسويس والتي ترتفع فيها تكلفة النقل وكذلك نسبة التالف فيها تكون عالية، لكن الصوبة المتنقلة إذا نُفذ داخل قرية سياحية أو كومباوند أو داخل فندق يوفر على المكان تكلفة النقل والتالف.
وأضاف أن ذلك يعطي زراعة عضوية أو "أورجانيك" مائة في المائة لأن العنصر البشري في هذا الأمر تدخله محدود للغاية، موضحا أن هذه الصوبة تم ترخيص نموذج منها من قبل وزارة الزراعة بتعليمات السيد القصير وزير الزراعة وتم الإشراف عليها فنيا بدءا من مراحل التجهيز واستيراد الحاوية "الكونتينر" من الخارج وبدء العمل فيه ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي افتتح هذه الصوبة في أرض المعارض أمس عن طريق هيئة الاستثمار.
وشدد على أن هذا النموذج مجهز في مركز بدر في مديرية التحرير بالبحيرة، موضحا: "نحن نقدم الدعم الفني والإرشادي والتسهيل في إجراءات استيراد الحاوية من الخارج ومستلزمات الإنتاج الخاصة به والإشراف الفني الكامل، ويبقى هو مشروع استثمار في المقام الأول، فأي مستثمر يريد الاستثمار في هذا المجال نوفر له كل الدراسات المعنية، فهذا المشروع تكلفته المادية عالية تفوق قدرة الشباب فالذي يمكن أن ينفذه هم المستثمرين."