بعد أن تم اكتشاف نوع جديد من فيروس كورونا في جنوب إفريقيا، والذي يمثل قلقًا بسبب ارتفاع عدد الطفرات فيه وانتشاره السريع بين الشباب، أصبح العالم أجمع في حالة من الهلع الشديد، الأمر الذي نتج عنه منع بعض الدول دخول مواطنين القادمين من جنوب إفريقيا، حيث منعت إيطاليا دخول مواطني 7 دول قادمين من جنوب إفريقيا، كما اتخذت سنغافورة نفس القرار، وشروع بلجيكا وهولندا في فرض تدابير جديدة، للحد من ظهور المتحور الجديد، كما أن الدولة المصرية منعت دخول أي مسافرين قادمين من جنوب أفريقيا.
التعامل مع الفيروس وأصبح الخيار الحتمي
قال الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، إن عقارب الساعة لن تعود للوراء، والتعامل مع كل متحور جديد من متحورات كورونا ليس معناه عودة الإجراءات القديمة، مثل الغلق الكامل ووقف الأنشطة، فمصر والعالم بالكامل أصبحوا ذات خبرة كبيرة في التعامل مع الفيروس، وأصبح الخيار الحتمي هو خيار الاستمرار في العمل مع التدابير الاحترازية.
وأوضح "جاب الله" في مكالمة خاصة أجرتها معه بوابة "دار الهلال"، إن معنى وجود متحور جديد لفيروس كورونا ليس معناه الإغلاق الكامل للدولة المصرية أو غيرها من الدول، ولكن سيكون له تأثيره السلبي نسبيًا في حركة السفر حول العالم، مشيرا إلى أنه ليس من المتوقع أن يكون له تأثير كبير في العملية الإنتاجية، فالعالم لن يعود للحالة التي كانت قبل سابق عليها.
الاقتصاد المصري نجح
وأضاف الخبير الاقتصادي، أنه بالنسبة للدولة المصرية فإن الاقتصاد المصري نجح في الوصول إلى معادلة جيدة منذ بداية أزمة كورونا من خلال دمج اعتبارات الصحة مع اعتبارات تشغيل الاقتصاد، لافتًا أنه سيستمر في ذلك النهج، من خلال التوسع في عمليات اللقاح والتخطيط لخلق مناعة جماعية، من خلال استهداف أكثر من 40 مليون مواطن وتلقي اللقاح بنهاية هذا العام، وفقًا لخطة عطاء اللقاح فإنها تسير في مستوى جيد، وكذلك خطة إدارة الاقتصاد المصري.
لا بديل أمام العالم إلا التعايش مع الفيروس
وأشار إلى أنه لازل الأمر مبكرًا للحكم عن تأثير المتحور الجديد ولكن تأثير كورونا منذ بداية الأزمة لم تنته بعد، ولا بديل أمام العالم إلا التعايش مع ذلك الفيروس كما سيكون، ومن الممكن أن يكون هناك عشرات من الفيروسات المتحولة بصورة متتابعة، ولا مجال سوى أن يعيش العالم حالة مستمرة من التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية، مع الاستمرار في العمل والنشاط الاقتصادي.
وقال الدكتور فرج عبدالله الباحث الاقتصادى ومدرس الاقتصاد المساعد، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، إن متحور فيروس كورونا الجديد هو امتداد لسلسلة من التحورات التي حدثت خلال الفترة الماضية، والعالم من المتوقع أن يتعايش مع المتحور الجديد، وعدم الوصول للإغلاق الكامل مثلما شهد العالم في بداية جائحة كورونا.
يمكن السيطرة علي المتحور
وأوضح الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أنهيمكن السيطرة على المتحور الجديد، نتيجة توافر لقاحات كورونا داخل بلاد العالم، فضلًا عن وجود الخبرة لدى الأجهزة الصحية في جميع الدول للتعامل مع الأزمات، حتى وأن كانت حدتها أكبر من الموجة الأولى، لافتًا إلى أن الأسواق ستشهد حالة من التأثرات جراء المتحور الجديد.
وعلى المستوى المحلي، فإن متحور كورونا الجديد سيعمل على نشاط غير تقليدي للاقتصاد المصري، لاعتماده الأكبر على قطاع الصناعة ويليه قطاع ريادة الأعمال الذي سيشهد اهتمامًا من القيادة السياسية، مشيرًا إلى أن معدلات النمو من المتوقع أن تصل بحلول 2022 إلى 5%، نتيجة التطورات الذي يشهدها قطاع الطاقة، باعتبار تحول الدولة المصرية بشكل متكامل لمركز إقليمي للطاقة.
وأضاف أن الخطر الذي قد يشكله المتغير الجديد من كوفيد 19، من المتوقع أن يؤدي إلى لجوء بعض البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة، مشيرًا إلى أن رفع أسعار الفائدة يؤدي إلى نزوح بعض رؤس الأموال من الأسواق الناشئة للأسواق ذات أسعار الفائدة الكبيرة، ما يؤدى إلى مزيد من الضغط على الموازنات العامة، وأن الاقتصادات ذات معدلات نمو موجبة.