السبت 4 مايو 2024

عشاق المسرح 9

مقالات29-11-2021 | 11:57

 المسرح فن للجماهير التي لابد من وجودها في نفس المكان مع الفنان أو الفنانين المؤدين في مكان واحد.

 وهذا جهد يتمثل في النزول من البيت والاستعداد للأداء بكل ما يتطلب من جهد، التهيؤ بالملابس والمكياج وضبط التواجد بين جميع المؤدين ومن خلفهم من فريق فنيين وعمال.

أيضا الجمهور الذاهب وهو يُمني نفسه بمتعة جمالية تتضمن فكر وضحك وسعادة تستحق أن يحمل أسرته وأطفاله ويركب وسيلة مواصلات ميسرة كان قبلها قد درس أسعار التذاكر التي سيدفعها لأفراد أسرته التي لا تقل بحال عن خمسة أفراد، ذلك حال أسرة مصرية عادية.

 السؤال من الذي يوفر كل ذلك للموطن المصري إنه المسرح التابع لقطاعات وزارة الثقافة أي الحكومة وهذا وغيره من إنتاج القطاعات الأخرى يخضع للرقابة على المصنفات الفنية كي تجيز النص ثم العرض المسرحي قبل أن يقدم للجمهور في المسرح.

كل هذه المراحل وراءها قطاعات فنية وإدارية يعمل بها اّلاف السيدات والرجل بدأ من وزيرة الثقافة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم عاشقة المسرح الذي طالما وقفت عليه كعازفة عالمية للموسيقى شاركت مع أهم فرق الأوركسترا العالمية والمصرية وهي مازالت معتزة بذلك فتعزف في افتتاح مهرجان الموسيقى العربية بين ضيوف مصر من موسيقيي العالم العربي في موقف يدعونا للفخر.

 والفنانة إيناس عبد الدايم لا تمتنع عن طلب طلاب جامعة المنيا العام الماضي حين يطالبونها وهي بينهم في محفل ثقافي أن تحمل آلتها الموسيقية الجميلة لتؤدي مقطوعات موسيقية وتعطي قدوة للشباب بأهمية فن الموسيقى .

وتجد الوزيرة الفنانة تشارك كل احتفالات المسرح فتحضر لأكاديمية الفنون بيتها الذي درست به لافتتاح مسرح نهاد صليحة وتشجع شباب الدارسين /الفنانين القادمين.

 وتجدها تذهب لمسرح الطليعة في موقعه المزدحم جدا لتشاهد مسرحيتين "فريدة – واحدب نوتردام" في موقف لم أره شخصيا لوزير ثقافة منذ حضر الدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة الأسبق مسرحية "ليلى والمجنون" في مسرح الطليعة منتصف الثمانينيات من القرن الماضي .

 ومنذ أيام حققت وزيرتنا حلم قطاع مخلص من كتائب المسرح المصري وهم أبناء هيئة بيوت وقصور الثقافة في عودة مسرحنا الهام "مسرح السامر" الذي شهد جهد وعمل كل مسرح محافظات مصر على أيدي أبنائه المحبين منذ مهرجان المائة ليلية بقيادة سعد وهبة وسمير سرحان وعبد الرحمن الشافعي ويسري الجندي وأبو العلا السلاموني ورؤوف الأسيوطي وكتائب لا يتم حصرها هنا وسعدت حين شاهدت في صور وضع حجر الأساس للمسرح أبناء هذا القطاع الهام جلال العشري وأشرف شكري وماجدة منير ونهاد أبو العينين وكل فنان حضر وكل التهنئة للأصدقاء المخرج هشام عطوة والفنان أحمد الشافعي أبناء المسرح وهم يؤكدون من مواقعهم الإدارية على تحقيق أملنا جميعا بعودة مسرح السامر.

 وليالي القاهرة عامرة بالمسرح الجميل في مسرحنا القومي يعود مخرجنا الكبير سمير العصفوري ليقدم قطعة فنية تلك مسرحية "في انتظار بابا" فيضاء مسرحنا العريق.

 مسرح الطليعة يشهد كل نصف شهر مسرحيتين جديدتين يقبل عليهما الجمهور وهناك الجمهور الذي يحمل أطفاله ليذهب بهما للمسرح المجاور مسرح العرائس ليشاهد مسرحيات بجنيهات قليلة تسعدهم وتفرحهم ونبث في نفوسهم جمال الفن.

 في المسرح الكوميدي يقف نجوم تركوا التليفزيون والسينما مثل سامح حسين، كل ليلة لإسعاد الجمهور بمسرحية "حلم جميل".

 فهل يعرف من يهاجم المسرح المصري وينتفض لخبر غير مؤكد عن تقديم مسرحية لم يعجبه عنوانها فقط فلم يكلف نفسه قراءتها أو سؤال المتخصصين عن محتواها أو أو .

هل يعرف كم ساعات يجلس بها كل مدير مسرح وفنان مسرح في اليوم ليعمل بروفات واستعدادات ليقدم المسرح لمواطن محترم قدم مع أسرته ليدفع عشرين جنيها مقابل أقل تذكرة ليسعد أسرته وكم دعم الدولة لتلك التذكرة؟.

هل يعرف من هو المخرج إسماعيل مختار الذي يمضي يومه بين الأوراق واللجان لتظل تلك المسرحيات، هل يعرف من يحملون مسئولية مسارحنا، في المسرح القومي الممثل إيهاب فهمي والناقد مصطفى عبد الحميد، هل يعرف المخرج عادل حسان، المخرج محمد نور، المخرج سامح مجاهد، الممثل أيمن عزب، المخرج سامح بسيوني، المخرج شادي سرور، الممثل محمود حسن، المخرج عصام الشويخ إنهم يديرون مسارح مصر بكل إخلاص وتفاني لقاء مرتبات لا تفي جهدهم ولا جهد كتائب العاملين في تلك المسارح ورغم ذلك نطالبهم بالمزيد وانا منهم دائما ما أكتب هذا مع كل محبتي وتقديري الشخصي لهم.

 هل سمع من انتفض لخبر، عن مسرح "المواجهة " الذي تذهب كتيبته بقيادة المخرج محمد الشرقاوي لقرى ونجوع مصر لتقديم المسرح وهل شاهد صور حضور المسرح من أهلنا في قنا والمنيا وبني سويف بوجوههم الطيبة سعداء فرحين بما يشاهدون.. هل شاهد مسرحية الأطفال البديعة "محطة مصر" للكاتب الواعد محمد الزناتي والمخرج رضا حسنين، هل شاهد مع أهلنا مسرحية الأطفال التي حملتها كتائب من مسرح الطفل مع المخرج محسن العذب .

بل هل يعرف معاناة تلك الكتائب الفنية في الرحيل لتلك القرى والمبيت والعمل على إعداد مكان يناسب المسرحيات التي يقدمونها بإمتاع هؤلاء المواطنين المصريين الطيبين وأطفالهم.. إنهم كتائب تكافح الغث والجهل وتنشر الجمال والفن

أدعوك عزيزي لمتابعة كل هذا قبل أن تهاجم مسرح بلدك وتخسف حق فنانيه.

Dr.Randa
Dr.Radwa