الإثنين 25 نوفمبر 2024

الموصل القديمة تودع 234 مدنيا بينهم نساء وأطفال بسبب الجوع والعطش

  • 12-6-2017 | 23:08

طباعة

في ظل منذ انطلاق عمليات التحرير العراقية لمدينة الموصل في منتصف شهر أكتوبر الماضي من داعش ودعت الموصل القديمة، التي تخضع لسيطرة عناصر التنظيم، وتعيش حصارا مفروضا على سكان البلدة، 234 مدنيا من بينهم نساء وأطفال ومسنين قضوا نتيجة العطش والجوع وشح الأدوية.

ويقول مدنيون محاصرون ومصادر طبية إن "مركز المدينة القديمة الذي يخضع لعناصر داعش شهد وفاة نحو234 بينهم 37 طفلا خلال أسبوعين".

ويقول خليل إبراهيم، الذي يعمل طبيبا في مستشفى صغير داخل البلدة المحاصرة، ويحاول دائما الحديث عبر الستار، إن" كل ما حل بالآلاف من المحاصرين في الموصل من قتل وجوع وعطش لا يصل إلى وسائل الإعلام".

ويضف إبراهيم أن "دائرة الطب العدلي التي نقلت بأمر من داعش إلى منطقة الميدان المحاصرة كانت قد سجلت رسميا وفاة 304 مدنين فارقوا الحياة بسبب شح العقاقير الطبية مع انتهاء إعلان تحرير الساحل الأيسر الذي تسبب بمنع وصول والأكل والمشرب بعد أن فرضت الحكومة من جهة وتنظيم داعش الحصار على الآلاف من المحاصرين من سكان البلدة، أخر معاقل داعش في محور الوسط بالساحل الأيمن بالموصل".

ويروي إبراهيم أن "أغلب اللذين فارقوا الحياة هم مرضى السرطان أو المصابين بالأمراض المزمنة، التي كانت تخضع لأشراف طبي من قبل أطباء مختصين قبل فرض الحصار بالمنطقة، كما يعاني ويهدد الجوع والعطش ونقص العلاجات نحو 4000 مدني".

وأعرب عن أمله في الإسراع في تحرير الموصل القديمة والأزقة المحاصرة من قبل القوات المحررة لإنقاذ "ما تبقى من السكان الذين يغادرون الحياة الواحد تلو الأخر خلال دقائق وليس ساعات بسبب النقص الغذائي الذي اجتاح البلدة".

ويقوم السكان من البلدة القديمة بدفن موتاهم داخل منازلهم القديمة التي لا تتجاوز مساحتها 60 او 80 مترا مربعا أو في الشوارع العامة والأرصفة المتروكة ما تسبب بانبعاث الروائح الكريهة من جثث المدنيين، وبالتالي زيادة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية.

وتقول الجدة عائشة، 60 عاما، والتي جمعت عائلتها المتكونة من أربعة أبناء متزوجين ولديهم نحو 32 طفلا وخمسة بنات متزوجات لديهم نحو 28 طفلا في بيت الجد، "لقد أصيب أغلب أحفادي بأمراض مزمنة وأخرى غير معروفة، بسبب النقص الغذائي والدوائي الذي تشهده البلدة وقد جمعتهم في بيتنا حتى نموت سويا أو نعيش سويا".

وتروي الجدة أنها ودعت ثمانية أحفاد في أقل من أسبوعين بسبب الجوع والعطش والأمراض المزمنة التي كانت ترافقهم منذ الصغر وهم تحت إشراف أطباء، ووصفت حالهم بأنه "أشبه بالروايات أو الأفلام السينمائية الحزينة التي تنتهي بالموت".

وأعربت الجدة أيضا عن أملها في الإسراع في تحرير البلدة التي مازالت مطوقة منذ ثمانية أشهر وتشهد أنواع القصف من القوات العراقية ومن تنظيم داعش.

ويقول وليد الحيالي، 56 عاما من منطقة الشفاء التي تشهد عملية تحرير واسعة من كافة المحاور، "إن جثث المتوفين اليوم جراء الجوع والعطش القاتل أصبحت أكثر من جثث قصف القطعات الأمنية الخاطئة أو قتل المدنيين بعبارات داعش واصطيادهم لدى هروبهم بسبب الجوع وشح الأدوية".

ويضيف الحيالي أن "الحالة المأساوية التي بدأت يقشعر لها البدن لا يسكت عليها فهناك صرخات لأطفال من شدة الجوع وهناك نساء فارقن الحياة بسبب نقص الماء وعدم تواجده في أغلب أحياء البلدة القديمة والناس لا حول لهم ولا قوة،فقد نفدت المؤنة التي كانت مخزونة لدى أهالي الموصل جراء الاستهلاك وتعاون المدنيين المحاصرين مع بعضهم البعض، ولم يتبق لهم سوى الدعاء من الله ومن الحكومة العراقية في أن تنقذهم من الهلاك المحتوم".

ويقول الشيخ أبو أحمد 70 عاما من سكان البلدة القديمة، الذي فر من تنظيم داعش مؤخرا، إن أوراق الأشجار ولحوم الحيوانات الأليفة تعتبر أبرز وجبات المحاصرين والتي شحت هي الأخرى وارتفع ثمنها حتى وصل سعر القطة إلى 20 دولارا فضلا عن ارتفاع أسعار لحوم الطيور والحمير، بالإضافة إلى ظهور مختصين بصيد القطط.

ويشير أبو أحمد إلى إنهم لم يعيشوا مثل هذه الظروف منذ عشرات السنين حتى عند فرض الحصار الدولي على العراق في تسعينات القرن الماضي إثر احتلاله الكويت.
 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة