قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن مناقشة الرئيس عبد الفتاح السيسي لسبل ترسيخ الشراكة البناءة بين القارة الأفريقية والصين في منتدى التعاون الصيني الأفريقي، تهدف إلى إحداث التنمية المستدامة التي ينادي بها الرئيس السيسي لبلادنا الأفريقية كما أعلن عنها منذ توليه رئاسة الكوميسا، وكذلك تعزيز التكاتف والتضامن المشترك المبني على تحقيق المصالح والمكاسب المتبادلة بين الجانبين، فضلا عن مواجهة الأثار السلبية لجائحة فيروس كورونا.
وأوضح "الشافعي" في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أن القارة الإفريقية بحاجة إلي إعادة بناء بنية تحتية وفقا للمعايير الدولية للاستفادة الكاملة بما لديها من إمكانيات هائلة في المواد الأولية، لافتا أن التعاون مع الجانب الصيني يمثل أحد أهم التعاون المثمر بينها وبين القارة الأفريقية لتوجه القارة نحو التصدير بدلا من الاستيراد، حيث أنها تستورد بأكثر من 1.2 تريليون دولار، بلغ نصيب الصين منها حوالي 24 مليار دولار.
وأشار الخبير الاقتصادي إلي أنه قد آن الأوان لإحداث التكاتف بين الدول الأفريقية والدول المحبة لها وعلي رأسها دولة الصين لتعدد الإتفاقيات بينها وبين القارة الأفريقية، فضلا عن أن الصين قادرة علي أن تحدث إعادة تنمية شاملة للقارة الأفريقية، لافتا إلى أنه جاء ذلك وفقا لتوجه من القيادة السياسية المصرية باعتباره الداعم لبناء القارة والداعم لتحديث وبناء البنية التحتية للقارة، للاستفادة من تطور محدثات هذا العصر.
وأضاف الشافعي أن الرئيس السيسي ناشد باعتباره رئيس للكوميسا بأن يحدث تكاملا بين الصناعات والتكامل بين التجارات المختلفة، حيث أن التكامل لابد وأن يتم وضع رؤية كاملة للمناطق الصناعية وكذلك حجم الصناعات التي يجب إنشائها، وكذلك دراسة ما يتم إستيراده من الخارج، لافتا أن ذلك التعاون يأتي بهدف الاستفادة من تبادل الخبرات، سواء عن طريق توطين صناعات جديدة داخل القارة الأفريقية بناءعلي ما تم الاتفاق عليه مؤخرا، فقد آن الأوان أن تجني الصين وأفريقيا ثمار التعاون المشترك الذي يحقق كافة أطراف المعادلة.
والجدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شارك عبر الفيديو كونفرانس في منتدى التعاون الصيني الأفريقي، وذلك بمشاركة نظيره الصيني "شي جين بينج"، وعدد من الرؤساء الأفارقة، حيث أن المنتدى شهد مناقشة سبل ترسيخ الشراكة البناءة بين القارة الأفريقية والصين، بما فيها التنسيق والتشـاور فيمـا يتعلـق بالتحـديات التـي يواجهها الجانبان فـي سـبيل التعافي الاقتصادي من تداعيات جائحة كورونا، كما أكد الرئيس السيسي في هذا الإطار أن التعافي الاقتصادي من الجائحة يتطلب تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بشكل يعود بالفائدة على مختلف شعوب القارة، بما في ذلك تخفيف الديون المتراكمة، فضلاً عن مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على تجاوز الأزمة الاقتصادية.