الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ثقافة

في ذكرى ميلاده .. قاسم أمين فيلسوف ومحرر المرأة المصرية

  • 1-12-2021 | 13:57

قاسم أمين

طباعة
  • بيمن خليل

تحل اليوم ذكرى ميلاد محرر المرأة الكاتب والفقيه والفيلسوف قاسم أمين، وهو أحد مؤسسي جامعة القاهرة والحركة الوطنية المصرية، وبالرغم من مكانته العلمية والاجتماعية الكبيرة كونه قاضيًا بالإضافة نشأته الاستقراطية وأنه عضوًا في الطبقة الأرستقراطية في مصر، على أنه خاض معارك فكرية شديدة عندما أراد أن يقدم للمرأة المنبوذة في ذلك الوقت شراع الحرية والإنسانية، وأن يمدها بسلاح التعليم، بعدما رجع من فرنسا بعد دراسته القانون بجامعة مونبيليه متأثرًا بالمجتمع الفرنسي وحرية الفكر والتفكير، خاصةً وأنه وجد بأن الكثير من العادات والتقاليد في مصر ليس لها أساس في الإسلام، وأصدر عدة كتب ردًا ونقضًا لهذه العادات، وكان قاسم أمين من مؤيدين الشيخ محمد، وكان يكتب في الجرائد عن المجتمع المصري ويرصد مشاكله، ويعتبره الكثير من المصريين فيلسوف المرأة المصرية.

ولد قاسم محمد أمين في 1 ديسمبر من عام 1863م، في بلدة طرة بمصر لعائلة أرستقراطية، من أب تركي عثماني وأم مصرية من الطبقة الوسطى، ودرس في مدرسة طارق بن زياد الإبتدائية وكانت هذه المدرسة لأبناء الطبقة الأرستقراطية بمصر.

تلقى تعليمه بكلية الحقوق وعمره لم يتجاوز الـ 17 عامًا وأختير ضمن 37 شخصَا فقط في منحة حكومية للدراسة في فرنسا بجامعة مونبيليه، وهناك تأثر بالفكر المجتمعي للحياة الفرنسية والذي كان يطغي عليه طابع الحرية للإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة، وبدأ قاسم أمين في مرحلة تغيير فكري بما شهده من اختلاف جذري بين المعيشة في مصر وفرنسا، وأن الكثير من العادات الطبقة في مصر لا دخل لها بالدين الإسلامي زأنها دخيلة عليه، وعندما عاد إلى مصر بدأ رحلته في الكتابة والنقض والتغيير.

بدأت حملة قاسم أمين بعد عودته من فرنسا ليجد كتابًا لـ دوق داركورت يقلل من شأن الثقافة المصرية، واتهامه للمصريين بالتخلف والرجعية، في العادات والتقاليد المصرية السائدة، ودافع وقتها قاسم بكل شدة هذه التهم، وبعدها قرر أن يكتب أولى كتبه في عام 1899م، "تحرير المرأة"، وأظهر فيها أن عبودية المرأة هي سبب رئيسي في ضعف مصر، وأن المرأة المصرية هي عمود فقري لشعب قوي، وبالتالي يجب أن يكون لها دور ريادي وتعليمي على مستوى مختلف عما كان سائد، ولاقى وقتها معارك شديدة.

يعتبر قاسم أمين من مؤسسي أول جامعة مصرية، والتي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم "الجامعة القومية"، وكانت هي النواة الجديدة لما هي عليه جامعة القاهرة الآن، وكان يعمل عضوًا في اللجنة التأسيسية فيها، وكان دائمًا يشيد بأن مصر بحاجة إلى جامعة من نوع خاص على طراز غربي.

 

شغل "أمين" مناصب عدة منها: أمين عام جامعة القاهرة، ونائب رئيس جامعة القاهرة، ورئيس محكمة الاستئناف القومية بالقاهرة وغيرها..

ومن أهم أعماله، في عام 1894م، أصدر كتابه الأول (المصريون) والذي دافع فيه قاسم أمين عن ثقافة المرأة في مصر بعد انتقادات الدوق كارتور للمصريين واتهام مجتمعم بالتخلف، ودافع في هذا الكتاب قاسم أمين عن المرأة ومعاملة الاسلام لها.

وفي عام 1899 قام بإصدار أشهر كتبه كتاب "تحرير المرأة"، والذي ناشد فيه قاسم أمين بقيمة المرأة وحقوقها، ودعا إلى تعليم المرأة، وأمور أخرى كطلبه لتعديل التشريعات في الطلاق وتعدد الزوجات، وشارك معه في كتابه هذا الكتاب أصدقائه الشيخ محمد عبده وأحمد لطفي السيد.

وتكملة لما بدأه قاسم في مشروعه الفكري للمرأة أصدار عام 1900م كتاب "المرأة الجديدة" ومقارنتها بالمرأة الغربية، والعبودية في في الزواج.

توفي قاسم أمين في 23 إبريل من عام 1908، بعد رحلة ملئية بالمواجهات والحروب الفكرية، ورثاه عدد كبير من الشعراء مثل خليل مطران وحافظ إبراهيم وغيرهم.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة