الإثنين 13 مايو 2024

دعم العلاقات.. خبراء: حرص إسباني على التقارب مع مصر كقوة إقليمية لاستقرار المنطقة

الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسباني

تحقيقات1-12-2021 | 16:38

أماني محمد

عكست زيارة رئيس الوزراء الإسباني لمصر اليوم، ولقاؤه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، تقارًبا ورغبة من الجانبين في تعزيز أوجه التعاون وفتح آفاق أوسع للعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد خبراء علاقات دولية أن المباحثات اليوم عكست التفاهم بين الجانبين ورؤية إسبانيا لمصر كقوة إقليمية كبرى وأساسية لا غنى عنها لاستقرار المنطقة.

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بقصر الاتحادية، بيدرو سانشيز، رئيس حكومة مملكة إسبانيا، شهد عقد مباحثات ثنائية، أعقبها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس السيسي برئيس الحكومة الإسبانية، مشيرًا إلى ما تعكسه هذه الزيارة من التزام الجانبين باستمرار العمل على توطيد العلاقات القوية بينهما والممتدة عبر ضفتي المتوسط، خاصة بعد حالة قوة الدفع التي شهدتها تلك العلاقات في أعقاب زيارة الرئيس لإسبانيا في عام 2015.

مصر قوة إقليمية كبرى

ومن جانبه، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز لمصر تؤكد تطلع العالم أجمع لتمكين وتعزيز العلاقات المصرية، لأنها دولة تمتلك رؤية سياسية وبنية تشريعية وتحتية وقدرة وإرادة للنجاح والتنمية، مضيفا أن مصر لديها اتفاقيات للتجارة الحرة مع أفريقيا والعالم العربي وأوروبا.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن السوق المصري يشمل 3 مليار مواطن وليس فقط 100 مليون مواطن، لأنها بوابة الاستثمار في القارة السمراء والعالم العربي، موضحا أن إسبانيا تستهدف تعزيز علاقات التعاون بينها وبين مصر لأنها القاهرة هي أرض الفرص الواعدة والمستحدثة في كل المجالات.

وأشار إلى أنه رغم جائحة كورونا نجح الاقتصاد المصري في التعافي الاقتصادي وتحقيق معدل إيجابي للنمو الاقتصادي وهو ما أشادت به كل المؤسسات الدولية، فنجاح مصر يجعل الجميع يسعى للشراكة وتطوير العلاقات، مضيفا أن إسبانيا كدولة تقع في شمال المتوسط ومصر في جنوب المتوسط، وهو ما يجعل هناك المزيد من الروابط المشتركة والتعاون الثقافي والسياسي والعسكري والسياحي.

وأكد أن إسبانيا تعتبر مصر قوة إقليمية كبرى ودولة أساسية لا غنى عنها حتى يستقر الشرق الأوسط وشرق المتوسط، مضيفا أن مصر تمتلك الكثير من الإمكانيات الاقتصادية والسياسية والتجارية، وهو ما اتضح خلال حكم الحضور خلال المنتدى المصري الإسباني فشارك الكثير من الشركات وممثلي الشركات.

وأشار إلى أن عقد منتدى الأعمال المشترك يسهل وجود الشركات ويوفر لهم الفرص ويطلعهم عليها، موضحا أن لقاء رئيس الوزراء الإسباني والرئيس عبد الفتاح السيسي عكس أهمية تلك العلاقات ومجالات التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري، لأن سياسة الرئيس السيسي هي سياسة واقعية تنفيذية إنجازاتها على الأرض ملموسة.

أوجه التعاون بين البلدين

فيما قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بورسعيد، إن زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدور سانشيز إلى مصر تدعم أوجه التعاون بين البلدين، وجاءت في أعقاب زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لبرشلونة للمشاركة في منتدى حوض المتوسط والتي نقلت محددات السياسة المصرية.

وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال"، أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة الإسباني والمنتدى المصري الإسباني أكد الاتفاق بين البلدين حول القضايا الإقليمية مثل استقرار ليبيا وحل القضية الفلسطينية وزيادة التبادل التجاري ومواجهة جائحة كورونا، مضيفا أن مصر تمتلك رؤية ثابتة وهي دولة مركزية قوية في شمال أفريقيا.

وأكد أن شمال إفريقيا بها قضيتين مهمتين الأولى هي الانتخابات الليبية المرتقبة خلال ديسمبر الجاري، لتحقيق إرادة الشعب الليبي وضرورة مقاومة كل التدخلات التي تهدد استقرار ليبيا حيث تتفق مصر وإسبانيا ضرورة تلبية طموحات الشعب الليبي والحل السياسي لتحقيق الاستقرار، مضيفا أن الموضوع الثاني هو مواجهة التوتر بين المغرب والجزائر والذي يخيف أوروبا.

وأشار سنجر إلى أن قضية الهجرة غير المشروعة تهدد استقرار أوروبا بسبب خوفها من احتمالات أن يكون هؤلاء المهاجرين يحملون أفكارا إرهابية متطرفة ويهددون استقرار دول القارة، مضيفا أن مصر كانت واضحة في هذه القضية بعدم السماح بهذه الهجرات لأنها تهدد تكوين تلك المجتمعات وهو دور حظى بإشادة وتقدير من قبل الجانب الأوروبي.

وأضاف أن أوروبا أيضا تواجه أزمة في الطاقة، وفي الوقت نفسه تمتلك مصر إمكانيات كبرى في هذا المجال، موضحا أن أمن المتوسط أيضا هو قضية محل اهتمام مشترك بين مصر وإسبانيا، حيث التزمت مصر بالقانون الدولي لتعظيم المنفعة بين كل الدول وعدم تعطيل الاستفادة من الطاقة، ونجحت السياسة المصرية في جعل هذا الأمر منضبطا وكانت رسالة قبرص واليونان واضحة حيث عكست شفافية وقدرة مصر على التعاون في هذا الملف.

وتابع: أن المباحثات اليوم تناولت أيضا ملف سد النهضة واتضح التفهم الأوروبي للموقف المصري والتزام مصر بالقانون الدولي ويسعى للحوار دون فرض سياسة الأمر الواقع والتصرفات الأحادية، وهناك دعم غير محدود لوجهة النظر المصرية، مضيفا أن التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا كبير ويقارب 3 مليار دولار ويشمل مجالات السكك الحديدية والآليات الزراعية والنقل.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن هذه المجالات تحتاجها مصر وتمتلك إسبانيا خبرات كبيرة فيها، وهناك أكثر من 190 شركة إسبانية تعمل في مصر باستثمارات مباشرة في مجالات متعددة، مضيفا أن السيسي ينفذ سياسة خارجية جديدة لجمهورية جديدة تعمل على تعظيم الاستفادة للاقتصاد المصري في ظل المشروعات الكبرى التي يجري تنفيذها.

دفع أوجه التعاون

وأكد الرئيس السيسي حرص مصر على استمرار التنسيق الوثيق ودفع أوجه التعاون المشترك بين البلدين، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية، لما فيه صالح الدولتين والشعبين الصديقين.

من جانبه؛ أعرب رئيس الحكومة الإسبانية عن سعادته بزيارة مصر وتقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا عُمق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، وتطلع بلاده للعمل على الارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في كل المجالات، خاصةً في ظل الدور المحوري الذي تقوم به مصر في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والبحر المتوسط.

بالإضافة إلى دورها الحيوي بقيادة الرئيس في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، وكذا مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ونشر ثقافة التسامح والتعايش واحترام حرية العقيدة وهو الأمر الذي يرسخ من دور مصر المحوري والمهم كعامل داعم لعلاقات أوروبا بالمنطقة العربية والقارة الأفريقية وكذلك جنوب البحر المتوسط.

Dr.Radwa
Egypt Air