تحل الكاتبة الروائية ريم بسيوني، في الرابعة من مساء يوم الجمعة المقبل، ضيفة على مؤسسة ديدوسيا الثقافية بالمحلة الكبرى، في لقاء مفتوح لمناقشة وتوقيع أحدث إبداعاتها الروائية، "القطائع.. ثلاثية ابن طولون"، والصادرة حديثا عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع.
تأخذنا الروائية الدكتورة ريم بسيوني في رحلة عبر التاريخ المصري في زمن ابن طولون، لتروي لنا عبر ثلاث روايات -منفصلة الشخصيات ومتصلة الأحداث- الأجواء المصرية في ذلك الوقت، وكيف تأثرت مصر بضعف الدولة العباسية وصراع الحكم فيها، وكيف عشق ابن طولون مصر قبل المجيئ لها، ليحكمها رغم مؤامرات التخلص منه، وكيف بقي مسجده الذي يحمل اسمه حاملا لحكايته، وكيف خلد ذكره بما تركه في نفوس المصريين من تبجيل وحب له، فقد كان أول والي يلحق المصريين في الجيش الذي كونه، وبذلك سبق محمد علي باشا في هذا الأمر.
سبق وصدر للكاتبة دكتورة ريم بسيوني قبل هذه الرواية، روايتين تاريخيتين أيضا وهما: "أولاد الناس: ثلاثية المماليك" عام 2018، وفازت عنه في العام 2019 بجائزة نجيب محفوظ٬ التي تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، و"سبيل الغارق: الطريق والبحر" العام الماضي 2020. بالإضافة إلي روايات: «الدكتورة هناء٬ مرشد سياحي٬ أشياء رائعة٬ الحب علي الطريقة العربية٬ رائحة البحر٬ بائع الفستق».
ومما جاء في رواية "القطائع ..ثلاثية ابن طولون"، للكاتبة ريم بسيوني نقرأ: كيف استطاع محمد بن سليمان أن يصل إلي منصب القائد في جيوش الخليفة؟ لا أحد يعرف بالظبط ولكن الرجال تتناقل قصة رجل صنع نفسه بنفسه، كاد أحمد ابن طولون أن يقتله وهو شاب بلا سبب، لم يشفع له سوي "لؤلؤ" قائد من قواد أحمد ابن طولون، ثم أمره أحمد ابن طولون أن يترك الديار المصرية، فذهب إلي بغداد يعمل في أي عمل حتي انقلب "لؤلؤ" علي أحمد ابن طولون فغادر مصر إلي بغداد، وهناك سعي محمد بن سليمان لمقابلته فرحب به "لؤلؤ" ودربه علي السيف، واعتمد عليه ووثق في ولائه ثم قدمه لأخي الخليفة الموفق. وبعدها لم يترك قصور الخلفاء في بغداد، يتعلم سريعا، ويبدي حماسا وشجاعة.
بقي هدف واحد أمامه طوال السنين الماضية، وهو القضاء علي أحمد ابن طولون، ولكن القدر لم يعطه الفرصة، فقد مات أحمد قبل أن يقتله بيده، أما ما بناه أحمد، أما سيرة أحمد، فلم تزل قائمة قوية البنيان . أقسم علي محو أثر بيت طولون وكل ما بني.
ومما جاء علي الغلاف الخلفي لرواية الكاتبة ريم بسيوني "القطائع.. ثلاثية ابن طولون" نقرأ: هذه المدينة بها سحر القدماء ولعنتهم. لا مفر من عشقها. في الأزقة رائحة الخبيز والحلوى لتذكرنا بمحاسن العيش ومذاق العشق، لا أحد يكتفي هنا من الخبز بالسكر، من يد إلى يد ومن فم الى فم يذوب القمح في الأعماق ثم ينعش الذاكرة المبهمة، في هذه المدينة خياط ينسج ثوبا من الحرير الخالص ولا احد يعرف مصير صاحبه، ربما كان ثوبًا لعروس تشتاق وتتمنى او لوالي الخراج الذي يمشي في الأرض مغتالا فرحا، ربما كان مصنوعا من خيوط ممتزجة ببلاء ومعاناة أو صبر وجلد، هنا يكمن فرح غير مكتمل وجسد عاجز دوما حتى لو أخذته العزة بالإثم.