رأى خبراء الاقتصاد أنه سيكون هناك طفرة مرتقبة في العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسبانيا، بعدما تم انعقاد المنتدى المصري الإسباني، كما سيسهم في زيادة حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر وزيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين وزيادة الوفود السياحية الإسبانية لمصر.

وانطلقت فعاليات منتدى الأعمال المصري الإسباني، أمس الأربعاء، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وأعضاء وفدي البلدين، وأعضاء من رجال الصناعة والتجارة.

الاستثمار الاسباني في مصر

وفي هذا الإطار، قال المهندس إبراهيم العربي، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، ورئيس اتحاد الغرف الإفريقية للتجارة والصناعة، إنه تم عرض دراسة شاملة أعدها الاتحاد، لفرص الاستثمار المشتركة بين مصر وإسبانيا خلال منتدى المصري الإسباني الذي يعقد حاليا في القاهرة، كما تم مناقشة الفرص الاستثمارية والتجارية المشتركة التي سيتم تفعيلها خلال المرحلة المقبلة. 

وأضاف على هامش المنتدى الاقتصادي المصري الإسباني، في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن المنتدى اليوم هو استكمال لما تقوم به مصر من تقوية العلاقات الاقتصادية بين بلدان العالم وتحقيق أعلى معدل نمو خاصة خلال جائحة كورونا جعل العالم يتهافت للدخول في شراكة اقتصادية مع مصر.

وأكد أن إسبانيا تعتبر شريكا أساسيا لمصر على الصعيدين  الاقتصادي والسياسي، مشيرا إلى أن هناك تعليمات من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضع أطر فاعلة لتنمية العلاقات الاقتصادية المشتركة.

وأوضح أنه من المنتظر الإعلان عن تفعيل مجلس الأعمال الإسباني من قبل وزارة التجارة والصناعة، كما سيتم تشكيل لجنة وزارية مشتركة لتنشيط الاستثمارات والتجارة البينية بين البلدين قريبا.

 

التبادل التجاري بين مصر واسبانيا

وعن حجم التجارة بين مصر وإسبانيا، كشف أنها وصلت خلال الـ9 أشهر الأولى من 2021 إلى مليار و961 مليون يورو مقابل مليار و583 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2020 وبنسبة نمو بلغت 23.8%، متوقعا ارتفاعا كبيرا فى حجم التجارة البينية في 2022.

وأكد رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، أن زيارة رئيس وزراء الإسباني إلى مصر، يترتب عليها اجتماعات مقبلة لمجلس الأعمال المشترك وأيضا اللجان المشتركة، بما يؤكد أن الهدف من الزيارة هو تنشيط العلاقات الإسبانية المصرية، وتنشيط التحرك المصري تجاه أوروبا وإعادة بناء العلاقات على أسس رشيدة، خاصة أن الاتحاد الأوروبي في مرحلة انتقالية جديدة بعد الخروج البريطاني، ما يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للدولة المصرية والدول.

اتفاقيات تجارية بين مصر واسبانيا

وأضاف أن الزيارة أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات بين ممثلي حكومة البلدين، حيث وقع رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي ورئيس حكومة مملكة إسبانيا، بيدرو سانشيز، على إعلان مشترك بشأن التعاون المالي بين الحكومتين، وشهدا التوقيع على إعلان مشترك بين وزارة التجارة والصناعة المصرية ونظيرتها الإسبانية؛ بهدف تدشين مجلس الأعمال المصري الإسباني، ودعم التعاون المشترك في المجالات التجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى مذكرتي تفاهم في مجالات الثقافة والرياضة. 

وأوضح أن الإعلان المشترك بشأن التعاون المالي، الذي تم التوصل إليه، يأتي في إطار رغبة الجانبين في توطيد وتكثيف العلاقات الوثيقة والودية القائمة بين البلدين، والاستعداد لتسهيل التجارة والاستثمار الثنائي، فضلًا عن الاستعداد لتطوير وتوسيع وتعميق التعاون الناجح بين البلدين. 

وتابع بأن الإعلان تضمن نطاق مشترك بشأن التعاون المالي العمل على تعزيز ودعم وتسهيل تمويل المشروعات ذات الاهتمام المشترك، التي تسهم في النمو الاقتصادي لجمهورية مصر العربية وتعزز الحضور المتزايد للتكنولوجيا الإسبانية، كما اشتمل الإعلان المشترك بشأن التعاون المالي على عدد من طرق التعاون المالي بين الحكومتين.

واستطرد أن أبرز ما جاء في الإعلان هو استعداد الحكومة الإسبانية إتاحة مبلغ 400 مليون يورو لتمويل المشروعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة في قطاع معالجة المياه والصرف الصحي، والنقل، بما في ذلك السكك الحديدية، والطاقة المتجددة، والصناعات الزراعية، في شكل ائتمانات ميسرة، لتمويل توريد السلع والخدمات الإسبانية للمشروعات الحكومية والعامة المنفذة في مصر من قبل الشركات الإسبانية، ومنح المساعدات الفنية ودراسات الجدوى للمشروعات التي تنفذها الشركات الإسبانية.  

وأكد أنه تم التوقيع على إعلان مشترك بين وزارة التجارة والصناعة المصرية ونظيرتها الإسبانية؛ بهدف تدشين مجلس الأعمال المصري الإسباني، ودعم التعاون المشترك في المجالات التجارية والاقتصادية، ووقع الاتفاقية وزيرة التجارة والصناعة، نيفين جامع، وزيرة التجارة الإسبانية، زيانا مينديز.

 

زيادة حجم الاستثمارات الإسبانية

فيما قال أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، إن زيارة رئيس وزراء إسبانيا لمصر وتشكيل الرئيس عبدالفتاح السيسي لجنة وزارية مشتركة بين مصر وإسبانيا مع تبادل انعقادها بين عاصمتي الدولتين دوريا، إضافة إلى تدشين مجلس الأعمال المصري الإسباني، سيساهم بلا شك في زيادة حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر وزيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين وزيادة الوفود السياحية الاسبانية لمصر.

وأضاف غراب في تصريحات صحفية، أن أسبانيا من أكبر القوى الاقتصادية في العالم إذ يقع ترتيبها الثالث عشر من حيث الناتج الإجمالي المحلي، وهي رابع أكبر اقتصاد في أوروبا، حيث بلغ ناتجها المحلي الإجمالي 1.31 تريليون دولار وفقا للاحصائيات، كما احتلت المركز رقم 32 على قائمة مجلة غلوبال فاينانس لأغنى دول العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي في 2016، كما تحتل المركز الـ 33 من أصل 140 دولة في مؤشر المنتدى الاقتصادي العالمية للتنافسية لعامي 2014-2015، مشيرا إلى أن توطيد العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسبانيا يعود على مصر بالكثير من الفوائد الاقتصادية .

وأوضح غراب، أن مصر حاليا مناخها الاستثماري جيد وجاذب للاستثمارات إذ تعد أكبر مستقبل للاستثمارات الأجنبية المباشرة على مستوى القارة الإفريقية، وأصبح اقتصادها بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادي قوي وقادر على الصمود أمام الأزمات، واستطاع تحقيق معدلات نمو موجبة رغم تأثر كبرى اقتصاديات العالم بجائحة كورونا، إضافة إلى أن البنية التشريعية الاقتصادية التي جعلت مصر من أكبر دول الشرق الأوسط وأفريقيا الجاذبة للاستثمار الاجنبي، موضحا أن هذا كله يساهم في زيادة الاستثمارات الاسبانية في مصر في ضوء تواجد المشروعات العملاقة التي تقوم بها الدولة المصرية كالعاصمة الإدارية والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وغيرها عشرات المشاريع الضخمة .

 

 زيادة تدفقات الوفود السياحية الأسبانية

وأشار غراب، إلى أن أسبانيا تحتل المرتبة الثانية بين دول الاتحاد الأوروبي كأكبر مستقبل للصادرات المصرية لذا تعد من أهم الشركاء التجاريين لمصر عالميا، إضافة إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر وأسبانيا ليبلغ 1.961 مليار يورو، خلال أول 9 أشهر من العام الجاري مقابل 1.583 مليار يورو في نفس الفترة العام الماضي بزيادة بلغت 23.8%، حيث بلغت الصادرات المصرية لاسبانيا 937.5 مليون دولار خلال أول 8 أشهر من العام الجاري بزيادة 66.7 % عن العام الماضي، بينما بلغت الواردات المصرية من أسبانيا 1.1 مليار دولار خلال نفس المدة، وبلغت قيمة الاستثمارات الاسبانية بمصر 24.3 مليون دولار خلال الربع الأول من العام المالي الجاري، وعدد العاملين المصريين بأسبانيا حوالي 3 آلاف مصري وفقا للإحصائيات الرسمية.

وأضاف غراب، أن مصر استطاعت السيطرة على جائحة كورونا من خلال التطعيم بلقاح كورونا للمواطنين، إضاف إلى الالتزام بالتدابير الاحترازية، وهذا يساعد على زيادة تدفقات الوفود السياحية الأسبانية خاصة بعد الطفرة الكبيرة التي تشهدها مصر في الترويج للسياحة المصرية والآثار الفرعونية والسياحة الثقافية، بعد حفل افتتاح طريق الكباش وغيرها من الفعاليات التي وضعت مصر على خارطة السياحة العالمية.

أشاد غراب، بجهد القيادة السياسية والحكومة في تدشين مجلس الأعمال المصري الأسباني، الذي سيكون له دور قوي وبارز في زيادة الاستثمارات الإسبانية في مصر خلال الفترة القادمة، وزيارات متعددة لكبرى الشركات ورجال الأعمال الأسبان إلى مصر لزيادة استثماراتهم بها، إضافة إلى دراسة أسواق البلدين والذي يسهم في زيادة الصادرات المصرية إلى السوق الإسبانية ومن ثم إلى سوق الدول الأوروبية الأخرى.