في مثل هذا اليوم عام 2013، رحل فاجومي الشعر "أحمد فؤاد نجم" عن عالمنا، ولعلنا نتذكر أشهر ثنائي غنائي في مصر وصداقة نشأت وامتدت بين جدران السجون، وهي صداقته مع الشيخ إمام، واشتهر الاثنان بأغانيهم الثورية التي كانت تعبر عن النضال والحرية وصوت الغلبان، فمنذ أن تلاقيا معًا في عام 1962م، فور ما انتشرت أعمالهما وانطلقت بسرعة البرق لتخترق قلوب المصريين البسطاء، حتى تسببت هذه الأغاني بسجنهما ليكون الشيخ إمام وقتها أول سجين للغناء في تاريخ الثقافة العربية، ويصبح فؤاد نجم نبض وصوت لكل فقير في مصر.

ولد أحمد فؤاد نجم في "كفر أبو نجم" بمدينة أبو حماد التابعة لمحافظة الشرقية في 22 مايو 1929، وعائلته هي عائلة "نجم" المعروفة في أرجاء مصر، حيث كان والده يعمل ضابط شرطة ووالدته فلاحة بسيطة، ودائمًا ما كان يحكي فؤاد نجم عن جمال والدته الباهر وكم أنها أثرت فيه كثيرًا، وبسببها كان دائمًا عاشق للنساء.

التقى نجم بالعندليب عبد الحليم حافظ حيث جمعهما ملجأ واحد في عام 1936 ولكنهما لم يكونوا أصدقاء، وكان ينام عبد الحليم على السرير الذي بجانبه، حتى تعرض حليم لحادث سقوط وكسر كتفه، وخرج من الملجأ وقضى فؤاد نجم في الملجأ ما يقرب من 10 أعوام.

كانت لحياة أحمد فؤاد نجم القاسية منذ صغره المليئة بإحساس الغربة واليتم أثر كبير وتشكيل مهم في شخصيته الشعرية، حيث أنها زادته إنسانية كبيرة وفريدة، وحبه للوطن كان بدافع غيرة شديدة عليه دفعته لأن يتمرد على كل شيء يحض من كرامة المواطن المصري الفقير، ليكوِّن ثنائي مع الشيخ إمام، ثنائي من نار، لا يخاف ولا يخشى أحدًا إلا الله فقط، كان دائم الانتقاد، وهدفه الأول والأخير هو الكتابة بصوت المواطن والحديث ورصد معاناه.

ومن أشهر الأغاني الذي تعاون فيها أحمد فؤاد نجم مع الشيخ إمام:-

أغنية "جيفارا مات".. كتبها نجم وغناها إمام والأغنية عن موت المناضل "تشي جيفارا" حاول فيها الثنائي تخيل لحظة إعدامه في عام 1967 ومدى تأثير ذلك على من يحبوه.

"أنا أتوب عن حبك" كتبها فؤاد نجم وغناها الشيخ إمام تمهيدًا لبداية صداقتها في عام 1962م، وتعتبر هذه الأغنية من الأغاني العاطفية، والتي يناشد فيها حبيبة له ولكنها بعيدة عنه.

ومن أقصر الأغاني التي قدمها الثنائي أغنية "إذا الشمس غرقت"، وتقول كلمات الأغنية:

إذا الشمس غرقت في بحر الغمام ومدت على الدنيا موجة ظلام

ومات البصر في العيـون والبصاير وغاب الطريق في الخطوط والدواير

يا ساير يا داير يا أبو المفهومية مفيش لك دليـل غير عيون الكلام

 

وفي عام 1973 تعاون الثنائي في أغنية بعنوان " كل عين تعشق حليوة" وتعد هذه الأغنية أغنية غزلية في حب مصر، وشبه الوطن أنه يشبه فتاة جميلة.

 

لم يقدر أحمد فؤاد نجم أن لا يحكي عن أمله وأمنياته في مستقبل مصر فكتب أغنية "وهبت عمري"، والذي كان يتمنى من خلالها مستقبل باهر ومميز لمصر في المستقبل.

 

"شيد قصور" تسببت هذه الأغنية في اعتقال نجم والشيخ إمام، وهي من أهم وأشهر الأغاني التي قدمها الثنائي، وكان ذلك في أواخر الستينيات من القرن الماضي، وغيرها العديد من الأغاني التي قدمها أحمد فؤاد نجم مع الشيخ إمام، ليكون الإثنين من أبرز وأغرب الثنائيات الغنائية في مصر.