"إن فيه قوة تسقط الأسوار بالغناء" بهذه المقولة الخالدة تحدث الشاعر الفرنسي المعروف لويس أراجون عن فاجومي الشعر أحمد فؤاد نجم، والتي تحل ذكرى وفاته الثامنة، اليوم 3 ديسمبر من عام 2013.
أنه فاجومي الشعر والشاعر البندقية كمان قال عنه الناقد الأدبي دكتور علي الراعي، فقد كانت كلمات "نجم" بمثابة مدفعية صاروخية تخترق كل الجدران حتى ولو كان في معتقل، وهذا ما قام بفعله، فلم يخشى زنازين السجون ولا ظلمتها، بل جعل من كلماته سلاح من نور يشق درب ظلامه من حوله، وكانت أعظم قصائد من خلف جدران السجون ورحم المهانة والمذلة.
ومن خلال السجن الذي اقتاد إليه بسبب قضية تزوير، أصدر الفاجومي ديوانه الأول والذي حمل عنوان "صور من الحياة والسجن" وكان لهذا الديوان الذي قام بنظمه في السجن سبب كبير في شهرته.
كيف بدأ أحمد فؤاد نجم تجربته الشعرية؟
بدأت الحكاية بقصة غريبة وتكاد مؤلمة للبعض وفكاهية للبعض الآخر، فقد كان فؤاد وهو في سجنه يستمع إلى قصائد الشاعر فؤاد حداد والذي للصدفة كان معتقل هو أيضًا في سجن آخر، فأعجب نجم بها وخاض أولى تجاربه الشعرية وكان عمره وقتها 32 عامًا، وهنا ظهرت موهبته التي لفتت انتباه مسؤولي السجن حينذاك، فساعدوه وأقاموا له أمسيات شعرية وساعدوه أيضًا بنشر قصائده في مجلة كانت تصدرها مسلحة السجون، ليزداد بريق ولمعان أحمد فؤاد نجم وتبدأ أولى خطواته نحو قضية القصيدة العامة وحمل عبء الفقراء والمناشدة به.
سهير القلماوي توصي بنشر ديوانه الأول وتكتب مقدمته
قام "نجم" بجمع قصائده ليضعها في ديوانه الأول المصوَّر والمرصود من معاناة السجن والحياة، وتقدم به في إحدى المسابقات، فقرأته الدكتور سهير القلماوي رئيس المؤسسة المصرية للتأليف والنشر والمعروفة حاليًّا بـ (الهيئة المصرية العامة للكتاب) وأوصت بنشرته، وغير ذلك قامت بكتابة مقدمته أيضًا.
ورحل "أحمد فؤاد نجم" عن عالمنا في يوم الثلاثاء الموافق 3 ديسمبر من عام 2013، عن عمر يناهز 84 عامًا بعد حياة قاسية ومليئة بالأحداث التاريخية والأشعار، وتم تشييع جثمانه من مسجد الحسين بمدينة القاهرة.