لفتت صحيفة الجارديان البريطانية في مقال للسفيرة الفرنسية السابقة لدى بريطانيا سيلفي بيرمان بعنوان "من المستحيل العمل بجديّة مع حكومة بوريس جونسون"، إلى أن "فرنسا وبريطانيا بلدان توأمان، مع عدد متقارب من السكان واقتصاد متشابه، والوضع نفسه على المسرح العالمي كعضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ودولتين نوويتين.
بصفتنا عضوين في المنظّمات الدوليّة نفسها، فقد اتّخذنا في كثير من الأحيان المواقف نفسها ونسّقنا بشكل وثيق. كان هذا الاحترام وروح التعاون قويًّا بشكل خاص بين الدبلوماسيّين من بلدينا".
وشددت على أن "للأسف، أشعر أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد غيّر كلّ هذ، وأصبحت المنافسات الّتي كانت وديّة إلى حدّ كبير في يوم من الأيّام، شرسة وغير وديّة"، مشيرةً إلى أنّ "فرنسا اتُهمت مرارًا وتكرارًا بالرّغبة في معاقبة بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي.
الموقف الفرنسي هو ببساطة أنّ قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي جعل بريطانيا دولة ثالثة، ليست عقوبة بل مصطلحًا محدّدًا في معاهدات الاتحاد الأوروبي، مع العديد من التّبعات القانونيّة والتنظيميّة". وذكرت أنّ "الحكومة الفرنسية والرأي العام على حدّ سواء، غاضبون ممّا يبدو أنّه تصميم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على الاحتفاظ بكعكته وتناولها".
وأوضحت الصحفية أن "نقاط الخلاف الرئيسية بين البلدين، أهمها الخلاف حول تطبيق بروتوكول إيرلندا الشمالية، الّذي يحكم قضايا الجمارك والهجرة على الحدود بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية والاتحاد الأوروبي، والنّزاع على الصيّد في بحر المانش، وأخيرًا مسألة اللاجئين".
وركزت على أن "باريس تكتشف أنّ من المستحيل العمل بجديّة مع حكومة جونسون. حتّى الطّريقة الّتي تمّت بها معالجة قضيّة اللاجئين أزعجتهم: تمّ نشر رسالة جونسون إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العالم بطريقة ترامبّية للغاية، ما أثار تعليق ماكرون: أنا مندهش إزاء الأساليب غير الجادّة.
لا يتواصل القادة بشأن هذه القضايا عبر التغريدات أو رسالة يتم نشرها على الملأ".