يواجه الكثير من الآباء صعوبة بالغة في التعامل مع الطفل العنيد، فبجانب كونه دائم المشاكسة والرغبة في تحقيق ما يريد حتى لو كان خطأً، فإنه أيضاً لا تفلح الحيل والإغراءات في تهدئته أو تغيير موقفه، فما هي أفضل السبل للتعامل معه؟
في هذا السياق يقول الدكتور محمد عبد الله، الخبير التربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنموية، إن لعناد الطفل أسباب متعددة يتعلق الكثير منها بطريقة تربيته فإذا كان الأبوين يتعاملان معه بقسوة وسياسية فرض الرأي، فذلك يجعله أكثر تمرداً وعناداً ,كرد فعل ضد أسلوب الأبوين أو محاولة لتقليديهم.
وأشار إلى أن التعامل بالمرونة الزائدة مع الطفل يؤدي أيضاً إلى نفس النتيجة وهي العناد إذا ما صادفته أي موانع أمام تحقيق ما يريد مستخدما كل أسلحته، والتي أبرزها الصراخ والبكاء المتواصل، أو إشعار والديه بالذنب.
وأضاف عبدالله: أن من أكثر الأخطاء التربوية التي يقع فيها الآباء في مواجهة هذا السلوك هو اللجوء إلى تعنيف الطفل بدنياً ولفظياً، معتبراً أنه أسلوب شديد الخطورة على نفسية الطفل وليس له أي جدوى في علاج المشكلة بل يزيد الطفل إصراراً وعناد وتمرد.
ولفت إلى أن التعامل مع هذه المشكلة يتطلب من الآباء الالتزام بهذه النصائح وهي :
التجاهل :على الآباء تجاهل الطفل حين يبكي أو يقوم بأي تصرفات عصبية وعدوانية حتى يهدأ، فذلك يجعله يتأكد أن هذه الطريقة لا تجدي وليس لها تأثير على أهله
الحوار :الطفل العنيد يفضل دائماً أن يتم التعامل معه على كونه شخص ناضج وكبير ومن هنا يكون الحوار الهادئ أكثر جدوى معه من العنف والعصبية.
القدوة :يجب على الآباء تجنب التعامل مع الطفل بأسلوب الأمر حتى لا يكونوا قدوة له في العناد ويجب استبدال ذلك بصيغة لطيفة ومرنه.
العقاب :يجب أن يكون عقاب الطفل العنيد أخر مرحلة يلجأ إليها الوالدين، كما يجب ألا تتمثل في العنف، بل تكون بحرمان الطفل من لعبة معينة أو رحلة ومشاهدة برنامج مفضل له وغيرها من وسائل العقاب حتى يعدل من سلوكه .