الخميس 16 مايو 2024

معالج بالقرآن يكشف حقيقة «قرابين الجن» للفوز بذهب الفراعنة

13-6-2017 | 18:10

شهدت الفترة الأخيرة واقعتين مروعتين، كانت الأولى عندما أقدم أب على قتل ابنته؛ لتقديمها قربانًا للجن، بغرض فتح مقبرة فرعونية؛ طبقا لإغراءات أحد الدجالين بالثراء السريع.

ولم تبتعد الواقعة الثانية عن سياق الأولى، حيث أقدم شاب على ذبح شقيقته؛ للفوز بذهب وآثار الفراعنة.

وبغض النظر عن جهل من ارتكبا هاتين الجريمتين الفظيعتين، وما تعكسانه من انحراف سلوكي، وأخلاقي، فإنهما تكشفان عن بلاوي كثيرة ترتكب في هذا المجال.

 

سحر الفراعنة

حسن عبدالحميد المعالج بالقرآن، كشف لـ"الهلال اليوم"، الحقيقة التي تعود إلى عقيدة البعث عند الفراعنة؛ ما دفعهم للاهتمام بالحياة في العالم الآخر، خاصة الملوك والأمراء والكهنة والأعيان، ومن هنا جاء الاهتمام بالمقابر والدفن بشكل مبالغ فيه يتسم بمزيد من الحيطة والحذر؛ فكان المهندسون يبنون للملوك مقبرة سرية للدفن، وعددا كبيرا من الأبواب والسراديب الوهمية؛ حتى لا يستطيع اللصوص الوصول لحجرة الفن حفاظا على الجسد.

وأضاف أنه كان يوضع مع الجسد في حجرة الدفن أو الأجزاء الملحقة بها كل متعلقات الميت الخاصة، ومقتنياته الثمينة، بما في ذلك ما يمتلكه من الذهب، وهنا كان لا بد من التكفير في حماية هذه المقتنيات الثمينة، وعلى رأسها صناديق الذهب، فجاءت فكرة الاستعانة بالكهنة البارعين في السحر؛ لعمل ما يعرف بـ"التعويذة الكفرية"، التي بموجبها يتم تقييد واحد أو أكثر من الجن لحراسة الجسد ومقتنياته من اللصوص، إذا ما نجحوا في النفاذ لحجرة الدفن السرية.

ولفتت عبدالحميد، إلى أن هذا الأمر لم يكن مقصورا على الملوك والأمراء والأعيان، وإنما سيطرت هذه العقيدة على عامة الشعب؛ فكان الجميع يضعون ذهبهم ومقتنياتهم الثمينة والخاصة في مقابرهم بجوار أجسادهم، مع عمل الأسحار لحبس الجن؛ لحراسة الجسد والمقتنيات من السرقة.

ودلل عبد الحميد، بواقعة "كوم الجندي" بمحافظة المنيا، وكان يعالج فيها شابا يدعى "عاصم" أصابه الجن، وأثناء جلسة العلاج؛ ظهرت على والدته علامات ظهور الجن، فترك الشاب؛ لمعالجة والدته، فأخبره الجن بأن منزل شقيق هذه السيدة به مقبرة بها مومياء، وقطع أثرية، وقطع ذهبية، وحدد له المكان، واستطاع أحد المعالجين فتحتها بعد عامين؛ إثر موافقة صاحب المنزل، واستخراج ما بها من آثار، وتمكنت الشرطة من القبض على صاحب المنزل؛ ومصادرة جميع ما كان داخل المقبرة من قطع أثرية وذهبية.

 

قرابين الجن

وحول ما يثار من تقديم قرابين للجن، وإقدام بعض الجهلاء الذين يلهثون وراء المال، بالإنفاق الباهظ على الدجالين، والاستجابة لما يطلبونه منهم من دون تفكير، حتى وصل البعض منهم إلى ذبح أبنائهم وأشقائهم، أكد عبد الحميد، أن هذا الأمر نوع من النصب والدجل ولا أساس له من الصحة، واستغلال لضعاف النفوس والنصب عليهم، والاستيلاء على أموالهم. 

وعلق عبد الحميد على اكتشافات علماء الآثار والمصريات، من دون استخدام من لهم علاقة بالجن، في إبطال السحر الفراعنة، والوصول إلى ممياواتهم وذهبهم وقطعهم الأثرية، بالقول إن هذا السحر عمره آلاف السنين، والجن حالهم في ذلك حال كل المخلوقات، تختلف قدراتهم مع الاستمرار في مهمتهم، وأيضا تتباين أعمارهم، فمنهم من يموت، ومنهم من يترك حراسته لأي سبب آخر، وعندها يبطل السحر، وتصبح المقبرة متاحة لمن لديه خبرة بالكشف والحفر.

 

الدجالون يمتنعون

من جانبه وصف الدكتور حجاج إبراهيم أستاذ الآثار بجامعة طنطا، التنقيب عن الآثار باستخدام الدجالين بـ"التخلف والنصب"، مؤكدا أنه قام بكشوف أثرية عدة في دير أبوحنس بالمنيا، منقباد بأسيوط، وغيرها بعيدا عن السحر والطلاسم.

وشدد على اتباع الخبرة في الحفر والتنقيب والكشف، في مختلف أنواع الأراضي الصحراوية، والزراعية، وغيرها؛ لافتًا إلى أن هناك علامات للكشف عن الأثر، مؤكدًا على أن ما يقوم به العرّافون والدّجالون نصب وتخلف.

وأشار إلى أن الفراعنة كانوا أستاذة في العلوم، وأيضًا نبغوا في السحر والطلاسم والتمويه والخداع، واستخدموا السحر في الحفاظ على أشيائهم الثمينة، موضحا أنهم كانوا يضعون مقتنياتهم في البداية، ثم تحولوا عن ذلك إلى الرسوم على الجدران، كما أنهم استخدموا الرسوم الوهمية، والأبواب الخداعية؛ للحفاظ على مقتنياتهم من السرقة.