تقرير : محمد أبوالعلا – محمد القاضي
الأداء الضعيف الذى قدمه لاعبو المنتخب أمام تونس كشف الكثير من السلبيات فى الخطة التى حدد معالمها الأرجنتينى كوبر المدير الفنى للمنتخب، والهزيمة التى منى بها الفريق والأخطاء الساذجة فى اختيارات اللاعبين وإجراء التغييرات دفعت الكثير من خبراء الكرة إلى توجيه انتقادات لاذعة إلى كوبر وجهازه الفنى المعاون، ويقدم الخبراء للجهاز الفنى روشتة تصحيح المسار قبل فوات الأوان، وعدم التأهل للمونديال العالمى بروسيا والمونديال الإفريقى بالكاميرون بعد وصول المنتخب إلى المباراة النهائية فى الكأس الأخيرة أمام الكاميرون.
يرى فاروق جعفر المدير الفنى السابق أن منتخب مصر قدم أسوأ شيء فى كرة القدم، فلم يطبق الطرق الدفاعية، ولم يكن مهاجمًا للمنتخب التونسي، فلم يهاجم أو يدافع نهائيًا، وإذا كان مستر كوبر يرغب فى أن يلعب بطريقته الدفاعية المعروفة عنه، فكان أمامه خيار وحيد يتمثل فى أن يقوم بالدفاع بثلاثة لاعبين فى مركز لاعب الوسط المدافع من خلال الدفع بحسام عاشور إلى جوار محمد الننى وطارق حامد، موضحًا أن الدفع بمحمود كهربا الغائب عن المشاركة فى المباربات الرسمية، ولا يمتلك الحساسية الفنية منذ فترة طويلة هو قرار غير موفق، لاسيمًا أنه قرر الدفع بمصطفى فتحى فى الشوط الثانى فى الناحية اليسرى، والذى يعتمد على الجانب المهارى بشكل كبير فى الأداء، دون أن يقوم بأى مساندة دفاعية.
فى المقابل يؤكد الشيخ طه إسماعيل أن نبيل معلول المدير الفنى لمنتخب كان يعلم كل كبيرة وصغيرة عن الفراعنة، والدليل على صدق هذا الكلام قيامه بالضغط دائمًا على محمد صلاح بلاعبين أو ثلاثة، لأنه يعرف أنه مركز قوة كبيرة للمنتخب، ونفس الحال تكرر مع رمضان صبحي، ولهذا كان الهجوم معزولا عن الدفاع، كما أنه يعلم بطء ثنائى وسط الدفاع، على جبر وأحمد حجازى فدفع بمهاجم سريع مثل طه ياسين الخنيسي.
وأضاف الشيخ طه أن كوبر لم يقرأ منتخب تونس جيدًا، ولم يحاول إيقاف أفكار نبيل معلول، فلم يقم بتأمين الجهة الخطيرة التى كان متواجدا فيها يوسف المساكني، ومن وراءه على معلول، وأوضح أن منتخب مصر فى حاجة إلى إعادة الحسابات من جديد.
وقال الكابتن عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة الأسبق،، فوجئت بمستوى المنتخب، والذى جاء على عكس المتوقع تماما بداية من التشكيل غير الموفق، والذى اختاره الجهاز الفنى بقيادة الأرجنتينى «هيكتور كوبر» بداية من الخط الدفاعى الذى لم يكن على المستوى المطلوب من التوافق والانسجام المفقود، والمتمثل فى الثنائى أحمد حجازى وعلى جبر، بالإضافة إلى ابتعاد حجازى عن المشاركات الرسمية مع الأهلى، منذ أكثر من شهرين كاملين، وهو ما كان يجب على المدير الفنى عدم المجازفة باللاعب العائد من الإصابة فى مباراة هامة وصعبة مثل هذه المباراة، لاسيما مع وجود البدائل التى تقدم مستوى أفضل على سبيل المثال يوجد اللاعب سعد الدين سمير الذى يعد أفضل مدافع بالدورى المصرى هذا الموسم، بجانب رامى ربيعه الذى اقترب كثيرا من العودة لمستواه هذه الخيارات كانت متاحة لكوبر لكنه لم يستغلها على الإطلاق.
وتابع عبد المنعم أن كوبر مدرب جيد لكن انفراده بآرائه الفنية، هو ما يعيبه كثيرا منذ تولى قيادة الفراعنة، وهو يعانى من هذه الأزمة، فهو يرى أنه الوحيد الذى يفهم فى كرة القدم، تاركا مساحة كبيرة من الجدل حول اختياراته للاعبين أو الخطة التى ينفذها خلال منافساته الماضية.
بدأ كوبر اللقاء بتوتر كبير ظهر عليه بشكل ملحوظ طوال دقائق المباراة، وللأسف هذا الشعور وصل سريعا إلى لاعبيه فى أرض الملعب، حيث تحول كل لاعب بالمنتخب إلى لاعب فردى يريد أن يحتفظ بالكرة أكبر وقت دون معاونة مع زملائه، وتسبب التوتر فى التأثير السلبى على الأداء جعل اللاعبين فى حالة تسرع لإحراز هدف مبكر، مما أظهر كثيرا من الثغرات، كما أن الخطوط كانت غير واضحة طوال شوطى اللقاء، وهو ما استغله المدير الفنى التونسى المخضرم نبيل معلول.
كما انتقد الكابتن ماهر همام نجم الأهلى الأسبق، المدير الفنى لمنتخب مصر «هيكتور كوبر» عقب الهزيمة المخيبة لآمال كل المصريين، مؤكدا على عدم دراية المدير الفنى بلاعبيه وعدم تأديتهم بالشكل المطلوب، نتيجة تعليماته غير المفهومة لهم خلال المباراة، بالإضافة التشكيل الذى اتسم بعدم الانسجام.
وقال همام إن المنتخب استحق الهزيمة حتى يبتعد عن الغرور الذى سيطر على جهازه الفنى، ولابد أن يعترف كوبر بأخطائه أولا حتى يستطيع تصحيحها ويجب عليه التواصل مع جهازه المعاون النقاش حول اختياراته للاعبين.
أما علاء عبد العال المدير الفنى لفريق الداخلية فقال إن المنتخب قدم أداء سيئا لم يكن متوقعا بدليل أنه لم يهدد مرمى الفريق التونسى وكانت الهزيمة متوقعة فى ظل هذا الأداء المتردى الذى قدمه الفريق منذ البداية.
كما أن المنتخب لم يقدم الأداء المنتظر منه فى تلك المباراة، حيث غابت عنه الشراسة الهجومية، وانكمش دفاعيا، وسط أداء باهت للغاية من جميع لاعبى المنتخب الوطنى، كاشفا عن الأسباب الحقيقية وراء تراجع مستوى الفريق أمام تونس، ومنها اعتماد كوبر على عدد من العناصر الغائبة عن المشاركة الأساسية مع أنديتهم.
وكشف عبد العال، عن أهم إخفاقات المدير الفنى الأرجنتينى مع المنتخب، وهو عدم اعتماده على مهاجم صريح، قادر على ترجمة الهجمات واستغلال الفرص فى ظل الاعتماد على كهربا كمهاجم صريح، يعتمد فى أسلوب لعبه، على النزول بعيدا عن منطقة الجزاء، ما منح الفرصة كاملة لدفاعات تونس فى أغلب أوقات المباراة للضغط على وسط الملعب والأداء بارتياحية كبيرة.
وقال همام إن المنتخب فقد خطورة العناصر المؤثرة مثل محمد صلاح، الذى ضغط عليه المدرب التونسى نبيل معلول، بثلاثة لاعبين حرموه من اللعب بأسلوبه المعتاد إلى جانب الضغط الهجومى من قبل الظهير الأيسر التونسى على معلول، أما الجانب الأيسر للمنتخب المصرى لم يقدم أى جديد بسبب هبوط مستوى رمضان صبحي، بالإضافة إلى نجاح لاعبى تونس، فى السيطرة على منطقة وسط الملعب بثلاثة لاعبين يمتازون بالجانب الدفاعي، إلى جانب المرونة التكتيكية التى تمتع بها عناصر الفريق التونسي، وسط تواضع تام فى أداء لاعبى المنتخب المصرى، وهو ما ساهم كثيرا فى نجاح مهمة لاعبى تونس فى السيطرة على مجريات الأداء.
وأكد عبد العال أنه مازال متفائلا لأن المشوار طويل أمام المنتخب، فى مشوار تصفيات البطولة الإفريقية، كما يمكنه تصحيح المسار سريعا والعودة للصدارة كما تعود دائما.