تقرير: نيرمين جمال
الصدفة لم تكن وراء إنشاء مستشفى «بهية» الخيرى لعلاج سرطان الثدى بالمجان، لكن هناك قصة مُعاناة لسيدة ثرية أصيبت بالمرض، هى السيدة بهية وهبى التى لاحظت أسرتها خلال تلقيها العلاج مُعاناة السيدات فى تحمل نفقات العلاج الباهظة، فقاموا بتحويل منزلها إلى مستشفى متخصص فى علاج سرطان الثدى، بدون مقابل.
ومستشفى «بهية» مقام على مساحة ١٠ آلاف متر مربع، ومكون من ٦ أدوار، وتم إنشاؤه بـ ٢٥٠ مليون جنيه، منها ١٥٠ مليون جنيه للأجهزة الطبية تبرعت بها جمعية «رسالة». ويعد المستشفى الأول من نوعه فى مصر والشرق الأوسط، ويهدف إلى التوعية بأهمية الكشف المبكر عن المرض للوقاية منه لتحقيق أعلى نسب الشفاء.
وينقسم مستشفى بهية من الداخل إلى وحدة كشف مبكر، وقسم الأشعة التخصصية، وقسم العلاج الإشعاعى، وقسم العلاج الكيميائى، والعيادات الخارجية التى تنقسم إلى عيادات جراحة وعيادات أورام.
الدكتور هشام أبو النجا، مدير مستشفى «بهية»، قال تبدأ مرحلة العلاج أو التقدم للكشف، إما عن طريق اتصال تليفونى، ويتم الرد بواسطة ممرضة مدربة تقوم بسؤال السيدة المتصلة بعدة أسئلة، أو عن طريق زيارة لحجرة الكشف، وتسأل أيضًا السيدة نفس الأسئلة، وإذا كانت هناك أعراض إصابة تدخل للكشف خلال أيام، وإذا كان فحص بدون أعراض الإصابة، توضع على قائمة الانتظار برقم وبحد أقصى يكون الكشف بعد شهر، مضيفًا: بعد إجراء الفحص إذا تأكد من الإصابة بسرطان الثدى يقوم فريق طبى من ١٢ طبيبًا بوضع خطة علاجية بناء على مرحلة المرض، مع العلم أن نسب الشفاء من هذه الإصابة كالتالى: ٩٥٪ فى المرحلة الأولى، و٩٢٪ فى المرحلة الثانية، و٧٠٪ فى المرحلة الثالثة.. وللأسف ٢٢٪ فى المرحلة الرابعة، لافتًا إلى أنه فى عام ٢٠١٦ قمنا بعمل فحص مبكر على ٨٥٠٠ سيدة، واستقبلنا على مدار العام ١٥٠٠٠ سيدة، وأجرينا ٨٥٠ عملية جراحية.
وقال «أبو النجا»: إن سرطان الثدى ثانى أكثر أنواع السرطان انتشارًا فى مصر بنسبة ٣٤٪ وفى عام ٢٠١٥ حسب إحصائيات وزارة الصحة تم تشخيص حالة ٣٢٠٠٠ ألف سيدة مصابة بسرطان الثدى، وفى عام ٢٠١٧ متوقع إصابة أكثر من ٢٠ ألف سيدة.. لذلك نؤكد دائمًا على أهمية الكشف المبكر، لأن المرض إذا كان فى المراحل الأولى يتم استئصاله فقط مع الاحتفاظ بشكل الثدى، أما إذا كان فى مرحلة متأخرة يتم استئصال الثدى بالكامل، وبعد الجراحة يتم عمل فحص آخر لمعرفة إذا كانت الحالة تحتاج إلى علاج كيماوى أو إشعاعى.. وبصفة عامة بعد انتهاء العلاج تمامًا لابد أن تخضع الحالة للمسح الذرى مرة سنويًا، ويتكلف العلاج من ٤٥ ألف جنيه إلى ٥٠٠ ألف جنيه للحالة الواحدة، وقد تصل مدة العلاج إلى ٥ سنوات حسب مرحلة المرض.
وتابع مدير «بهية»: الأكثر عرضة للإصابة السيدات ما فوق الـ ٤٠ عامًا لذلك ننصحهم دائمًا بعمل فحص مرة فى السنة على الأقل، أما إذا كانت السيدة أقل من ٤٠ عامًا فينصح بإجراء سونار على منطقة الصدر بأكملها للتأكد من عدم وجود أى خلايا سرطانية.
وعن فرص الوقاية من المرض قال «د. أبو النجا»: الرضاعة الطبيعية من أهم الوسائل التى تقلل من نسبة الإصابة بسرطان الثدى، أيضًا تجنب زيادة الوزن والمشروبات الكحولية تقلل من نسب الإصابة، وثالثًا ورابعًا ممارسة الرياضة بالقدر المستطاع واتباع نظام غذائى صحى.
مضيفًا: فى ديسمبر من العام الماضى تم توقيع اتفاقية تبادل وتعاون علمى بين «بهية» والمركز القومى للبحوث لمساعدة الأطباء فى البحث عن طرق علاجية جديدة للأورام، بالإضافة إلى طرق جديدة للحفاظ على بويضات السيدات التى تتناول العلاج الكيميائى والإشعاعى حتى تنتهى من العلاج.. أيضًا قمنا بافتتاح قسم العلاج الإشعاعى ويضم جهازين للعلاج وجهازًا للتخطيط، وبصفة عامة يتم علاج جميع الحالات بالمستشفى تحت إشراف استشاريين من المعهد القومى للأورام جامعة القاهرة، ومنذ بداية العام الماضى نحرص على إقامة ندوات التوعية الخارجية.. فأقمنا حتى الآن ٢٥ ندوة.