بقلم: أحمد أيوب
لماذا نخصص هذا الملف للحديث عن جيش مصر
هل هى مجاملة؟
جيش مصر لا يحتاج مجاملة ولا ينتظر شكرا، فرجاله يعملون ويقدمون حياتهم فداء الوطن لا يريدون جزاء ولا شكورا، هى لله والوطن.
هل من قبيل الترف؟ لا يوجد لدينا الآن ترف فتح ملفات دون فائدة، فمصر تحتاج منا أن نتحدث عن كل ما هو جاد
هل هى مزايدة؟ المؤكد أن هذا ليس من سمات مجلة «المصور» ولا طبيعتها.
القصة ببساطة أن كل ما يحدث الآن من تحديات تواجهها البلاد وعدائيات تتزايد يوما بعد الآخر ومخططات كلها ترمى إلى إسقاط مصر، كل هذا يؤكد أنه ليس مصادفة أن يمنح الله مصر جيشا من خير أجناد الأرض؟
جيش مصر هو الآن حامى مصر .. هو من يؤمن أهلها، هو من يدافع عن حدودها وأرضها، هو من يواجه الإرهاب الذى يستهدفها، هو من يتحمل الجزء الأهم من البناء، هو من يتولى استرداد حقوق الدولة فى أراضيها المغتصبة من عشرات السنوات، هو من يتصدى بكل وطنية ليتحمل مسئوليته فى توفير السلع للفقراء والبسطاء ليحميهم من احتكارات التجار وجشعهم.
هل هذا فقط؟
لأ طبعا، فالجيش المصرى رسالته أكبر من هذا وأعظم، جيش لا تقتصر مهمته على حماية أمن مصر وحدودها وردع كل من تسول له نفسه الاقتراب منها أو من أهلها، وما حدث فى ليبيا خير شاهد.
للجيش المصرى دور آخر لا يقل أهمية، فجيش مصر قدره أن يتحمل حماية الأمن القومى العربى، أن يؤمن العرب فى بلادهم.
كثيرون لا يحتفلون بجيش مصر إلا فى السادس من أكتوبر أو العاشر من رمضان، احتفالا بالنصر وطرد الإسرائيليين من سيناء، لكن حصر جيش مصر فى انتصار أكتوبر وحده ظلم لهذا الجيش العظيم بتاريخه المديد وتضحيات أبنائه المتواصلة حتى الآن من أجل مصر.
بالتأكيد فى حرب أكتوبر أبهر الجيش العالم، ولقن الإسرائيليين درسا لم ولن ينسوه على مدار التاريخ. لكن جيش مصر قبل أكتوبر وبعدها، كل يوم يقدم دليلا جديدا على عظمته، ولمن شاء أن يتأكد فعليه أن يراجع فقط دور هذا الجيش الوطنى ورجاله على مدى السبع سنوات الماضية، منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ وحتى الآن، كيف استطاع أن يؤمن مصر وأهلها، كيف استطاع أن يحافظ عليها ضد مخطط إسقاطها الذى كان يحيط بها وأنفقت من أجله المليارات، كيف تمكن أن يمر بها من كل الأزمات بقيادة حكيمة ورؤية إستراتيجية تعرف كيف تواجه المحن وتتعامل مع المخاطر.
حقا هذا الجيش يجب أن نقدم له تحية احترام على ما بذله وما زال يبذله فى سبيل الوطن، شهداء كل يوم فداء تراب مصر دون مزايدة أو من على المصريين، جهد لا يتوقف فى سبيل تلبية احتياجات المواطنين من حلايب وشلاتين وحتى السلوم، رجال الجيش دائما فى جهاد من أجل حماية الأرض والعرض، عرض مصر عند رجال الجيش مقدم على أرواحهم، إسعاد مصرى أو رفع المعاناة عنه أمر مقدس عندهم، أرواحهم قدموها فداء مقدما ودون مقابل سوى الدفاع عن الوطن، جهدهم وهبوه من أجل راحة المصريين وأمنهم، لأجل المصريين تحمل رجال القوات المسلحة مسئولية تأمين كل الاستحقاقات الانتخابية والمؤسسات الحيوية، قبلوا أن يعملوا فى توزيع السلع فى كل الأحياء والقرى والنجوع، لا يستنكرون أن يسهروا ليل نهار دون نوم أو رؤية أسرهم، مستعدين لرفع مياه الصرف وتطهير الطرق، وليس مشهد الإسكندرية عقب نوة الشتاء قبل الماضى ببعيد.
الجيش هو المؤسسة الوطنية العريقة فى هذا الوطن، من يدخلها يتعلم حق الوطن ويعرف قيمة ترابه ويتشرب أصول التضحية والفداء ويفهم معنى الإيثار.
جيش مصر هو مؤسسة المواطنة بكل معانيها، فلا تمييز داخل ثكناته وكتائبه بين مسلم ومسيحى. غنى أو فقير، ضابط أو مجند، فالكل فى سبيل الوطن أهل فدائه.
جيش مصر مؤسسة الانضباط الأولى فى مصر، لا يسمح بالتراخى ولا يعترف بالفوضى ولا يقبل التهاون أو التكاسل.
جيش مصر هو مؤسسة الإنجاز الذى لا يعرف فسادا ولا يقبل ترهلا، ثلاثيته التى استفادت منها الدولة طوال السنوات الماضية، إنجاز المشروعات بأعلى كفاءة وأقل تكلفة وأسرع وقت.
لم نسمع يوما عن جيش مصر أنه كانت له مطالب، وزاهدون فى كل شىء إلا الشهادة، لم نعرف يوما أن جيش مصر تخلى عن مسئولية، أسندت إليه فى العامين الماضيين فقط ما يزيد عن ٣٢٠٠ مشروع كثير منها مشروعات وطنية ضخمة، ولم يخيب ظن القيادة ولا أمل الشعب، وكل يوم ينجز منها ما أمكن حتى ينتهى من الوفاء بوعده فى موعده.
وكل هذا دون أن يقصر فى واجبه الأساسى، الدفاع عن الوطن ضد كل المخاطر، يحارب الإرهاب فى سيناء بكل بسالة حتى يحمى البلاد من شرورهم وكل يوم يسقط منهم قتلى ويدمر لهم أوكارا ويلقى القبض على بعضهم، ويقف «رجاله زنهار» على الحدود يحرسون فى سبيل الله، وفى عام واحد وبفضل هذه اليقظة أنقذوا مصر من أكثر من ألف سيارة دفع رباعى كانت فى طريقها للتخريب داخل مصر لو أفلتت من حرس الحدود، لكن كيف تفلت ولدينا حراس الوطن المدعومون ربانيا.
فى الشمال يحرسون حدودنا البحرية بكل قوة وشدة ضد من يقترب، وفى الجنوب يفرضون سيطرتهم بأسطول جديد على حدودنا بالبحر الأحمر، فى البحر وحوش لا يهابون الموت، وفى السماء نسور من نار على من تمتد يده إلى مصر، وفى الأرض أسود تأكل الخشاش وتهرس الرمال.
وفى الداخل يدهم بيد الشعب من أجل الوطن فى عام واحد أكثر من ٣ ملايين كرتونة مواد غذائية بأقل من ثلث سعرها توزع هدية للشعب من جيشه، هو فعلا جيش الشعب، هو من الشعب والشعب من جيشه، فشلت كل محاولات الفتنة بينهما وستفشل مهما حاولوا، لأنه جيش متفرد فى الانتماء لشعبه، لا يعرف الألوان السياسية ولا التوجهات المذهبية ولا الخلافات القبلية، جيش عقيدته ثابتة لا تتغير مهما اختلفت الأنظمة وتبدلت الحكومات، فهو لا يخدم حاكما ولا يؤتمر بأفراد ولا يخضع لنظام، وإنما شعاره الوطن، وغايته حماية الشعب ومقدراته.
المصريون يعلمون أنه لا غنى لهم عن هذا الجيش الوطنى، منحة ربانية اختصت بها مصر. وطالما ظل هذا الجيش ستظل مصر مرفوعة الرأس قوية على من يريدون النيل منها، طالما ظل الجيش المصرى قويا طالما ظلت الدولة ثابتة والشعب أمنا والأرض محمية طالما ظل جيش مصر قادرا ظلت الأمة العربية قوية.