الثلاثاء 2 يوليو 2024

قطر تبكى

14-6-2017 | 14:03

بقلم –  طه فرغلى

مؤكد لن تلتزم قطر بالإجماع العربى، ولن يعود الأمير الصغير الشارد إلى رشده، الدويلة المعزولة ترقص رقصة الذبيح الآن، وتواصل ألعابها الشاذة فى المحيط العربى.

وبعد أن باتت المقاطعة العربية سلاحًا بتارًا فى وجه القطرى المتمرد راعى الإرهاب، لم يجد الأمير الصغير أمامه حيلة ولا وسيلة سوى الاستعطاف والبحث عن مخرج من النفق المظلم، الذى أدخل نفسه فيه بدعمه للإرهاب وسعيه لنشر الفوضى والخراب فى سائر الأقطار العربية.

الأمير الصغير يبكى بكاء الثعالب الصغيرة وفى عينيه دموع التماسيح، وسائل إعلامه تروج وتصر على وصف المقاطعة العربية بالحصار، قطر الدويلة المأزومة تلعب على حبل الاستعطاف الدولى بدلا من أن تنصاع للإرادة العربية وتنفذ التعهدات وتلتزم بالاتفاقيات الموقعة.

وبدلا من أن تعترف الدويلة المأزومة بأخطائها، التى ارتكبتها فى حق الدول العربية دفنت رأسها فى الرمال وباتت تروج كذبا بأن هناك حصارا عربيا مفروضا عليها، وتؤكد زورا وبهتانا أن الدول العربية المقاطعة تريد تجويع الشعب القطرى وأن الحصار مقصود به تركيع القطريين وهو كذب بواح.

ورغم أن قطر ووسائل إعلامها تعرف بأن الحصار يعنى فرض طوق كامل على البلد، بما فى ذلك الممرات الدولية، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع، فإلى قطر هناك طرق عدة سالكة وغير ممنوعة عبر أجوائها المفتوحة ومطارها الدولي، فهناك بحر مفتوح من كل صوب وموانئ كبرى مفتوحة فلا يوجد ما يمنع من وصول كل شيء إلى قطر فعليا.

فالدول المقاطعة أغلقت أجواءها أمام الطائرات القطرية ولم تغلق أجواء قطر نفسها ولم تمنع البضائع عن قطر ولم تمنع قطر أيضا من جلبها من حول العالم.

ولكن قطر التى تعودت الكذب وصناعة الوهم تريد أن تصدر للعالم كله أنه البلد المحاصر، وأن هذا الحصار ظالم، ولا يجوز وأنه سيدخل المنطقة بأكلمها فى صراع يودى بها.

وتستخدم قطر فى الترويج لهذا الافتراء والكذب آموالها الضخمة وكل وسائل الإعلام والمنظمات والأجهزة التابعة لها، بل وشخصيات دولية وإقليمية مدفوع لها، مثلما تفعل قنواتها الآن من استئجار نجوم كرة عالميين لتوجيه رسائل استعطاف من أجل ما يسمونه رفع الحصار عن قطر، وبالطبع المقابل ضخم.

والمتابع للفضاء الإلكترونى سيجد مئات الرسائل، التى تنهال على مختلف وسائل التواصل تستعطف وتؤكد أن قطر بريئة مظلومة لم ترتكب جرمًا ولا إثمًا، وأن الحصار المفروض عليها حصار ظالم دون بينة واضحة ودون ذريعة.

الدويلة المأزومة راعية الإرهاب لم تجد أمامها سبيلا سوى اللجوء إلى الأغا التركى ترتمى فى أحضانه لعله ينقذها، ولكن كما يقول المثل الشعبى: «اتلم المتعوس على خايب الرجا»، كلاهما يداه ملطختان بالدماء العربية، وكلاهما يرقصان على الجثث العربية.

ولأن قطر الدولة والأمير تدعى التدين– كما العاهرة التى تدعى الشرف- استنفرت المشايخ وعلماء الدين من صبيان يوسف القرضاوى، الذين يفتون لمن يدفع أكثر ليردوا على بيان الأزهر الشريف، الذى أقض مضجعها وأضاف غطاء شرعيا وفقهيا على قرار الدول العربية بالمقاطعة.

بيان الأزهر كان واضحا باتا حاسما أكد تأييده، ودعمه للموقف العربى المشترك فى قراره بمقاطعة الأنظمة، التى تقوم بدعم الإرهاب، وتأوى كيانات العُنف وجماعات التطرف، وتتدخل بشكلٍ سافر فى شؤون الدول المجاورة واستقرارها وأمن شعوبها.

وأكد الأزهر الشريف دعمه لكل الإجراءات، التى اتخذها القادة العرب لضمان وحدة الأمة العربية، والتصدى بكل حزم وقوة لمخططات ضرب استقرارها، والعبث بأمن أوطانها.

وأعرب عن تطلعه لمضاعفة جهود الأمة العربية لوقف المحاولات المغرضة التى تمارسها الأنظمة الشاردة، بما يشكل خطراً على أمن الإقليم العربى واستقراره، آملًا أن تفيق هذه الأنظمة من غفلتها، وأن تعود إلى رشدها وإلى أهلها وبيتها.

وقال على الأنظمة الشاردة أن تتذكر قول النبى: «إِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِن الغَنَمِ الْقَاصِيَةَ»، وقوله: «عَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِى النَّارِ».

ولكن قطر الشاذة لا تريد العودة، باتت مغرمة بالشذوذ، جمعت المأجورين المدفوعين بحب الدرهم والدينار، وأصدروا بيانا عقيما للرد على بيان الأزهر وكأنهم صم بكم عمى، لم يروا ولم يسمعوا بدعم قطر ورعايتها للإرهاب والجماعات المتطرفة، التى تقتل ليل نهار فى المسلمين وتخرب فى بلادهم.

بيان العلماء المأجورين - الصادر من اسطنبول بتركيا وليس حتى من الدوحة -، والذى يروج له من خلال وسائل التواصل الاجتماعى «فيس بوك، وواتس آب» - الذى وصلنى نسخة منه-، يصف بيان الأزهر بأنه بيان سياسى ويقول: إن «البياناتُ التى أيَّدتْ الحصارَ والقطيعةَ الصادرةُ عن الأزهرِ، ورابطةِ العالمِ الإسلامي، ومنتدى تعزيز السلم، وغيرِها! لا تمتُّ إلى الفقهِ والشريعةِ بصِلَةٍ، بل هى بياناتٌ سياسيةٌ تخالفُ أدنى قواعدِ الشريعةِ ولغةِ الفقهِ والأخلاقِ، ومبنيةٌ على دَعاوى ظالمةٍ، ولم تَقُمْ على دليلٍ أو برهانٍ؛ وأن الباب مفتوح أمامهم للعودة إلى الحق، فمراجعة الحق خير من التمادى فى الباطل، ووظيفةُ العالِم أن يتوسَّطَ بين الحكامِ والشُّعوبِ، وأنْ يمارِسَ دَورَه فى الصَّدْعِ بالحقِّ والنصحِ والإرشادِ، لا أنْ يكونَ أداةً فى يَدِ البَغْى والظلمِ يُصرّفها كيف يشاء!. وإذا لم يستطعْ قولَ الحقِّ فلا يَمدحِ الباطلَ».

هؤلاء الذين باعوا أوطانهم وفروا هاربين يصفون الأزهر الشريف بأنه على الباطل، الغريب أن من بين الموقعين على هذا البيان عدد ممن يصفون نفسهم بالأزاهرة وينسبون أنفسهم إلى الأزهر، ووجب على الأزهر أن يوضح موقفه من هؤلاء وهل ما زالوا ينتسبون إليه.

قطر المأزومة لم يعد أمامها مفر من العودة إلى رشدها، الألاعيب الشاذة لن تفيدها، ودموع التماسيح لن تخيل على الدول العربية، التى اكتوت بنيران الإرهاب المدعوم قطريًا، وعليها أن تدرك أن أمنها القومى لا يضمنه الفرس أو الأتراك، ولكن يضمنه العرب.