يشهد اليوم الأربعاء 8 ديسمبر، ذكرى وفاة الإمام المهدي العباسي، شيخ الجامع الأزهر، والذي شغل منصب مفتي الديار المصرية، وكان أول من جمع بين منصبي الإفتاء ومشيخة الأزهر، وظل بالإفتاء 40 عامًا.
يعد الشيخ العباسي أول شيوخ الجامع الأزهر على المذهب الحنفي وعلى عقيدة أهل السنة وهو أول من عاد إلى مشيخة الأزهر مرة آخرى ليتولى المشيخة مرتين بعد عزله عنها، ليكون الشيخ الـ21 والـ23 للجامع العتيق، وتنشر بوابة «دار الهلال»، في السطور التالية، لمحات من حياة شيخ الأزهر الإمام المهدي العباسي.
شيخ الأزهر
- ولد الإمام المهدي العباسي عام (1243 هـ- 1827م ) في محافظة الإسكندرية.
- سلك الشيخ المهدي طريق العلم منذ صغره، وحفظ القرآن الكريم ومتون الفقه والحديث والنحو.
- التحق بالأزهر الشريف ليدرس علوم الأزهر المقررة وقتها مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، إلى جانب دراسة علوم المنطق، والوضع والميقات، على أيدي كبار علماء عصره.
- في عمره الـ21 أصدر إبراهيم باشا بن محمد علي والي مصر، أمرًا بأن يتولى الشيخ المهدي منصب الإفتاء في منتصف ذي القعدة (1264 هـ - 1847 م) خلفًا للشيخ أحمد التميمي، المفتي السابق، ليتولى أعباء الفتوى رغم صغر سنه.
- درس على يد أشهر علماء عصره وعلى رأسهم الشيخ إبراهيم السقا الشافعي والشيخ خليل الرشيد الحنفي، والشيخ البلتاني وغيرهم.
مشيخة الأزهر
تولى المهدي في عهد الخديوي إسماعيل مشيخة الأزهر عام (1287 هـ - 1870 م) خلفًا للشيخ مصطفى العروسي، مع احتفاظه بمنصب الإفتاء، فكان أول من جمع بين المنصبين وأول حنفي يتولى مشيخة الأزهر، وكان عادة يتولى المشيخة العلماء من أصحاب المذهب الشافعي، وهو يعد أصغر من تولى المشيخة منذ أنشائها حتى عهده.
واستقال المهدي من مشيخة الأزهر 30 نوفمبر 1886، وظل الشيخ محل تقدير وإجلال ومصدرًا للفتوى بين الناس لما عرف عنه من تقوى وصلاح، وكرمته دولة الخلافة العثمانية، فمنحه الباب العالي كسوة التشريف من الدوحة الأولى، والوسام العثماني الأول سنة (1310 هـ- 1892 م).
وأعيد الشيخ المهدي مرة آخرى إلى الإفتاء قبل وفاته فبقي به حتى الوفاة، إذ أصيب في آخر أيامه بالشلل.
مؤلفات المهدي العباسي
له العديد من المؤلفات بينها:
- الفتاوى المهدية في الوقائع المصرية، وتضم ثروة فقهية هائلة، وتعد من أهم المصادر في الإفتاء، وطبعت في القاهرة عام (1301 هـ - 1883 م)، وقد أعيد طبع هذا الكتاب الهام عام 2001 بمعرفة حفيد الشيخ المهدي المستشار محمد أمين المهدي.
- رسالة في مسألة الحرام على مذهب الحنفية.
- رسالة في تحقيق ما اشتهر من تلفيق "فقه حنفي".
وفاة شيخ الأزهر
توفي الإمام المهدي في الساعة الـ 5 من ليلة الأربعاء 13 رجب سنة 1315، الموافق 8 من ديسمبر 1897 عن 72 عام، بعد أن لازمه المرض نحو 4 سنوات، وصلي عليه ودفن بمقابر المجاورين في زاوية الحفني جنب أبيه وجده.