الخميس 23 مايو 2024

فى ذكرى رحيله الـ50.. الشيخ طه الفشني بدأ حياته مطربًا واختتمها بمدرسة فريدة فى الإنشاد

الشيخ طه الفشني

تحقيقات10-12-2021 | 11:43

أماني محمد

50 عاما مرت على رحيل أحد أبرز أعلام الإنشاد الديني في مصر، وصاحب مجموعة من التواشيح الخالدة في وجدان المصريين، هو الشيخ طه الفشني، القارئ والشيخ والمنشد الديني، الذي نجح بعذوبة صوته في الوصول إلى قلوب السامعين سواء في قراءته للقرآن الكريم أو الأناشيد والتواشيح الدينية، ولا تزال تواشيحه حتى اليوم باقية ويحرص محبي الإنشاد الديني على الاستماع إليها.

معلومات عن الشيخ طه الفشني

ولد الشيخ طه الفشني في عام 1900، في مدينة الفشن بمحافظة بني سويف، حيث تعلم القراءات، وتدرج الشيخ طه في دراسته الدينية والعامة وحصل على كفاءة المعلمين من مدرسة المعلمين سنة 1919، فيها علي دبلوم المعلمين

وبعد إتمام حفظه للقرآن الكريم، حضر الشيخ طه إلى القاهرة، والتحق ببطانة الشيخ علي محمود، ثم ذاع صيته بأنه قارئ ومنشد حسن الصوت، حيث كانت الأحداث السياسية التي عاشتها مصر في أوقات ثورة 1919، عائقا أمام التحاقه بمدرسة دار العلوم، فتوجه إلي الأزهر الشريف، حيث اشتهر بقدرته على أداء التواشيح الدينية في مختلف المناسبات.

بدأ الشيخ طه الفشني حياته العملية مطربًا، لكن تربيته والنزعة الدينية داخله ودراسته في الأزهر الشريف، جعلته يرفض الاستمرار في هذا المجال، واستمر عمله في الإنشاد الديني وقراءة القرآن الكريم، حيث كان سكنه في حي الحسين أثر كبير في تردده علي حلقات الإنشاد الديني.

وفيما بعد أصبح المؤذن الأول لمسجد الإمام الحسين، كما كان يرتل القرآن الكريم في مسجد السيدة سكينة، واشتهر بقراءته لسورة الكهف يوم الجمعة وكذا إجادته تلاوة وتجويد قصار السور، وقد ظل قارئا في جامع السيدة سكينة سنة 1940 حتى وفاته.

كان الشيخ طه صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد، وكان على علم كبير بالمقامات والأنغام، وانتهت إليه رئاسة فن الإنشاد في زمنه، فلم يكن يعلوه فيه أحد، وهو أشهر أعلام هذا الفن بعد الشيخ علي محمود.

التحاقه بالإذاعة

بدأت مسيرة الشيخ الفشني في الإذاعة، بعد صدفة جمعته مع سعيد لطفي مدير الإذاعة المصرية في ذلك الوقت، عام 1937م، وذلك أثناء إحياء الفشني لإحدى الليالي الرمضانية في مسجد الحسين، وبعدما استمع إليه رئيس الإذاعة المصرية عرض عليه العمل فيها، وبالفعل اجتاز الفشني كل الاختبارات حتى أصبح مقرئا للإذاعة ومنشدا للتواشيح الدينية لأكثر من 30 عاما.

ونجح الفشني في اجتذاب الآلاف من السامعين والمعجبين بصوته وتواشيحه، ونجح في أن يحفر اسمه بين مجموعة من القامات في هذا المجال، من بينهم الشيخ نصر الدين طوبار والشيخ سيد النقشبندي، وكان السامعين يحرصون على الاستماع له حتى الفجر في تواشيحه بالمسجد الحسيني.

وكان الشيخ طه الفشني يرتل القرآن الكريم بقصري عابدين ورأس التين بصحبة الشيخ مصطفي إسماعيل لمدة تسع سنوات كاملة، وعندما بدأ التلفزيون إرساله في مصر كان الفشني من أوائل قراء القرآن الكريم الذين افتتحوا إرساله وعملوا به، كما شغل الشيخ الفشني منصب رئيساً لرابطة القراء خلفاً للشيخ عبد الفتاح الشعشاعى سنة 1962.

ومن أشهر التواشيح التي قدمها الفشني كانت حب الحسين ، ميلاد طه، يا أيها المختار.

وفي 10 ديسمبر 1971، رحل الشيخ طه الفشني تاركا خلفه كنوزا من التسجيلات القرآنية والتراتيل والإنشاد الديني في الإذاعة والتلفزيون، وقد كرمته الدولة عام 1981م فمنحت اسمه وسام الجمهورية في مجال تكريم حملة القرآن الكريم.