رسائل دعم وتعاون لإخراج لبنان من أزماته، هو ملخص لزيارة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاني للقاهرة أمس، والتي شملت لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وكذلك رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والذي وعد بالإسراع في تلبية مطالب لبنان منها ما يتعلق بمجال الطاقة، وبشكل خاص الربط الكهربائي، والدعم في مجال الغاز الطبيعي من أجل توليد الطاقة الكهربائية.
وأكد خبراء سياسيون أن مصر لن تدخر جهدا في دعم لبنان لإنهاء أزمة سواء على المستوى السياسي أو مستوى التعاون لإنهاء أزمة الطاقة وتوليد الكهرباء، وذلك في ظل الجهود المصرية والموقف الثابت بدعم لبنان وعودته إلى النسيج العربي كبلد عربي شقيق حتى يعود إليه استقراره في ظل ما يحيط به من تحديات.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن الرئيس السيسي وجه الحكومة المصرية بتقديم جميع صور وأشكال الدعم لتلبية مطالب أشقائنا في الحكومة اللبنانية، ووعد رئيس الوزراء بأن يتم العمل في أسرع وقت ممكن على الاستجابة لهذه الطلبات، بجانب بعض الطلبات الأخرى الخاصة بتوفير عدد من الأدوية والمواد الغذائية العاجلة، متعهدا بالعمل على تلبية هذه الطلبات على الفور، ومؤكدا أن الدولة المصرية لم ولن تتأخر على أشقائنا في لبنان بهذا الشأن.
دعم لبنان لإنهاء أزماته
وفي هذا السياق، قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن مصر لا تدخر جهدا في تقديم المساعدات للبنان، وخاصة أن سياسة مصر الحالية هي بناء الدول والعمل على تماسكها ووحدتها وتقديم كل أوجه الدعم لتحقيق ذلك سواء من خلال التعاون والتنسيق السياسي أو دعم أوجه التعاون في شتى مجالات التنمية والبناء.
وأوضح البرديسي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن زيارة رئيس وزراء لبنان لمصر شهدت ملفات عديدة من أهمها التعاون بين البلدين لحل أزمة الطاقة في بيروت والمساعدة في توليد الكهرباء، وهو ما أكده رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في تصريحات له أمس، كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص مصر على أمن واستقرار لبنان.
وأشار إلى أن لبنان يعيش في ظلام بسبب أزمة الطاقة ونقص الغاز الطبيعي ما يعيقها عن توليد الكهرباء، ومصر لن تتردد في التعاون مع لبنان ودعمها بالغاز للحصول على الطاقة اللازمة لحل الأزمات التي تواجد البلد الشقيق، موضحا أن مصر تعمل على تقديم كل أوجه الدعم والمساعدات للدول الشقيقة.
وأكد أن هذا الدور ليس في لبنان فقط، ولكن أيضا في كل الدول العربية الشقيقة من بينها ليبيا من خلال الدعم والمشورة السياسية لتحقيق وحدة الأراضي الليبية وإنهاء الانقسام والحل السياسي للأزمة، موضحا أن مصر لديها موقف ثابت من الأوضاع في لبنان وتنادي دائما برفع الأيادي عن لبنان وترك الحرية للشعب اللبناني في تحديد مصيره دون تدخل من أحد.
وأضاف خبير العلاقات الدولية أن أزمة لبنان عبر عقود سببها التدخلات الخارجية ورغبة الجميع في تصفية الحسابات، موضحا أن مصر تؤكد أيضا أهمية العمل على وحدة المؤسسات ودعمها وإنهاء تواجد الميليشيات التي تهدد استقرار الدولة، وهو داء يهدد المنطقة العربية بشكل عام وليس لبنان فقط، ودائما تنادي مصر بإنهاء وجودها.
وشدد على أن مصر لا تدخر جهدا في دعم لبنان لمواجهة أزمته الراهنة وستعمل على تقديم كل سبل العون والمساعدة حتى يخرج لبنان من عثرته، وفي القريب العاجل ستبدأ الأزمة في الحل، فالدعم المصري والفرنسي ربما يحلحل الأزمة اللبنانية.
عودة لبنان للنسيج العربي
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بورسعيد وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي مصر في هذا التوقيت ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي به وتأكيده حرص مصر على أمن واستقرار لبنان ولقاءاته أيضا بوزير الخارجية ورئيس الوزراء حملت جوانب هامة.
وأوضح سنجر في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن لبنان يواجه تحديين مهمين الأول هو الأزمة السياسية التي لم تحل حتى الآن، والدور المصري في حل هذه الأزمة محايد مع كافة الأطراف اللبنانية ويحاول بحث أطر الحل وليس للصراع، موضحا أن الوضع الاقتصادي في لبنان تأزم وازداد الأمر تعقيدا بعد سحب الكثير من الدول العربية لسفرائها ما أثر على المساعدات التي كانت تصل إلى بيروت.
وأضاف أن انتهاء الأزمة السعودية اللبنانية فتح مرحلة جديدة للبحث في حل الأزمة السياسية وإبعاد لبنان عن تفجر أزمة قد تضر بمستقبله، مشيرا إلى أن التحدي الثاني الذي يواجه لبنان هو أزمة الطاقة التي يواجهه حيث دعت مصر إلى تحديد اجتماع مع كل من سوريا والأردن ولبنان في ضيافة المملكة الأردنية الهاشمية لبدء تصدير الغاز الطبيعي للأردن ولبنان وسوريا.
وأشار إلى أن المبادرة المصرية بتصدير الغاز الطبيعي ودعم لبنان واقتصاده هي خطوة مهمة لدعم بيروت وتحفيز مزيد من الاستقرار هناك، ومساعدة لبنان وشعبه في الخروج من أزمته، موضحا أن زيارة نجيب ميقاتي حملت أهمية كبرى ومثمرة للبناء على ما قامت به مصر لحل الأزمة السياسية والاقتصادية ودعم لبنان وعودته إلى النسيج العربي مرة أخرى، كخطوة مهمة للاستقرار العربي.
وشدد على أن هذا الموقف هو أحد محددات السياسة الخارجية المصرية وموقف مصر ورؤية الرئيس السيسي فيما يخص الشأن العربي.