الإثنين 21 اكتوبر 2024

ترامب يهاجم وتيلرسون يدعو للتهدئة

15-6-2017 | 11:20

تقرير: يمنى الحديدى

لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يختلف فيها خطاب ترامب عن خطاب إدارته،فبعد قراراته و تصريحاته الأخيرة الخاصة بقطر، ظهر فى المشهد وزير خارجيته ريكس تيلرسون وهو يحاول تهدئة الأوضاع فى منطقة الخليج العربى.

حيث شهد الأسبوع الماضى إعلان مقاطعة معظم دول الخليج العربى وعلى رأسهم السعودية بجانب مصر وليبيا لدولة قطر بسبب دعمها للإرهاب.

ومن جانبه اتهم ترامب قطر بأنها دولة ممولة للإرهاب ..على أعلى مستوى و أكد على ذلك فى العديد من تغريداته على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، بل و طالب الدولة الغنية بالطاقة -على حد تعبيره- بوقف تمويل الإرهابيين و الانضمام إلى دائرة الدول المسئولة. كما أكد فى المؤتمر الصحفى الذى جمع بينه و بين رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس على ضرورة وقف تمويل الإرهابيين.

لكن فى المقابل كان لتيلرسون رأى آخر حاول من خلاله تهدئه الأوضاع ودعا جميع الأطراف إلى الهدوء

والحوار المدروس من أجل حل النزاع بين دول الخليج، لكن ترامب بعدها بحوالى ساعة أدلى بتصريحاته السابقة الأمر الذى أربك الإدارة الأمريكية.

تليرسون لم يحاول فقط تهدئة الأوضاع فى الخليج، لكنه بعث أيضا برسالة طمأنة إلى دول حلف الناتو حينما أكد على التزام بلاده بالمادة الخامسة، التى تلزم الدول الأعضاء بالدفاع عن أى حليف إذا تعرض لهجوم، و هو الأمر الذى تجنب ترامب التعهد به فى لقاء دول الناتو ببروكسل منذ حوالى أسبوعين، الأمر الذى تسبب فى تصدع العلاقات بين الولايات المتحدة و الدول الأعضاء وقد زاد بعد انسحاب ترامب من قمة باريس للمناخ.

هذا التباين الواضح دفع كبير مستشارى تيلرسون أرسى هاموند إلى التعليق، حيث قال إن الرئيس يسعى للقضاء على الإرهاب، بينما يلجأ تيلرسون للدبلوماسية لدفع دول الخليج للتركيز على حربها ضد الإرهاب. أى نفس الهدف مع اختلاف الأسلوب.

هذا التباين أيضا ظهر فى موقف البنتاجون، الذى أكد أيضا فى كلمة على دور قطر الأساسى كشريك عسكرى للولايات المتحدة، بل وأكد أن تعميق الخلافات سيضر بالحملة التى تقودها الولايات المتحدة ضد داعش

تضم قطر مركزين أساسيين للقيادة تابعين للولايات المتحدة، إحداهما هو مركز الضربات الجوية التى تشنها أمريكا وحلفاؤها على داعش فى العراق و سوريا.

يقول كابتن جيف دافس المتحدث باسم البنتاجون أن ما حدث لم يعق العمليات فى قاعدة العديد الجوية الأمريكية بقطر، لكن مجمل الأحداث تعوقنا على التخطيط للمدى الطويل.

يعد هذا الحدث أيضا هو الاختبار الحقيقى لمهارات تيلرسون الدبلوماسية، و كان تيلرسون يعمل مديرا تنفيذيا لشركة إكسون موبايل، و لديه معارف و اتصالات كثيرة فى منطقة الخليج العربى، لذا يحاول تيلرسون تخفيف درجات الحرارة فى جميع الجهات، و قال نحن طالبنا من الجميع عدم التصعيد، وذلك فى أعقاب إعلان السعودية و الإمارات عن قائمة تضم ٥٩ شخصا بينهم سياسيون و أمراء وكذلك عشرات المنظمات يدعمون الإرهاب.

وأدعى تيلرسون أن مقاطعة قطر ترتب عليها العديد من المشاكل الإنسانية بما فى ذلك نقص الطعام، حيث قامت قطر بتوفير احتياجاتها عن طريق الجو من تركيا وبعض الدول الأخرى، كما أدى هذا الحصار إلى تشتت بعض العائلات و انسحاب الأطفال من المدارس نتيجة حالة الذعر التى سببها القرار.

الحوار كان محاولة تيلرسون الأولى، لكنها فشلت بسبب تغريدات الرئيس الأمريكى ترامب التى دفعت بأمريكا كطرف فى المشكلة مؤيدة بذلك الموقف السعودى.

صرح تيلرسون أن أمير قطر اتخذ خطوات إيجابية لوقف تمويل الجماعات الإرهابية، لكن عليه فعل المزيد وبسرعة. كما أكد على أن الولايات المتحدة تدعم جهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة، و طالب الجميع بذلك.

فى الوقت نفسه ينفى المسئولون القطريون تورطهم فى دعم الجماعات الإرهابية .

و من داخل إدارة ترامب أكد تيلرسون ووزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل انقسام الشرق الأوسط بين السعودية وحلفائها من جهة و بين قطر من الجهة الأخرى.

هذا فى الوقت الذى وكلت فيه قطر جون أشكروفت وزير العدل الأمريكى الأسبق للدفاع عنها، وذلك فى مقابل ٢,٥ مليون دولار ستدفعها قطر الى شركة أشكروفت للمحاماة مقابل خدمات قانونية لمدة ٩٠ يوما. الجدير بالذكر أن أشكروفت شغل منصب وزير العدل فى حكومة جورج بوش فى الفترة من عام ٢٠٠١ حتى عام ٢٠٠٥ أى أثناء هجمات سبتمبر الإرهابية.

ستتولى شركة أشكروفت إدارة الأزمة والتواصل مع وسائل الإعلام والتأكيد على جهود قطر الحالية والمستقبلية فى مكافحة الإرهاب. فى الوقت الذى تؤكد فيه قطر على هذه الجهود وعلى التزامها بالقواعد التنظيمية المالية ومن بينها قواعد الخزانة الأمريكية.

و بالإضافة لأشكروفت، يشكل ستة من أعضاء شركته جماعة ضغط لصالح قطر من بينهم كريستوفر بيل المحامى العام فى قسم التزوير سابقا، و مايكل سوليفان شريك أشكروفت مدير المكتب الأمريكى للكحول والتبغ والأسلحة النارية و المتفجرات.