أكد رئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد المحرصاوي، أن جهود الدولة المصرية في تعزيز قيم الأخوة الإنسانية والتعايش بين المصريين مسلمين ومسيحين، وترسيخ قيم المواطنة الكاملة لم تقتصر على المستوى المحلي، وإنما حملت على عاتقها نشر صحيح الدين الإسلامي عالميا؛ وذلك من خلال استضافة الأئمة والدعاة من حول العالم للدراسة في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، من خلال منهج دراسي مكثف؛ والذي يتم إعداده بما يلائم كل مجتمع وفقا لطبيعته واحتياجاته، وتدريسه من خلال نخبة من علماء الأزهر وأساتذته بكل اللغات، بغرض تحصين هؤلاء الأئمة بالمنهج الأزهري الوسطي، ليعودوا إلى بلادهم عاقدين العزم على مكافحة التشدد والتطرف، ونشر قيم الوسطية والاعتدال.
وأكد المحرصاوي - خلال لقائه مع أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وفد رفيع من اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بمقر الأمم المتحدة بنيويورك - أن الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ ثقافة التعايش واحترام الآخر، وذلك من خلال تضمين المناهج الدراسية لموضوعات تستهدف التعريف بثقافة التسامح والتعايش والقيم المشتركة في الديانات السماوية، بالإضافة إلى مادة الثقافة الإسلامية التي تدرس بالمعاهد الأزهرية وتستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة التي اعتادت الجماعات المتشددة ترويجها وإساءة استخدامها لتشويه صورة الدين.
وأشار إلى جهود الأزهر الشريف لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية والتعايش بين المصريين مسلمين ومسيحين، وترسيخ قيم المواطنة الكاملة، لافتا إلى أن تجربة بيت العائلة المصرية لاقت قبولا كبيرا لدى كل المصريين، وهو ما دفع الكثير من البلدان إلى الاستفادة من هذه التجربة المصرية الرائدة في مجال التعايش المشترك.
وأوضح المحرصاوي أن جامعة الأزهر قد أدمجت بعض نصوص وثيقة الأخوة الإنسانية لمناهجها الدراسية، فضلا عن اهتمامها بخطة الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية، وعقد ورش العمل والمؤتمرات للتحذير من خطورة تغير المناخ؛ والتعريف بالجهود الدولية الرامية لتعزيز قيم الأخوة والاحترام المتبادل وأهمية التضامن الدولي، مؤكدا أنه قد حان الوقت لأن يقوم كلا منا بدوره المنوط به لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، والقضاء على كل مشاكل العنصرية والكراهية.
وهنأ المحرصاوي، جوتيريش لحصوله على جائزة زايد للأخوة الإنسانية في نسختها الماضية لعام 2020، ناقلا له تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
من جانبه، أعرب أنطونيو جوتيريش عن تقديره لما يقوم به الأزهر الشريف من جهود واضحة لترسيخ قيم الأخوة والتعايش المشترك، مشيرا إلى أنه يتابع جهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مع قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والتي تمثل دافعا لكل محبي السلام، معربا عن استعداد الأمم المتحدة لدعم جهود الأزهر بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات؛ خاصة في مجالات مكافحة التطرف وتعزيز قيم الحوار والاحترام والتعايش المشترك.
وأشار جوتيريش إلى أن البابا فرنسيس والإمام الطيب قدما القدوة لقادة الأديان للعمل على تعزيز قيم الأخوة الإنسانية؛ من خلال توقيعهم وثيقة الأخوة الإنسانية والتي انبثقت عنها اللجنة العليا للأخوة؛ مؤكدا أن هذه اللجنة بتنوعها سوف يسهم في تحقيق أهدافها المرجوة من أجل الإنسانية، حيث تعمل كحلقة وصل لنشر القيم الإيجابية وتعميمها وسرعة التحرك في هذا الإطار، مشددا على احترام الأمم المتحدة وتقديرها لهذه الجهود التي تقوم بها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.