ما بين كلمة الرئيس فى اليوم العالمى لحقوق الإنسان.. واجتماعه بالحكومة لمتابعة تحضيرات استضافة مصر للقمة العالمية للمناخ «COP-27» نوفمبر 2022.. رسائل كثيرة تكشف عن دولة حديثة تمتلك رؤية بناء الإنسان وتوفير الحياة الكريمة له.. وأيضًا تمتلك القدرة والمكانة والثقة الدولية لاستضافة أكبر مؤتمر للأمم المتحدة.. وتجسد فلسفة وعقيدة الدولة المصرية وإيمانها بحق الإنسان المصرى فى حياة كريمة.. وفلسفتها فى الإدارة وصولاً للجدارة الكاملة فى خروج أحداث وفعاليات دولية مرموقة بالشكل الذى يليق بمصر.. ويحقق أهدافها ومكاسبها ويجسد ملامح الجمهورية الجديدة.
«حياة كريمة».. ومكانة عظيمة.. وقادم هو الأفضل
الدولة المصرية تستحق التحية والاحترام.. لأنها نجحت وفق رؤية ثاقبة أن تعود من جديد لريادتها ودورها وثقلها الإقليمى والدولى فى كافة المجالات وأن تحظى بالاهتمام العالمى سواء من خلال استضافتها للفعاليات والأنشطة والمؤتمرات والاحتفالات الدولية أو ما تشهده من إنجازات ونجاحات وملحمة بناء وأن تكون الرقم الأهم فى المنطقة وإفريقيا على كافة الأصعدة.. وتمتلك القدرة على أن تكون رقمًا فاعلاً ومؤثرًا فى المعادلة الدولية فى العديد من المجالات.
الحقيقة اننى توقفت أمام حدثين أو أمرين مهمين.. الأول كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تدوينة على صفحته الرسمية بمناسبة اليوم العالمى لحقوق الإنسان.. والثانى اجتماع الرئيس السيسى أمس مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار المسئولين لمتابعة تحضيرات استضافة مصر للقمة العالمية للمناخ «COP-27» العام القادم 2022.
فى الأمرين رسائل مهمة تجسد ما وصلت إليه الدولة المصرية سواء فى مجال بناء وحقوق الإنسان بالمفهوم الشامل أو فى المكانة والثقة الدولية التى تحظى بها مصر وجدارتها بتنظيم واستضافة أكبر وأهم مؤتمرات الأمم المتحدة على الإطلاق سواء من حيث عدد المشاركين ومدة انعقادها.
حديث الرئيس السيسى فى الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان طابق الواقع الذى تعيشه مصر فى دولة جل اهتمامها وأولوياتها هو بناء الإنسان وتوفير الحياة الكريمة له والارتقاء بمستوى معيشته ولعل ما أنجزته الدولة المصرية فى هذا الصدد سواء فى توفير احتياجات الإنسان المصرى وتطوير الخدمات المقدمة له بشكل لا يجد فيه معاناة.. كذلك احترام كافة حقوقه فى الحفاظ على كرامته وتوفير السكن الكريم والقضاء على المناطق الخطرة وغير الآمنة.. وبرامج الحماية الاجتماعية التى توفر الحماية للفئات الأكثر احتياجًا وإطلاق العديد من المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة مثل القضاء على فيروس «سى» وقوائم الانتظار ومبادرة «100 مليون صحة» وغيرها من المبادرات التى تستهدف صحة المواطن المصرى وإطلاق المشروع القومى للتأمين الصحى وهو نقلة وقفزة نوعية فى مجال الخدمة الصحية المقدمة للمواطن.
لعل إطلاق مصر للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان بكافة مبادئها ومحاورها الشاملة تعتبر كما أكد الرئيس مسارًا عمليًا لتعزيز تمتع الشعب المصرى العظيم بحقوقه.
المفهوم المصرى لحقوق الإنسان شامل ويتسع لمجالات كثيرة ترتبط بكرامة وحياة المواطن وأبرزها الحقوق الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والخدمية للمواطنين.. وأيضًا حق المواطن فى وطن آمن ومستقر وحقه فى العمل والحياة.. إذن نحن أمام حقوق شاملة تغطى كل الفئات والمجالات.. فالدولة عقيدتها هى الحياة الكريمة لكل المصريين.
الحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يحرص دائمًا على لقاء المواطنين والتعرف على ظروفهم وأحوالهم المعيشية ومطالبهم أيضًا.. ولعل زيارة الرئيس السيسى للقرى المتضررة من السيول فى أسوان تجسد أن جل اهتمام وأولويات القيادة السياسية هو كرامة المواطن وتوفير الحياة الكريمة الآمنة له.
يأتى المشروع العملاق والأعظم الذى أطلقته مبادرة «حياة كريمة» وهو تنمية وتطوير الريف المصرى ليجسد أعلى مراتب حقوق الإنسان خاصة أنه يستهدف ما يقرب من 60 مليون مواطن كانوا يعانون من نقص حاد فى الخدمات وظروف صعبة لتتبدل حياتهم إلى الأفضل، ويغطى 4500 قرية مصرية و28 ألف تابع بتكلفة تصل إلى 700 مليار جنيه ووجه بتضمين احتياجات ذوى الهمم من الخدمات إلى مشروعات حياة كريمة فى الريف المصرى لتصبح القرية المصرية مركزًا لبناء الإنسان وتوفير الخدمات والاحتياجات بشكل كريم. سواء فى توفير المستشفيات والخدمة الصحية الشاملة و التوسع فى إنشاء المدارس والجامعات وإدخال المياه النظيفة والنقية والصرف الصحى والغاز الطبيعى والاهتمام بالفلاح والزراعة من خلال مجمعات لخدمة الفلاحين والمزارعين.. ومجمعات للخدمات الحكومية وإدخال نظم الرى الحديث وتبطين الترع وبناء منازل جديدة للفئات الأكثر احتياجًا لتغيير ملامح القرية المصرية لمواكبة الجمهورية الجديدة التى هى من صنع الإنسان المصرى وتوفير حياة كريمة تليق بعظمته.
حقوق الإنسان والحياة الكريمة ليست قاصرة على المواطن العادى الذى ينعم بالحرية.. ولكن أيضًا تشمل المقيدين بناء على حكم قضائى ولكن ما رأيناه فى مراكز التأهيل والإصلاح التى أقامتها الدولة المصرية على أحدث ما يكون وتواكب الأفضل فى العالم المتقدم وتوفر جميع الخدمات الإنسانية للنزيل وليخرج إلى الحياة بشكل مختلف قادرًا على الاندماج مع المجتمع بشكل صحيح لديه ما يعينه على الحياة مهنيًا ونفسيًا وثقافيًا ودينيًا وهو ما يجسد عقيدة الدولة المصرية التى تحافظ على كرامة الإنسان المصرى وحقه فى العيش الكريم وأن يحظى بمعاملة كريمة ويتمتع بكافة حقوقه السياسية والمدنية فى وطن حر وآمن ومستقر يتطلع للمستقبل الأفضل.
إن مصر تمضى بنجاح فى مجال بناء وحقوق الإنسان سواء من خلال إطلاق الرئيس السيسى للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتى تعكس الاهتمام وإعلاء شأن الحقوق الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والخدمية للمواطنين.. بالتكامل مع المسار التنموى القومى لمصر والذى يرسخ مبادئ تأسيس الجمهورية الجديدة تلبية لطموحات وتطلعات الأجيال الحالية والقادمة ودعمًا لجهود الدولة التى تجاهد من أجل تغيير واقعها وبناء مستقبل أفضل فى إطار محيط إقليمى شديد الاضطراب ومتخم بالتحديات كما قال الرئيس فى كلمته خلال الاحتفال باليوم العالمى لحقوق الإنسان.
الأمر الثانى.. هو أن اجتماع الرئيس السيسى بالدكتور مصطفى مدبولى وعدد من الوزراء لمتابعة تحضيرات استضافة مصر للقمة العالمية للمناخ «COP-27» وما تمثله لمصر من قيمة عالمية تجسد الاهتمام والمكانة الدولية والقدرة على استضافة هذا الحدث الأبرز فى مؤتمرات الأمم المتحدة.. إلا أننى أرى أن هذا الاجتماع يعكس فلسفة الدولة وعقيدتها فى الاستعداد المبكر لهذا الحدث العالمى. وضمان خروجه بالشكل الذى يليق بمصر.. وهو إدراك عبقرى للدولة المصرية بكافة وزاراتها ومؤسساتها وأجهزتها لتحقيق أعلى نجاح وبناء لصورة مصر العالمية وأيضًا تحقيق مجموعة من المكاسب التى تعود عليها بالنفع.
إن تعامل الدولة المصرية بروح الفريق الواحد استعدادًا لهذا الحدث.. واجتماع القيادة السياسية مع رئيس الوزراء والوزراء والمسئولين فى الدولة بعد أيام من انتهاء القمة العالمية للمناخ بجلاسجو «COP-26» يعكس رؤية وفلسفة جديدة للدولة المصرية وتقديرات موقف صحيحة وإرادة للإبداع وخروج هذا الحدث بما يليق بمصر العظيمة.
عودتنا الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى على الأخذ بالتفكير والأسلوب العلمى والاستباقى فى إدارة الملفات والأنشطة بل والتحديات والأزمات.. وحققت الدولة المصرية نجاحات كبيرة وعظيمة بفضل هذه الرؤية العبقرية فى الإدارة والمتابعة الميدانية والاطمئنان على كل كبيرة وصغيرة والخروج بأفكار وفعاليات خلاقة.. والإدراك الحقيقى لقيمة وجلال الحدث الدولى العالمى الأممى.
الرئيس السيسى بعد أيام من انتهاء القمة العالمية للمناخ فى «جلاسجو» خلال الشهر الماضى.. اجتمع مع الحكومة ووجه بإخراج هذا الحدث العالمى الضخم على أرض مصر على نحو يعكس للعالم التقدم الكبير الذى تشهده مصر فى مجال البيئة والتحول لاستخدامات الطاقة النظيفة فى إطار جهود الدولة الحثيثة على الوفاء بالتزاماتها تجاه الإنسانية لحماية البيئة وعرض صورة الدولة الحديثة فى مصر وجهودها فى تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة «مصر ــ 2030» الحقيقة ان الاجتماع عكس الأهداف الغزيرة التى تسعى مصر لتحقيقها من خلال استضافة مصر للقمة العالمية للمناخ سواء فيما سبق أو فى خطط الحكومة لاستثمار هذا الحدث لتحقيق أكبر عائد اقتصادى ممكن من خلال الترويج السياحى لمصر وإقامة معارض متخصصة على هامش المؤتمر والدفع بالشواغل الوطنية والإفريقية بشأن قضايا تغيير المناخ وإتاحة الفرصة لإبرام شراكات مع المؤسسات الدولية المختلفة لتمويل المشروعات ذات الصلة لتغير المناخ فى مصر.
جاء توجيه الرئيس السيسى بتعزيز مهام اللجنة العليا المشكلة فى هذا الصدد برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية مختلف الوزارات والجهات الحكومية المعنية بصياغة خطط عمل تخصصية للإعداد للقمة من كافة الجوانب مع عرض تقارير متابعة دورية فى هذا الخصوص.. ليجسد مدى الاهتمام من الدولة وقيادتها السياسية لإنجاح هذه القمة العالمية وخروجها بأفضل شكل وأيضًا بنتائج ومكاسب عديدة لمصر وأيضًا القارة الإفريقية عبقرية الاستعداد المبكر للقمة العالمية للمناخ.. فلسفة مصرية تعكس جدية الدولة المصرية وجدارتها وما وصلت إليه من تقدم وكيفية الاستغلال الأمثل للمكانة المصرية وأيضًا للأحداث العالمية التى تستضيفها لتليق بالجمهورية الجديدة.
إذا كانت الدولة المصرية فى أعلى درجات الاستعداد والاهتمام والإبداع لإخراج هذا الحدث العالمى بالصورة التى تليق بمصر.. أعتقد أن هناك دورًا كبيرًا لمؤسسات كثيرة وجهوداً مدنية عديدة.. فإن الدور الأهم هو دور الإعلام فى استغلال هذا الحدث الكبير فى توعية الشعب والشباب بقيمة ومكانة مصر.. وما تعكسه استضافتها لأهم وأبرز مؤتمر عالمى للأمم المتحدة.. وأيضًا تعريف المواطن بالتغيير المناخى وجهود مصر فى الحفاظ على البيئة وتوسعها فى استخدام الطاقة النظيفة ودور المواطن فى هذا الشأن.. لابد أن تتضافر جهود الدولة والمؤسسات الرسمية مع الجهود الشعبية لتكون أمام احتفالية عالمية ذات زخم.
فى اعتقادى أن الإعلام المصرى مطالب بالتركيز على هذا الحدث العالمى الكبير وتناوله بصفة مستمرة سواء تليفزيونيًا أو تخصيص صفحة أسبوعية فى الصحف المصرية.. واستخدام الإعلام الجديد والمواقع الإلكترونية فى تشكيل ثقافة والوعى بأهمية الحفاظ على البيئة وأبعاد التغيير المناخى والتوازن البيولوجى ومفاهيم الاقتصاد الأخضر واستراتيجية مصر الوطنية فى هذا الشأن.
لابد أيضًا من رؤية إعلامية شاملة ومتكاملة لتناول وتغطية هذا الحدث بحيث يصل صداه وفعالياته إلى جميع دول العالم وتقديم صورة مصر فى كافة المجالات وعرض إمكانياتها السياحية والأثرية وقدراتها وشكل وملامح الدولة الحديثة وأن يكون هناك كل يوم جديد إعلاميًا للعالم عن مصر طيلة أيام القمة.. ثم الخطة الإعلامية قبل وبعد القمة العالمية.. وكيف نستفيد من أكبر مؤتمر وحدث أممى فى رسم صورة رائعة وعظيمة تليق بمصر فى الذهنية العالمية.
تحيا مصر