الخميس 23 مايو 2024

مصر فى الكاتدرائية!

14-1-2017 | 21:19

يوم صك البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مقولته الوطنية " وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن " كان يكتب سطرا مجيدا فى سجل الفخار الوطنى للكنيسة الوطنية ، وهاهى الكنيسة الصابرة تدفع ضريبة الوطن صابرة محتسبة، دماء الشباب فداء للوطن، جدران الكنيسة غارقة بدموع الوطن، سرادق الكنيسة بعرض الوطن، الدماء دماؤنا، والشباب شبابنا، والعزاء عزاؤنا.

بعد حرق الكنائس فى عموم القطر المصرى فى أغسطس 2013 على أيدى الاخوان المجرمين والتابعين انتقاما من نفرة المصريين لخلع المجرمين، قال قداسته : " عندما نقرأ التاريخ المصري، نجد أن دخول الإسلام في مصر كان في القرن السابع، وعاش المسيحيون إلى جانب المسلمين 1400 سنة، وهي رحلة طويلة واجهت مشاكل كبيرة وصغيرة، ولكننا نتفهم ذلك ونعتبر أن وطناً بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن.. " ، وسيظل الوطن يابابا الوطن منيرا بكنائسه ومساجده.

كف عزاء الرئيس السيسى صباح المجزرة الليبية، ووصوله الى الكاتدرائية بالعباسية قبل أن تجف دماء الشباب، والطائرات المصرية الجسورة فى الجو تدق معاقل الإرهاب الأسود فى " سرت "، كان عزاء من رئيس الوطن باسم الوطن إلى كنيسة الوطن فى أبناء الوطن، لن ننساكم، رسالة بعلم الوصول يد تحارب ويد تمسح على الرءوس، وتربت على الظهور، وتبلسم الجراح .. يد الوطن مجسدة فى يد الرئيس.

هم يريدونها حرب دينية فى استلهام بائس للحروب الصليبية، يتحدثون عن " فتح روما "، أبدا لن يكون عبورهم على جثث المصريين جسرا إلى ما يصبون، حمقى لايعلمون أن مصر لم تعرف الفرقة الدينية، وأن الجيش المصرى يستنفر لأجل قلامة ظفر من مصرى، الثأر مصرى لأجل دم مصرى، لا يميز الجيش المصرى بين المصريين، قوامه مصريون، لا ينظر " العريف " فى الوحدة فى رسغ الجندى المجند، أخضر الصليب على رسغه، جندى مجند فى حب مصر.

البيان الحقير الذى تلاه السفاح بالانجليزية باستهداف الصليب بسكين مسموم، وإخوانه المجرمون يستعرضون بأجسادهم الفارعة، يستقوون على من هم فى الأسر، ويستجبرون، ويركون، ويذبحون، لم يمرق سهمه فى قلب مصر، عاش الهلال مع الصليب أيقونة معمرة فى عمق التاريخ المصرى، معلقة فى صدور المصريين، من يحارب الصليب فى مصر خاسر من الأخسرين، يدافع عن الصليب الذين أمنوا وهم مصريون مسلمون.

لا يخيل علينا استهداف الصليب معلق فى رقاب ذبحوها غيلة، مكتوب على جباههم إنا مصريون، عاشوا واستشهدوا يلهجون باسم أغلى فى الوجود، باسم مخلوق للخلود، نعيش لمصر ونموت لمصر.. هم مصريون ولو كرهتم الصليب.

الحزن مصرى خالص، حزنك ياوطن، حزن الكنيسة فى قلب الأزهر، ودم الكنيسة فى رقبة جيش الوطن، ويد بابا الوطن فى يد رئيس الوطن صفا، شق الصف الوطنى باستهداف الصليب جرما، لايجرح قلب المسيحيين بل يجرح قلب المصريين إلا الإخوان المرجفين ومن استن سنتهم فى كراهية أخوتنا المسيحيين.. المجرمون من الإخوان والتابعين يكرهون المسيحيين، ويتقولون على بابا الأقباط وهم كاذبون.

عنصريون، حاول المجرمون تأكيد عنصرية جريمتهم النكراء، وكأنهم يستهدفون المسيحيين من دون المصريين، خابوا وخاب مسعاهم، هم مصريون ولو كرهتم، فى القلب منا ياقساة القلوب ، ياعصاة الرب، الله يلعنكم من فوق سبع سموات، ملعونون فى كل كتاب، التوراة والإنجيل والقرآن، كلاب النار يضرمون نارا فى قلب كل مصرى، النار قايدة ومولعة، فى قلبى نار، وفى عقلى نار، نار موقدة تطلع على الافئدة، لاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

دم المصرى غال، لا نفرق بينهم، دم المصرى أحمر قان بلون العلم، الدم مصرى والثأر مصرى، استهداف الصليب على أرض ليبيا يستحيل على ارض مصر، بابا الأقباط المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث حسمها قبلا بحكمة وكان حكيما، " مصر ليست وطنا نعيش فيه، بل وطنا يعيش فينا "، القتلة لايفهمون، ولا يفقهون، صم بكم عمى لايعلمون موقع الصليب فى وطن الأزهر الشريف، فى القلب.

لو طالعوا التاريخ المصرى، وفى القلب منه صفحات التاريخ المسيحى، لعلموا معنى العيش المشترك طوال 1400 عام، ياما دقت على الرءوس طبول، رءوس الأقباط والمسلمين، شركاء فى الهم والغم، شركاء المحنة، شركاء المصير المشترك، قلب واحد فى جسد واحد فى وطن واحد.. البقاء لله.

كتب : حمدى رزق