الإثنين 24 يونيو 2024

«دار الهلال» حديقة منزل جدى .. رشوان توفيق يتذكر: أجمل أعمالى التليفزيونية قدمتها فى رمضان

17-6-2017 | 09:54

حوار: إبراهيم عبدالحفيظ - عدسة: ديفيد أيمن

فنان من الزمن الجميل جعل من التليفزيون ومسرحه نافذة يطل منها إلى عالم الفن، ثم تنوعت أدواره ونجاحاته التليفزيونية بين الشرير والكوميدى والصعيدى والاجتماعى، ثم برع فى «الديني» كثيراً متأثراً بمولده ونشأته بجوار «مسجد السيدة زينب» حتى لقب بـ «الفنان المتدين». كرم كثيراً عن عطائه الفنى المتنوع من جهات متعددة. إنه الفنان رشوان توفيق الذى التقيناه ليحدثنا عن رأيه فى الدراما التليفزيونية حالياً وعلاقته بالزعيم عادل إمام ولقائهما فى رمضان المقبل وذكرياته عن مؤسسة «دار الهلال» وأيضاً عن بيته وزوجته وأبنائه وأحفاده الذين يعتبرهم كل حياته وأشياء أخرى كثيرة فى ثنايا هذا الحوار..

كيف كانت بداياتك الفنية؟

منذ إنشاء التليفزيون التحقت للعمل به كمدير استوديو، ثم مساعد مخرج فى برنامج «من الجاني» للمخرج «كمال أبو العلا» وحينما أعلن عن اختبار للمذيعين تقدمت ونجحت، ثم قدمت برامج شبابية من إخراج حسين كمال، وكانت هذه الفكرة حتى أظهر على شاشة التليفزيون وأتحين الفرصة لأتجه إلى التمثيل حتى جاءت فكرة مسرح التليفزيون مع المخرج «أحمد توفيق» وتم عرض الفكرة على د.«عبدالقادر حاتم» الذى وافق عليها تحت قيادة الفنان الكبير «السيد بدير»، وعندما تأسست فرقة مسرح التليفزيون عام 1962 كنت من أول المنضمين لها وشاركت فى أول مسرحية وهى «شيء فى صدري» للمخرج نور الدمرداش، التى شكلت بداية اتجاهى للمجال الفني.

وما أحب أن أذكره أننى وجميع خريجى الفنون المسرحية فى ذلك الوقت عملنا بالشهادات المتوسطة فى المصالح الحكومية وقد كان المخرج «أحمد توفيق» يعمل مدير ستوديو، وأيضاً الفنانون عزت العلايلى وضمير التونى وأحمد طنطاوى وفايز حجاب.. كل هؤلاء من خريجى معهد التمثيل كانت بدايتهم فى الإخراج رغم ما بداخلنا من طاقات تمثيلية حتى تحين الفرصة.

هل بدايتك بالتليفزيون كانت سبباً لاتجاه هبة رشوان للعمل الإعلامى؟

ابنتى هبة ذكرت فى حديث معها بجريدة الجمهورية وقت أن كانت فى الإعدادية أنها تتمنى أن تعمل مذيعة بعد أن تلتحق بكلية الآداب وبقسم اللغة الإنجليزية وقد تحقق لها ما تمنت، وقد عرض علىّ الأستاذ ممدوح الليثى أن تمثل «هبة رشوان»، بل، حتى أنه أحضر معه ذات يوم المخرج الكبير «صلاح أبو سيف» ومعه بطولة لثلاثة أفلام دفعة واحدة، ونظراً لصعوبة الطريق الذى مررت به فى الفن أشفقت عليها، واعتذرت له، بعد ذلك قابلت الأستاذة الفاضلة «سامية صادق» التى قامت بتعيينها فى الإعداد، ثم نجحت فى اختبار المذيعات وأصبحت مذيعة، وكان لها ما تمنت.

ولماذا غابت عن المشهد الإعلامي؟

لم يحدث ذلك، فمنذ أن تخرجت عام 1986 فى كلية الآداب، قسم إنجليزى، اتجهت للعمل بالتليفزيون كمذيعة ربط حتى حانت اختبارات «المذيعين» ونجحت والتحقت بالقناة الثالثة فى عام 1990، ثم فى عام 1991 انتقلت إلى القناة الأولى، وقدمت كل نوعيات البرامج بالقناة الأولى خلال مشوارها الإعلامى وتواصل حالياً تقديم برامج «التوك شو» وأيضاً برنامج بعنوان «امرأة عصرية» وهو برنامج أسبوعى تقدمه يوم الجمعة.

ماذا عن أحدث أعمالك الفنية؟

الأمور حالياً غير مستقرة لأننى كنت قد تعاقدت على عمل «لن أفصح عنه»، ثم اعتذرت، ورغم ذلك مازالت الأمور معلقة - لكن فى الوقت الحالى أقدم دوراً مع الفنان عادل إمام كضيف شرف نظراً لاحترامى الشديد له كفنان وأيضاً للمنتج «تامر مرسي» ويحمل اسم «عفاريت عدلى علام» ورغم صغر الدور إلا أنه تم الاتفاق على كتابة اسمى كـ «ظهور متميز للفنان القدير رشوان توفيق».

ما علاقتك بالزعيم عادل إمام وكيف كان لقاؤكما الأول؟

كان أول لقاء كان بيننا فى عام 1962 فى مسرحية «ثورة قرية» إخراج حسين كمال، وقد قام الفنان «السيد بدير» بتكوين ثلاث فرق فى هذا الموسم، ثم سبع فرق فى الموسم التالى وكان الفنان عادل إمام فى هذا الوقت طالباً فى بكالوريوس الزراعة وبعد أن نجح التحق بمسرح التليفزيون فى هذه المسرحية فى دور صغير وبجملة حوارية واحدة كانت تجعل الصالة لا تكف عن الضحك وهى «حلاوة سمسمية.. بمليم الوقية» - التقطه بعد ذلك الفنان عبدالمنعم مدبولي فى مسرحية «أنا وهو وهي» مع الفنان فؤاد المهندس.

وتطورت قدراته الفنية وانطلق فى عالم الفن وكل اتجاهاته، ونظراً لاتجاهى للأعمال الدرامية لم ألتق معه فى أعمال أخرى حتى جاء مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» مع الأستاذ تامر مرسي وهو دور والد الفنانة نجوى إبراهيم، ثم العمل الحالى إن شاء الله «عفاريت عدلى علام».

صف لنا كواليس العمل فى «عفاريت عدلى علام»؟

عملت كثيراً مع المنتج الكبير تامر مرسى، وهو شخصية ممتازة، وفى كل أعماله لن تجد إلا الضبط والانضباط، أما بالنسبة للفنان عادل إمام فهو يقدس الالتزام بمواعيد العمل والتصوير، فكثيراً ما يحضر قبل موعده رغم كونه نجم العمل، ويحضرنى موقف للفنان عادل إمام عندما وقع على نفسه خصماً لحضوره متأخراً فى المسرح ذات مرة عن موعده.

هل اختلفت طبيعة عادل إمام منذ «ثورة قرية» إلى «عفاريت عدلى علام؟»

لم يختلف نهائياً، فهو كما كان فى بدايته وبنفس الأخلاق والرقة وبنفس المشاعر الجميلة، وأنا مثلاً لم ألتقِ معه فنياً منذ فترة طويلة وحينما التقيته منذ عامين فى مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» وجدته يذكرنى بجملة الحوار فى مسرحية «ثورة قرية»، التى كانت بدايته فى عالم التمثيل، وهى جملة: «حلاوة سمسمية.. بمليم الوقية»، مما أسعدنى وأعادنى لهذه الفترة الزمنية الجميلة.

ما ذكرياتك عن آخر عمل لك على شاشة التليفزيون؟

قدمت الجزء الثانى من مسلسل «سلسال الدم» مع الفنانة عبلة كامل، وفى الجزء الثالث ظهرت فى ثلاثة مشاهد فقط ورغم صغر الدور فلم أستطع رفضه لارتباطى بالجزأين الأول والثانى لهذا المسلسل الكبير والمجموعة الفنية المتميزة، بالاضافة إلى أن العمل مع المخرج مصطفى الشال ممتع، ويعد إضافة للفنان، حتى أن الصحافة أشادت بالمشاهد الثلاثة وبصورة جيدة ومميزة فنياً لجمالها.

برأيك.. ماذا تفتقد الدراما التليفزيونية؟

أتمنى أن يعود القطاع العام مرة أخرى للإنتاج، حيث كانت فترة الأستاذ ممدوح الليثي وقبله الأستاذ يوسف عثمان الذى بدأ إنتاج مسلسل «ليالى الحلمية» وهى الفترة اللامعة لإنتاج التليفزيون. وهناك أيضاً من الأعمال الخالدة «الفرسان» و«الأبطال» وكلها أعمال لا يستطيع أن يقدمها إنتاجياً إلا التليفزيون وقطاع الإنتاج بكل الفنانين وعظمة الديكورات المكلفة، ولثراء تلك الأعمال الفنية من تأليف وإخراج، فإننى أتمنى أن تعود الأعمال الفنية الكبيرة «لقطاع الإنتاج» و«صوت القاهرة» و«مدينة الإنتاج الإعلامي» وجميعها قدم لنا أعظم المخرجين منهم إسماعيل عبدالحافظ وأحمد توفيق ورباب حسين ومحمد فاضل وأنعام محمد على.. وكلهم لهم أعمال خالدة ستظل فى ذاكرة التاريخ، ولا نقلل من شأن «الإنتاج الخاص» لكنه دائماً ما ينظر لحسابات الربح والخسارة فيما يقدمه من أعمال.

حدثنا عن أهم النجاحات التى حققتها عبر مشوارك الفنى الطويل من وجهة نظرك؟

أنا حالياً أعيش مرحلة فنية جديدة، حيث سلكت طريق الأعمال الفنية الدينية ومنها «الإمام الشافعي»، «سيد إبراهيم الدسوقي»، «ابن عطاء الله السكندري» وكانت الأدوار الدينية هى المسيطرة على، وحينما تقدمت فى السن كانت المرحلة الثانية من الأداء التمثيلى مثل أدوار الأب باختلافه، ومع ذلك هناك أعمال قدمت فيها أدوار الشر ومنها مسلسلات «الشاهد الوحيد»، «الأدهم»، وكانت شخصية جبارة فى الشر فلم ترتبط حياتى الفنية بلون واحد.

أما بالنسبة لأعمال رمضان فقدمت فيها أجمل أعمالى الفنية ومنها «لن أعيش فى جلباب أبي»، «الليل وآخره»، «أم كلثوم»، «أغلى من حياتي» مع الفنان محمد فؤاد إخراج مصطفى الشال.

رغم قلة أعمالك السينمائية فقد حصلت على جائزة أحسن دور ثانٍ لفيلم «جريمة فى الحى الهادئ».. ما تعليقك؟

أنا لا أخطط لأى عمل فنى، ورغم ذلك كنت أقدم هذه الأعمال والمشاركات السينمائية ومنها دورى فى فيلم «جريمة فى الحى الهادئ»، الذى حصلت فيه على جائزة التمثيل دور ثانٍ وهو من إخراج حسام الدين مصطفي، وأذكر فى ذلك الوقت أن الأعمال كانت تقدم إلى اللجنة الفنية لتقييم العمل الفنى، بخلاف الآن، وهناك أيضاً من الأعمال السينمائية فيلم «الأنثى والذئاب» وهو من الأدوار الهامة جداً، ودورى فى فيلم «الملاعين» مع العظيم فريد شوقي.

ما رأيك فى عالم الفن عموماً حالياً؟

لم أعد أشاهد الأعمال الفنية مثلما كنت سابقاً، ولكن كلما سمحت لى الظروف بذلك، أما عن السينما فأجد أن القائمين عليها مهتمون بالعشوائيات والأكشن والسلاح، متأثرين بالسينما الأمريكية.

أما أنا فأفضل الأفلام الفرنسية التى تهتم بالجانب الإنسانى ودائماً ما تكون جيدة ومختلفة عن السينما الأمريكية. وإذا ما عدنا إلى السينما المصرية فأرى أنه يوجد بها أفلام جيدة منها فيلم «إبراهيم الأبيض» الذى أتوقف عند الأداء التمثيلى به للعظيم الراحل محمود عبدالعزيز الذى أخذنى بقوة حينما شاهدته، وقد أجبرنى على استدعاء المقارنة بين أدائه وأداء الفنان العالمى «مارلون براندو»، ولا ننسى الفنان الجميل «أحمد السقا» الذى قدم دوراً مبتكراً أبدع فيه.

أما بالنسبة للتليفزيون فقد أصبح الحال به غريباً بالنسبة للحوار، فمنه ما لا يصح أن يتسلل لأسماع المشاهدين؛ لأن التليفزيون يأتى للمشاهد بخلاف السينما التى يذهب إليها المشاهد، ومازال مهماً جداً وجود الدور الرقابى الذى يدقق فيما يعرض وما لا يصح أن يعرض، وممن كانت له مواقف كثيرة مع الرقابة واعتراضها على أعماله الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، ولم يكن وجه الاعتراض على أعماله خاصاً بجملة الحوار قدر ما كان الاعتراض بسبب ثورته دائماً على القضايا والموضوعات الاجتماعية والسياسية التى كان يحاول مناقشتها ولا تريد الدولة طرحها، وكذلك المؤلف الفذ محمد جلال عبدالقوى صاحب «المال والبنون»، «الليل وآخره».

على ذكر أسامة أنور عكاشة.. ما رأيك فى تجربة محمد محمود ياسين وأيمن بهجت قمر فى «ليالى الحلمية» عبر جزئها الأخير؟

لم يسعفنى الوقت لمشاهدة هذا العمل لكن سيبقى شرف المحاولة محسوباً لكل منهما.

حدثنا عن طبيعة علاقتك بأبنائك وأحفادك؟

حياتى العائلية هى زوجتى وأولادى، وفى البداية أبدأ بزوجتى التى هى كل حياتى وكل شىء بالنسبة لى، فقد تزوجتها عام 1957 وقت أن كنت طالباً فى الجامعة وكافحت معى المشوار الطويل، وكان لدى ابن يدعى توفيق توفى فجأة، وترك لى بنتاً قمنا بتربيتها وتزوجت بعد دراستها وأنجبت وأيضاً لى ابنتى هبة ولديها ابنتان وهى متزوجة من المخرج شريف عبدالرحمن، وهى إعلامية ومذيعة متميزة، وأيضاً ابنتى «آية الله» متزوجة من رئيس محكمة ولديها ولد، وزوجتى وأبنائى وأحفادى هم كل حياتي.

ماذا عن ذكرياتك مع مؤسسة «دار الهلال» ؟

ذكرياتى عن هذه المؤسسة الصحفية العريقة لا تنسى، فهى المكان الذى وُلدت فيه والمدوَّن فى شهادة ميلادى هو«16 ش المبتديان» حيث أصبحت «دار الهلال» بعد ذلك والتى كانت حديقة جوافة لمنزل جدى الكبير، الذى كان بطول «ش المبتديان»، حيث باعت العائلة الأرض ثم المنزل بعد ذلك، وكنت فى مرحلة الروضة فى مدرسة المبتديان الابتدائية، لذا فارتباطى بهذا الشارع متأصل، وفى حديث الذكريات مع ابنتى هبة رشوان استعرض معها دائماً كل ما عاصرته فى هذا الشارع وهذه المدرسة وهذه الأرض الطيبة.

وأنهى الفنان الكبير حواره معي قائلاً:

أدعو الله أن يشفى لى زوجتى ويبارك فيها وفى وأولادى وأحفادى وأبناء أحفادى وأن يسترنا، أما عن أمنياتى العامة فأتمنى أن يمنَّ الله على بلادنا بالخير، فبلادنا غنية بفضل الله، وأدعو الله أن يبعد عنها كل مكروه.