رأى خبراء الاقتصاد، أن مكافحة الفساد يعمل على جذب الاستثمار الأجنبية، خاصة أن التنمية الاقتصادية والوصول بمعدلات النمو إلى المستهدفات المطلوبة يقتضي الحد من انتشار الفساد في مفاصل أي دولة، يأتي هذا تزامنا مع انطلاق فعاليات أعمال الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأُمم المُتحدة لمُكافحة الفساد، بقاعة المؤتمرات الدولية بشرم الشيخ، الذي ينعقد خلال الفترة من 13 إلى 17 ديسمبر الجاري، حيث يعد الحدث الأكبر في مجال منع ومُكافحة الفساد على مستوى العالم.
وتعد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، المرجع العالمي لمكافحة الفساد وكيفية التعاون بين دول العالم في المجالات المرتبطة، وانضمت مصر للاتفاقية في ديسمبر 2003 إيمانا منها بأهمية التضافر الدولي لمنع الممارسات الفاسدة حول العالم.
سياحة المعارض والمؤتمرات
ومن جانبه قال الخبير الاقتصادي، محمد أنيس، إن إقامة مثل هذا الحدث في مصر يجذب مزيدا من السياح خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن هذا الحديث تنقله كافة الصحف العالمية من مدينة شرم الشيخ.
وأضاف خلال حديثة لبوابة "دار الهلال"، أن هناك العديد من أنواع السياحة، منها سياحة المعارض التي تكثف مصر خلال الفترة الحالية إقامتها سوء كانت في مدينة متواجدة بالفعل كشرم الشيخ والغردقة، أو مدن حديثة كالعاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، مؤكدا أن سياحة المؤتمرات والمعارض لها مستقبل كبير في مصر.
مكافحة الفساد عالميا
وفيما يخص مكافحة الفساد، أوضح أن العالم بعد انتشار فيروس كورونا أصبح مهتم كثيرا بمكافحة الفساد، خاصة بعدما قامت بعض الدول بعدم توصيل المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها ومن ثم رفعت نسبة انتشار الوباء وتأثر العالم من هذا النوع من الفساد، ولم تكتفي تلك الدول بهذه فقط بل وصل الأمر إلى عدم توزيع اللقاحات، لذا فأن نجاح العالم في مواجهة كورونا يتوقف على وقف الفساد.
مكافحة الفساد في مصر
وأشار إلى أن فيما يخص الشأن الداخلي في مصر، فأن الدولة وجهت كل جهادها خلال السنوات الماضية في مكافحة الفساد، وقامت هيئة الرقابة الإدارية بتوجيهات العديد من الضربات لمكافحة الفساد خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن مكافحة الفساد والقضاء عليه يجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، خاصة وأن المستثمر كل ما يشغله هو حجم الفساد والبيروقراطية التي تتواجد في الدولة قبل البدء في تنفيذ أي استثمار أو مشروع.
التنمية تقضي على الفساد
وقال الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن التنمية الاقتصادية والوصول بمعدلات النمو إلى المستهدفات المطلوبة يقتضي الحد من انتشار الفساد فى مفاصل أي دولة، مؤكدا أن الفساد والبيروقراطية عدوان للنمو، ويدفعان فى اتجاه هروب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن مؤتمر مكافحة الفساد فى شرم الشيخ له ابعاد سياسية واجتماعية وثقافية عدة لعل أبرزها تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة مواجهة الممارسات الفاسدة، ليس في مصر فقط لكن فى كافة الدول، مؤكدا أن مكافحة الجريمة والفساد أصبح يحتل أولوية متقدمة على مائدة مصر لمواجهة أي بؤر إجرامية وفسادية.
وأكد أن يجب تكاتف الدول فى المجالات السياسية والتشريعية والرقابية والقضائية لمكافحة الفساد ونشر الوعى بخطورة انتشار هذه الظاهرة، والتي تتنامى بصورة ملحوظة فى بعض البلدان، مشيرا إلى أنه كي تصل الشعوب إلى التنمية المستدامة الحقيقة يتطلب تعزيز مواجهة انتشار الفساد فى كافة مناحى الحياة، فأن انتشار الرغبة في السرقة والفساد رغم الرقابة الشديدة، يؤدي إلى الحد من إنجازات الدول.