الجمعة 24 مايو 2024

زيارة بألف رسالة

مقالات15-12-2021 | 23:28

بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لجامعة كفرالشيخ.. وما تحمله من معان ورسائل مهمة.. على كل المسئولين فى مواقعهم المختلفة سواء الوزراء فى كافة المجالات والتخصصات.. وقادة الرأى والنُخَب، والإعلام أن يتحملوا مسئولياتهم تجاه شباب الجامعات لتنفيذ رؤية الرئيس الشاملة والثاقبة نحو بناء شخصية الطلاب علمياً وأكاديمياً وتأهيلياً وتوعوياً.. وصياغة فهم صحيح لديهم لكل قضايا الداخل والخارج.. والتحديات المحلية والدولية والإقليمية.. فالدولة المصرية لا تهدأ.. عمل متواصل فى كل المجالات والقطاعات على مدار الساعة.. ولعل زيارة الرئيس لجامعة كفرالشيخ خير مثال، وما جاء فيها من توجيهات نستطيع من خلالها بناء استراتيجية متكاملة لتحقيق التقدم والتنمية المستدامة.. والاستعداد لسوق العمل المحلى والخارجي.. واغتنام الفرص الثمينة التى يتيحها التطور التكنولوجى الهائل.. وأيضاً التركيز على بناء الوعى الذى يحمى ويصون الأوطان.

 

ما بين الاستعداد للمستقبل.. وبناء الوعى الحقيقى

جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لجامعة كفرالشيخ شديدة الأهمية فى هذا التوقيت، سواء فى كونها تُجسد أهمية التعليم الجامعى المتميز والمتطور، وأنه قاطرة التقدم التى تقود الأمم إلى المستقبل الأفضل، وكذلك ما تمثله من أهمية فى بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح للتحديات لدى الشباب بصفة عامة، وفى القلب منهم طلاب الجامعات المصرية.. وليس هذا فحسب، ولكن فى خلق أجيال شبابية قادرة على إشاعة الوعى الحقيقى والبنَّاء فى المجتمع المصري.. لتكون الجامعات المصرية ركيزة ودافعاً وطاقة للتقدم والتطور والتنمية المستدامة، وبيوتاً للخبرة ومراكز للتنوير وزيادة الوعى لدى الشباب الذى يُعد ثروة حقيقية للأوطان.

زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لجامعة كفرالشيخ وما تضمنه حواره المفتوح مع طلاب الجامعة من رسائل مهمة، وما أكد عليه من أهمية بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح للتحديات والمتغيرات الداخلية والخارجية، هى رسالة واضحة لكل مسئول من رؤساء الجامعات إلى الوزراء، إلى رموز الفكر والتنوير، إلى أهل العلم والتخصص بأهمية التفاعل والتواصل مع الجامعات وطلابها سواء للاستفادة من خبراتهم أو بناء الوعى الحقيقى لديهم.. فى ظل المتغيرات غير المسبوقة، ومحاولات الاستهداف الخارجى المعادى للعقول المصرية، خاصة الشباب فى ظل حروب ومحاولات الغزو الثقافي، والاحتلال العقلي، وفى ظل حروب الجيل الرابع وما تتضمنه من وسائل خبيثة وشيطانية لإسقاط الدول وتدميرها بواسطة أبنائها من خلال تزييف الوعى وترويج الشائعات والأكاذيب والتشكيك والتشويه.

سؤال لا أقصد منه التقليل من أحد، أو دور أحد: كم مرة زار الوزراء والمسئولون الجامعات المصرية والتقوا الطلاب وأجروا حواراً مفتوحاً معهم للرد على تساؤلاتهم.. وتصحيح المفاهيم ونشر الوعى الحقيقى لجهود الدولة أو حقيقة ما يثار فى الإعلام المعادى أو غيرها من القضايا التى تهم الشباب، ويهم الدولة أن يفهم الشباب أبعاد تحديات الداخل والخارج؟.. السؤال الثاني: إن كانت هناك زيارات للوزراء فى مختلف التخصصات للجامعات وعقد لقاءات مفتوحة مع طلابها.. فهل تتماشى أو تتوازى أو تتسق مع خطورة التحديات التى تشهدها مصر.. هل عدد هذه الزيارات يكفى لبناء وعى حقيقى لدى هذه الفئة الأكثر أهمية فى المجتمع المصري، وما تشهده الدولة من تحديات على الصعيدين الداخلى والخارجي، أو تتسق مع جهود ونجاحات وإنجازات الدولة واهتمامها بالشباب وإعدادهم وتدريبهم وتأهيلهم للمستقبل؟

فى اعتقادى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لجامعة كفرالشيخ وما تضمنته من محتوى ورسائل تؤكد أهمية التعليم العالى والجامعات لتكون مشاعل للتقدم، والتنمية المستدامة، وفرصة عظيمة فى التغلب على الإشكاليات التى تواجه الدولة المصرية فى مسيرتها نحو التقدم من خلال بناء كوادر وعقول مؤهلة لمواكبة التطور الهائل فى العالم، وسوق العمل المحلى والخارجي، ومع ذلك الهدف يأتى محور مهم أراه مسئولية الجميع، وهذا ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسى بنفسه، وينتظر منا مواصلة الطريق سواء من خلال المسئول عن ملف التعليم العالى وتطويره ومواكبته للأحداث، والقفز على مجالات تأخرنا فيها كثيراً، وأيضاً على الجميع من خلال مسئولين ونُخب وقادة للرأى والتنوير، الإسهام فى بناء وتشكيل وعى حقيقى وفهم صحيح، لما يجرى فى الداخل وما يجرى حولنا، وإحاطة الشباب من الطلاب بكل أبعاد التحديات والإنجازات والجهود التى تبذلها الدولة.

ربما أكون كتبت كثيراً عن أهمية صياغة رؤية أو استراتيجية على مدار العام الدراسى الجامعى للتفاعل مع طلاب الجامعات من خلال ندوات ولقاءات مفتوحة لتحقيق هدفين أساسيين هما: شباب أكثر وعياً، أو خلق جيل جديد من قادة للرأى من الشباب أنفسهم يشاركون فى نشر الوعى المجتمعي.

لقد جسَّدت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لجامعة كفرالشيخ، وتحديداً اللقاء المفتوح للرئيس مع الطلاب، جوهر الاستراتيجية، وأننا فى حاجة شديدة إلى أن تكون الجامعات المصرية مركزاً للوعى والتنوير، ومرتكزاً وقاعدة للانطلاق نحو التقدم والتنمية من خلال رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى للتعليم العالى وأهمية مواكبته للتطور الهائل فى العالم، وتلبية احتياجات سوق العمل المحلى والخارجي، والاستعداد والتأهيل للوظائف الجديدة التى تتطلب مهارات من نوع خاص يواكب تطور العصر.

الجامعات المصرية كنز عظيم، إذا أحسنا استغــلال قدراتها.. ويقينــــاً فــإن تنفـيذ رؤيــة الرئيس عبدالفتاح السيسى فيما يتعلق بالتعليم العالي، سيذهب بمصر إلى آفاق جديدة من التقدم والتنمية المستدامة.. ويحدث الفارق الكبير من خلال إعداد الكوادر المؤهلة التى تواكب التقدم المذهل فى العالم.. وتعمل على حل العديد من الإشكاليات والتحديات التى تواجه مصر، وهى ثروة حقيقية وقوة دفع نحو تحقيق الأهداف والتطلعات المصرية.

مَن يقرأ مضمون رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته وحواره المفتوح مع الطلاب يجد أن هناك رؤية عميقة وثاقبة تدفع بالتعليم العالى والبحث العلمى إلى قيادة عملية البناء والتقدم والتنمية المستدامة.. وهى كالتالي:

أولاً: رعاية النوابغ والمتفوقين من الطلاب ودعمهم لبناء جيل من الكوادر الشبابية المتميزة والقادرة على الإسهام المبتكر فى استكمال مسيرة التنمية المستدامة للدولة وترسيخ عامل المعرفة والابتكار والإبداع فى المجتمع.

ثانياً: الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه مفهوم ورؤية خاصة عن التعليم الجامعى أو التعليم العالى وأهمية تطويره إلى الحد الذى يواكب ما يشهده هذا المجال فى العالم، الذى يُعد عصب التنمية والتقدم، وحل الإشكاليات والتحديات.

ثالثاً: ربط منظومة البحث العلمى وما يتبعها من مراكز بحوث متخصصة مع قطاع التعليم العالي، وإتاحة جميع التسهيلات لإعداد البحوث والدراسات المبتكرة للمشاركة فى صياغة حلول علمية وواقعية للتحديات التى تواجه الدولة والمشروعات القومية التنموية فى جميع المجالات، وهذا يعكس رؤية الدولة وقيادتها السياسية فى أهمية ربط مراكز البحوث بالجامعات.. فى نفس الوقت شهدت الفترات الماضية زيادة ميزانية البحث العلمي.. وهذا الربط يرسخ مبدأ العمل بروح الفريق الواحد، والتكاملية فى العمل، بدلاً من حالة الضعف والإهمال، وضعف الميزانيات، والجُزر المنعزلة، التى شابت عمل البحث العلمى خلال العقود الماضية.

رابعاً: تطوير الأنشطة داخل الجامعات من أجل بناء شخصية الطلاب وتعزيز وتنمية الوعى الحقيقى والفهم الصحيح لديهم تجاه التحديات والفرص فى مصر باعتبارها قضية محورية تستوجب التوعية.. ومن هنا فإن بناء الوعى الحقيقى لدى الطلاب وهم من نُخَب الشباب الواعد، أمر مهم وحيوي، ويحتاج جهودًا كبيرة وخلاقة من الجامعات نفسها، ومن باقى مؤسسات الدولة.

خامساً: تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الفرص الحقيقية موجودة فى التعليم الفنى المرتبط بسوق العمل، وهو ما يعكس اهتمام الدولة بالتعليم الفنى كركيزة للتقدم والتنمية، وفرص العمل.. وأكد الرئيس أيضاً أهمية مواكبة التطور الهائل فى العالم، خاصة فى مجال الذكاء الاصطناعي، وأن المدن الجديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعى وسوف تفتح مجالاً كبيراً لتشغيل الخريجين فيها سواء فى الإنشاءات أو الصيانة، وهو ما يستوجب الاهتمام الكبير بهذا المجال فى جامعاتنا.

الرئيس عبدالفتاح السيسى أشار إلى نقطة مهمة للغاية وهى أن الدولة تحاول القفز على التأخير فى هذا المجال التعليمي، مؤكداً أن التعليم التكنولوجى والفنى سيفتح آفاقاً جديدة وكثيرة للشباب، لربطهم بسوق العمل الحديث داخل مصر وخارجها.

سادساً: القيادة السياسية تسعى إلى خريج جامعى متكامل.. وبناء شخصية تتوافر فيها كل الأبعاد سواء التعليمى والأكاديمي، والتأهيل والتدريب والوعي، ومواكبة التطور.. وأيضاً الأنشطة الفنية التى تثرى وتشكل الوجدان.. ولعل آخرها توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، بتخصيص يوم أسبوعياً للجامعات فى مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة لتقديم العروض الفنية لشباب الجامعات، وأن يكون هذا اليوم متاحاً لكل المصريين.

نحن أمام ثروة حقيقية فى الجامعات المصرية لابد من الاهتمام بإعدادها للمستقبل، وأيضاً ضرورة التواصل معها بالحوار المفتوح لبناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح.

كفرالشيخ ــ الإسكندرية إلى شرم الشيخ

من كفرالشيخ إلى الإسكندرية، إلى شرم الشيخ، تـوقفت أمـــام 3 أحــداث مهمــة..

الأول: زيــارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لجامعة كفرالشيخ، وما حملته من رسائل الإدراك والإيمان بأن الشباب هم عماد المستقبل وثروة الوطن، مما يستوجب بناء جيل علمى مواكب للتطور والتقدم الهائل، وأيضاً بناء وعى حقيقى لديهم.

الثانى: الاتجاه إلى الإسكندرية، وفى توقيت متزامن لنرى بُعداً آخر، هو محور اهتمام الدولة المصرية، حيث وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة التعبوى، «فتح ــ 4» الذى تجريه المنطقة الشمالية العسكرية، ويستمر عدة أيام فى قاعدة محمد نجيب العسكرية، وتأكيد وزير الدفاع أن مصر قادرة على مجابهة كافة التحديات التى تواجه الأمن القومى المصري.. وهذا واقع نراه على الأرض فى ظل ما تشهده قواتنا المسلحة الباسلة من كفاءة وجاهزية وإعداد قتالى عال، واحترافية فى أداء جميع المهام، وما تحظى به من تطوير وتحديث، وأحدث نظم القتال والتسليح فى العالم، ولتصبح قواتنا تمتلك القوة والقدرة على الردع والتأمين والحفاظ على أمننا القومى باقتدار، وحماية ثرواتنا ومقدراتنا وحقوقنا المشروعة.. وهى مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن مصرى شريف، يدرك قيمة الوطن القوى والقادر.

الثالث: من شرم الشيخ، حيث تتواصل أعمال اجتماعات المؤتمر التاسع للدول الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، لتجسد مكانة مصر لدى العالم، والثقة فى قدراتها، وأيضاً عقيدة الدولة المصرية وثوابتها فى مكافحة الفساد والوقاية منه ومنعه ونشر ثقافة النزاهة والشفافية.. فمصر الشريفة تخوض حرباً مقدسة ضد كل أشكال وأنواع الفساد.. وهو ما تقوم به هيئة الرقابة الإدارية من دور كبير واستثنائي، وعمل محترم يستند إلى العلم والأخذ بأحدث أساليبه، وما يشهده هذا المجال من تكنولوجيا وتدريب وتأهيل على أعلى مستوي.. وقد حقق هذا المؤتمر الدولى والأممى الكبير فى دورته التاسعة بمصر نجاحاً كبيراً، وجسَّد قدرة مصر على التنظيم ومواكبة الدول المتقدمة فى هذا المجال.

ما بين إعداد المستقبل وتأهيله، وتوعيته ومواكبته للتطور الهائل، استعداداً لكل جديد فى سوق العمل.. وترسيخاً للاهتمام بالتعليم العالى والبحث العلمى وكونه ثروة حقيقية للوطن فى مواجهة المشاكل والتحديات، ووضع الحلول لها.. وبين الاطمئنان على قوة وقدرة مصر على حماية أمنها القومى بكل أبعاده، تمت المواجهة المصرية الحاسمة والحازمة لمواجهة ومكافحة كل أنواع الفساد.

باختصار الدولة المصرية تعمل على كافة المحاور والمجالات والقطاعات.. ما بين البناء والحماية.. والتقدم والتنمية.. وامتلاك القوة والقدرة.. وأيضاً هى دولة تتحلى بأعلى درجات اليقظة وسرعة الفعل، والتحرك على فضح وكشف الأكاذيب ومحاولات تشويه مؤسسات الدولة.. وقد تجسد ذلك مؤخراً فى الضربة القاصمة التى وجهها الأمن الوطنى «للتسريب المفبرك» والمصطنع والمختلق بواسطة مجموعة من النصابين المحترفين.. مع الإخوانى العميل عبداللَّه غير الشريف.. وتعرية كامل تفاصيل الوجه القبيح للتنظيم الإرهابي.

 

تحيا مصر