الإثنين 13 مايو 2024

شويكار تمر بأزمة صحية .. نقابة المهن التمثيلية فى حاجة لبنود إنسانية

18-6-2017 | 09:50

كتبت : رشا صموئيل - عدسة : عمرو فارس

منذ أيام تحدثت إلى الفنانة القديرة شويكار هاتفيا للاطمئنان على صحتها وجدت نبرات صوتها تغيب عنها السعادة والحيوية التى كنت أشعر بها من قبل ،نبرات يخيم عليها الحزن والقلق ومزيج من الآلام الجسدية وربما النفسية وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث وتشكو لى من فشل العملية التى قامت بإجرائها من حوالى عام إثر سقطة كبيرة على سلم عقارها بالمهندسين أدت إلى كسر مضاعف فى الفخذ اليسرى نقلت على إثرها إلى المستشفى لإجراء عملية كبيرة لتركيب شرائح ومسامير وبعد العملية بفترة نصحها الأطباء بعمل جلسات علاج طبيعى وبالفعل قد حدث ولكن مع الوقت حدث ما لا تحمد عقباه وهو أن العلاج الطبيعى أدى إلى نتيجة عكسية تماما فقد قام بتحريك الشرائح والمسامير من أماكنها مما أفسد العملية وأدخل الفنانة شويكار فى دهاليز من الحيرة والمخاوف والذى زاد من تلك الحالة رفض الطبيب الذى قام بإجراء العملية التدخل حيث قال لها بالنص (لاأستطيع عمل شئ لك) ولكنها لم تستسلم لهذه النتيجة المؤسفة التى سببت لها ألاماً مبرحة فى الساق مما يجعلها تتناول طوال الوقت عقاقير مسكنة لكى تستطيع التحرك وأحيانا تمتنع عنها خوفا من تأثيرها السلبى على الكلى ، وعندما أيقنت من إجماع الأطباء أنه لايوجد علاج لها بمصر بدأت تخطو خطوات جادة تجاه الخارج حيث أرسلت الإشعات والتقارير الطبية إلى أمريكا وألمانيا على أمل أن تجد نهاية للآلام المبرحة التى لاتفارقها ساعة واحدة ولا أخفى رغم حالة الضيق الشديد التى انتابتنى خلال المكالمة إلا أن حديثها كان لايخلو من الحمد والشكر لله مابين الجملة والأخرى مؤمنة بالقضاء والقدر.. هى حقا فنانة جميلة رقيقة المشاعر ولكن الحوار حول حالتها الصحية أثار فضولى لأطرح عليها عدة تساؤلات مثل من من الفنانين دائم السؤال عليها ؟ وهل النقابة لها دور معها أم لا ؟مما جعل الفنانة شويكار تعود لتستطرد حديثها بكل حب وامتنان قائلة الجميلة ميرفت أمين دائما تسأل وتأتى لزيارتى بصفة مستمرة هى حقا (بنت ناس ومتربية وتعرف الأصول) وبالطبع أحب جميع الفنانين ولكن لاأفضل الزيارات فى الوقت الحالى لأنه تعز على نفسى أن أتألم أمام الناس (أفضل أن أتوجع مع شويكار فقط) وعندما جاءت لتتحدث عن النقابة لم تتكلم بالإيجاب أو السلب أو تشكو ثم أخذ الحديث مساراً آخر ولكن بالطبع من الواضح غياب النقابة عن الاهتمام بها وبحالتها حالها حال العظماء من الفنانين مما يجعلنى أوجه تساؤلاً للدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية لماذا تتعامل النقابة مع فنانى الزمن الجميل كأنهم خيل حكومة ،أين أنت من أزمات العمالقة ؟ وبالطبع لاأنكر المجهودات التى تحاول القيام بها ولكن من وجهة نظرى المتواضعة إنك تملك طاقة إنسانية أكبر بكثير مما تظهرها من الممكن توظيفها بشكل أعمق وأكبر لتشمل جميع احتياجات الفنانين ،وعند مراجعتى للوائح نقابة المهن التمثيلية وجدت بنداً مهماً يتحدث فى السياق المقصود وهو (على النقابة رعاية مصالح أعضائها وتقديم الخدمات الاقتصادية والثقافية والمساعدات عند الحاجة وتنظيم معاش الشيخوخة والعجز والتأمين الصحى) بالطبع هذا كلام رائع ولكن إلى متى نسن اللوائح والقوانين دون تفعيلها على أرض الواقع ، حان الوقت لكى ترتدى النقابة ثوب الإنسانية وتخصص لمن أمتعونا وأسعدونا بفنهم معاشاً كبيراً يكون سنداً لهم ويضمن لهم حياة كريمة فى ظل الغلاء الذى نعيشه،أيضا من الواجب على النقابة أن تقف بجانب الفنانين فى أزمتهم الصحية سواء ماديا أو معنويا ، وأين الدولة من تكريم الرموز الفنية ؟ ،ولم أقصد هنا الجوائز والدروع التى ملأت خزائنهم ولكن أهم من ذلك بكثير توفير الرعاية الصحية والمعنوية الآمنة التى هم فى أمس الأحتياج إليها ،أيضا أين أنتم إيها الفنانون والمخرجون من شويكار الإنسانة ،أين أنتم يامن كنتم تلتفون حولها تخطبون ودها لكى تقف بجانبكم وتشارككم أفلامكم بنجوميتها لكى تمنحها بريقا وثقلا ببراعتها فى الأداء الجاد الفريد المطعم بخفة الظل الربانية ،الحقيقة عندما أتحدث عن العظيمة شويكار فأتحدث عن فنانة قديرة منحت للفن كل ما تملك من طاقة وموهبة مقابل أجور لا تقارن بأجور فنانى هذا الزمن وعندما سبق لى الشرف وأجريت معها حواراً سألتها عن شعورها تجاه الطفرة الكبيرة فى الأجور مابين جيلها والجيل الحالى أجابتنى بتواضعها الذى أخجلنى بأن الفنانين الشباب يبذلون مجهوداً ضخماً لكى يمتعونا وبالتالى يتقاضون الأجور التى يستحقونها، هذه هى شويكار الإنسانة التى لم تأت نجوميتها من فراغ لتتربع على عرش السينما والمسرح والإذاعة لسنوات كثيرة ،جاء الوقت لنرد لها ولو قدراً بسيطاً مما قدمته لنا ،للأسف شويكار نموذج من نماذج حالات الاهمال المتكررة أمثال ماجدة الصباحى ونادية لطفى وليلى طاهر هذا غير من رحلوا عن حياتنا ولم ينالوا قسطاً من الاهتمام الكافى بقدر ما منحوا للفن حياتهم مقابل مكاسب مادية زهيدة لا تتناسب ونجوميتهم أمثال زبيدة ثروت وسعاد حسنى ولذلك على النقيب أشرف زكى الانتباه والعمل بجهد أكبر للنهوض بالنقابة وتقديم خدمات للفنانين بشكل أعمق ،خدمات تقوم على الإنسانية أكثر منها لوائح وقوانين.

    Dr.Radwa
    Egypt Air