السبت 23 نوفمبر 2024

الروائي محمد جمعة: الثقافة عنصر أساسى فى حماية الأمن القومي

  • 18-6-2017 | 16:33

طباعة

قال الروائي الدكتور محمد جمعة: إن الثقافة تلعب دورا محوريا في تنمية وعي الجماهير بالمخاطر التي تحيط بهم، لحمايتهم من الفكر الظلامي المتطرف، الذي يحرق الأخضر واليابس، ودعا جمعة فى حواره الخاص مع “ الهلال اليوم “ إلى توحيد الجهود في جميع المؤسسات الرسمية والشعبية وحشدها تجاه محاربة الإرهاب، وفي المقدمة أصحاب الرأي من المفكرين والمثقفين والفنانين.

وإلى تفاصيل الحوار..

 

فى البداية كيف ترى دور الثقافة فى حماية المجتمع من الإرهاب الفكري ؟

تلعب الثقافة فى الوقت الراهن دورا حيويا للغاية فى المجتمع وتعمل على كشف حقائق ومخاطر الفكر المتطرف الضال الذي يحرق الأخضر واليابس ويعود بالمجتمعات المتحضرة إلى عصور الظلام ويكشف عن الوجه السيئ في مصادرة الأفكار والإبداع والرأي الآخر، ومن هنا تأتي أهمية مواجهة هذه الظاهرة وتوحيد الجهود في جميع المؤسسات الرسمية والشعبية وحشدها تجاه محاربة التطرف والإرهاب وفي المقدمة أصحاب الرأي من المفكرين والمثقفين والفنانين .

 

وكيف يتم ذلك؟

يأتى ذلك عبر توحيد جهود المؤسسات الثقافية، وجهود المثقفين كأفراد للعمل على إنتاج خطاب ثقافي واع يسعى لمواجهة التطرف والإرهاب وتعرية هذه الظاهرة الخطيرة وكشف مرجعياتها وأبعادها الخطيرة على المجتمع، وبالتالي تأتي أهمية خلق وعي متكامل في جميع النواحي من كتابات للمثقفين ومن إنتاج أعمال مسرحية وسينمائية تعري الإرهاب وتبين مدى خطورته في هدم العلاقات بيننا وبين المجتمعات الأخرى وخطورته في ترويع الآمنين ونشر الرعب بين أوساط المجتمع.

 

كيف ترى مفهوم المثقف والإنسان العادي من وجهة نظرك؟

لا فرق بين الإنسان العادي، ومن يطلق عليه مثقف ولا يختلف من يسمون مثقفين عن أي شخص آخر في قدرتهم على تحمل النقاش والجدل، فهم ليسوا بالضرورة يملكون ثقافة الحوار، التي هي فن وسلوك، وتدل على الوعي الذي يغيب عن البعض .

وهذا يضعنا أمام سؤال عن ماهية الثقافة، وهل ما يملكه هؤلاء ثقافة أم مجرد توصيف لا معنى له نحتاج أن نبحث عن المثقف الحقيقي لنحاكمه على سلوكه في الحوار، أما الكثيرون الذين امتلأت بهم ساحات  مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص “تويتر” و”فيس بوك” فلا يحملون من الثقافة سوى اسمها.

 

هل تطلعنا على تعريفك للثقافة؟

الثقافة تعني تقبل الاختلاف، وعدم تجريح الآخرين والتعامل معهم بفوقية، فليس المثقف وحده من يملك الحقيقة، فكل يملك حقيقته، وكل له زاويته في النظر للأمور.

 

 

كيف ترى دور منصات التواصل الاجتماعى فى العملية الثقافية ؟

عملية الإبداع عبر وسائل التواصل الإجتماعي تبدو أيسر واكثر مباشرة، فعبرها يمكن للفنان أن يبث عمله، وكذا الحال عند المثقف والمفكر حين ينشر نتاجه، ويعرض له كي يصل إلى مساحة كبيرة من المتلقين، وشكلت صفحات التواصل الاجتماعي أهمية بالغة في تقديم المبدع إلى متلقيه وتسهم في رصد تحولاته وانعطافاته الإبداعية، فضلا عن إبراز أنشطته وإسهاماته الثقافية، لاسيما للمبدعين في المحافظات.

 

هناك جوانب إيجابية وسلبية فى تلك الوسائل؟

الجانب الإيجابي يتلخص بسهولة وضع الرأي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وهذا له أثر لا شك فيه في الشهرة، بشرط الالتزام بأخلاقيات العالم المتبصر، ولا بد من احترام أصول الحوار مع قدرة في الإيصال، وإلا فصفحات التواصل تأخذه لخانة الاستهلاك وعدم الجدوى لأنها صناعة سريعة لكنها سرعان ما تكشف الألوان البراقة الخادعة وبالتالي أما الزبد فيذهب جفاء وما ينفع الناس فيظل باقيا.

 

هل نحن بحاجة لمزيد من قوانين التى تحمي حقوق الملكية الفكرية ؟

أعتقد أننا بحاجة لتطوير التشريعات والقوانين الخاصة بحماية الملكية الفكرية فى الوطن العربي والعالم نظرا للأهمية البالغة للملكية الفكرية فى دعم تطوير صناعة النشر والإبداع ، ولكن هناك حاجة ماسة لمراجعة ثقافة المجتمع والسلوكيات الخاطئة التي يمارسها لأنها أسهمت بشكل كبير في انتشار القرصنة، وإن لم تكن هناك ثقافة مجتمعية تدعم هذه القوانين فلن تحل القضية، ولابد من تكثيف الجهود الرسمية وجهود مؤسسات المجتمع المدني لتعزيز الوعي وتصحيح ثقافة المجتمع وتوضيح أن القرصنة هي سرقة كغيرها من السرقات.

 

هل الثقافة قادرة على أن تكون أحد مصادر الدخل القومي؟

بالـتأكيد تعد ثروة قومية مهمة جدا ونضرب مثلا بالسياحة الثقافية والأثرية وهى أهم وأقدم أنواع السياحة فى مصر إذ إن مصر بها العديد من الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والمتاحف، وقد نشأت السياحة الثقافية منذ اكتشاف الآثار المصرية القديمة وفك رموز الحروف الهيروغليفية، وحتى الآن لا تنقطع بعثات الآثار والرحالة السائحين ومؤلفي الكتب السياحية عن مصر وقد صدرت مئات الكتب بلغات مختلفة، وكانت وسيلة لجذب السياح من كل أنحاء العالم لمشاهدة مصر وآثارها وحضاراتها القديمة من خلال متاحفها القومية والفنية والأثرية.

 

كيف نطور الحركة الثقافية المصرية من وجهة نظرك ؟

التركيز على تنمية وتطوير الإنسان وإتاحة المجال الإبداعي لمن يمتلك الموهبة الحقيقية فضلا عن تطوير السوق بأنشطة مثل إقامة أسواق للفنون فى محافظات مصر، بالإضافة على الاهتمام بفنون الشارع باعتبارها قادرة على التأثير السريع  والتوسع فى إقامة مهرجانات لكل الفنون بكل ربوع مصر خاصة مع المجتمع المدني.

    الاكثر قراءة