الأحد 5 مايو 2024

في ذكرى ميلادها الـ 135.. نبوية موسى رائدة العمل الوطني وتحرير المرأة

نبوية موسى

ثقافة17-12-2021 | 17:33

أبانوب أنور

في مثل هذا اليوم 17 ديسمبر من عام 1886، ولدت أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية، هي كاتبة ومفكرة وأديبة مصرية، وهي إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعي، خلال النصف الأول من القرن العشرين، وأول ناظرة مصرية، وتعتبر من رائدات العمل الوطني وتحرير المرأة والحركات النسائية المصرية القرن الماضي، نتحدث اليوم عن الكاتبة والمفكرة المصرية نبوية موسى.

ولدت نبوية موسى محمد بدوية بقرية كفر الحكما بندر الزقازيق بمحافظة الشرقية، كان والدها ضابطًا بالجيش المصري، يمتلك منزلًا ريفيًا كبيرًا في بلدته بمديرية القليوبية بالإضافة إلى بضعة فدادين يؤجرها حين يعود لمقر عمله، وعاشت نبوية مع والدتها وشقيقها محمد موسى، الذي يكبرها بعشر سنوات، في القاهرة؛ لوجود أخيها بالمدرسة، واعتمدت الأسرة على معاش الأب وما تركه من أطيان، وساعدها شقيقها على تعلم القراءة والكتابة في المنزل، فتعلمت نبوية مبادئ القراءة والكتابة، وعلمت نفسها مبادئ الحساب، وعلمها أخوها اللغة الإنجليزية، ولما بلغت نبوية الثالثة عشرة من عمرها تطلعت لاستكمال تعليمها، غير أنها لم تجد أي مساندة من عائلتها عند اتخاذها هذا القرار.

التحقت نبوية بالمدرسة السنية للبنات على الرغم من عدم قبول أسرتها لذلك، فذهبت خُلسة إلى المدرسة، متخفية في ملابس خادمة ثم تقمصت دور أم تسأل عن تعليم ابنتها فقالوا لها أنه يجب تقديم طلب موقع بختم ولي الأمر فسرقت ختم والدتها، وكما تقول في كتابها «تاريخي بقلمي» لتقدم هي لنفسها بدلاً من ولية أمرها، وباعت سوارًا من الذهب حتى تحمل المدرسة على قبول طلبها الذي جعلته بمصروفات، فحصلت على دبلوم المعلمات عام 1908، بعد أن قضت سنتين تحت التمرين في التدريس وثبتت في وظيفتها كمعلمة، وفي هذه الفترة بدأت تكتب المقالات الصحفية وتنشرها في بعض الصحف، مثل «مصر الفتاة» و«الجريدة»، وطالبت نبوية موسى بتوحيد مناهج التعليم لكل من البنين والبنات، لأن المرأة كالرجل عقلًا وذكاءً، فما يصح في تنمية عقله يصح أن ينمي عقل المرأة، ويرى إدراكها عند غرس المعارف العمومية وتربية إدراك الأطفال، ولا بأس بعد ذلك أن يستعد كل منهم لعمله الخاص، واهتمت نبوية اهتمامًا خاصًا برياض الأطفال، ودعت إلى الاهتمام بأدب الأطفال، فالمطالعة لها تأثيرها الحسن في الأخلاق والمعارف، ولهذا كان أفضل المدارس ما اجتهد معلموها في تنمية حب المطالعة والبحث في نفوس الأطفال، ليستفيدوا إذا كبروا ما يغرس في نفوس التلاميذ في حب المطالعة والكتب والولوع بالبحث والكشف عن الحقيقة.

انضمت لمظاهرة النساء غي 1919 بجانب صفية زغلول وهدي شعراوي، افتتحت مدرسة، وأطلقت عليها اسم مدرسة بنات الأشراف الابتدائية الثانوية بالإسكندرية، ثم بالقاهرة، وقد أوقفت مبنى مدرسة بنات الأشراف في الإسكندرية وقفًا خيريًا لوزارة المعارف 1946، وأصدرت في الإسكندرية مجلة باسم «ترقية الفتاة» في يونيو 1923، ثم أنشأت مطبعة ومجلة نسائية باسم «الفتاة» في أكتوبر 1937، وتوقفت عن الصدور عام 1943، وكانت من قبل ومن بعد تنشر مقالاتها في الصحف مثل «المؤيد»، وجريدة «مصر الفتاة»، مثّلت مصر مع هدى شعراوي وسيزا نبراوي في المؤتمر النسائي الدولي بروما 1920، وأثار ذلك خصومها فتم نقلها إلى القاهرة بوظيفة كبيرة مفتشات، أطلق اسمها على إحدى المدارس الثانوية التجريبية للبنات في مدينة الإسكندرية، وشاركت موسى في تأسيس الاتحاد النسائي المصري، وحصلت على الشهادة العليا من مدرسة الحقوق.

ألفت نبوية العديد من الكتب منها كتاب مدرسي بعنوان: «ثمرة الحياة في تعليم الفتاة»، و«المرأة والعمل»، القاهرة 1939، و«تاريخي بقلمي»، منشورات المرأة والذاكرة، وكتبت العديد من المقالات التي تناولت قضايا تعليمية واجتماعية وأدبية، نشرتها صحف عصرها، وتوفيت نبوية موسى في 30 إبريل 1951 تاركة سجلا حافلا بالذكريات واستحقت عن جدارة لقب رائدة تعليم الفتيات المصريات.