قال الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث المشرف العام على قطاع المستشفيات، إن المؤتمر الدولي الثالث للتنمية المستدامة الذي تعقده جامعة الأزهر اليوم بعنوان " تغير المناخ .. التحديات والمواجهة " يبرهن على جدية الدولة المصرية للتعامل مع أزمة المناخ، وما توليه القيادة السياسية من أهمية بالغة لهذه القضية، وفي ضوء رؤية مصر 2030 لمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر الطبيعية، فإن المؤتمر سيناقش قضايا التغير المناخي على مختلف أنواعها وتأثيراتها على مناحي الحياة الإنسانية على كوكب الأرض، وكيفية التقليل من آثارها في مختلف القطاعات والنشاطات الإنسانية.
جاء ذلك في كلمة صديق بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي الثالث لجامعة الأزهر "تغير المُناخ.. التحديات والمواجهة" الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ومشاركة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والدكتور على جمعة رئيس اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس النواب والدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ.
وأضاف أن كوكب الأرض يشهد تأثيرات مفزعة بسبب التغيرات المناخية، مبينًا أن تغير المناخ أصبح أزمة تضرب كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالإنسان والحيوان والنبات والمياه والجماد، ويمتد أثرها إلى الاقتصاد، والمؤسسات الصحية، والتخطيط، مؤكدًا أن آثار هذه الأزمة أصبحت واضحة وجرس إنذار يدق ناقوس الخطر كل يوم.
وبيّن نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا أن العالم يسعى لإيجاد حلول للحد من الآثار المدمرة لتغير المناخ، مؤكدا أن الحفاظ على البيئة والحد من أزمة تغير المناخ في الأساس قضية بقاء، والاستهانة بها يهدد بتفاقم معدلات الفقر ويضرب النمو الاقتصادي، وفي الوقت ذاته، فإن كيفية نمو البلدان المختلفة وما تضخه من استثمارات لتلبية احتياجات مواطنيها من الطاقة والغذاء والمياه يمكن أن يكون سببا في تفاقم أزمة تغير المناخ وزيادة المخاطر المحتملة منها، أو يكون سببا في احتواء هذه الأزمة وإيجاد حلول ناجعة بشأنها.
واختتم صديق كلمته بأن هناك وسائل وأساليب يجب اتباعها للحفاظ على البيئة والحد من تفاقم أزمة تغير المناخ كتسعير الكربون، واستخدام الطاقة المتجددة، والتشجير، موضحًا أن جامعة الأزهر لديها نموذج تطبيقي في هذا المجال، حيث قامت من خلال معمل الأزهر لأبحاث الخلايا الشمسية بتطوير الخلايا الشمسية العضوية الواعدة واستخدامها لإنتاج طاقة نظيفة صديقة للبيئة، كما شجعت الجامعة طلابها على القيام بمبادرات ومشروعات ريادية لخدمة البيئة وحمايتها وتعزيز قدرتها على تنمية استدامة مواردها، ما أثمر حصول فريق (إيناكتس) وهم طلاب بجامعة الأزهر في عام 2020 على المركز الأول عالميا في كأس العالم لريادة الأعمال.