قال رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد المحرصاوي، إن قضية المناخ قضية قديمة حديثة متجددة، وتعد من أكثر القضايا التي يشهدها الكوكب تعقيدًا، ورغم ذلك لا تشغل أذهان كثير من العامة الذين يظنون أن المناخ لا يتأثر بأفعال البشر، مؤكدا أن التضامن الإنساني العالمي هو الحل الأمثل للتعامل مع الأزمة الراهنة.
جاء ذلك في كلمة المحرصاوي بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي الثالث لجامعة الأزهر: "تغير المُناخ.. التحديات والمواجهة" الذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومشاركة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور على جمعة رئيس اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس النواب، والدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن هذا المؤتمر يأتي في وقت بالغ الأهمية والخطورة، في ظل ظروف صحية لم يسلم منها قُطر في أرجاء كوكب الأرض، حيث ضرب وباء "كورونا" المستجِد بتحوراته وأطواره المختلفة كل دول العالم، فأصاب وقتل الملايين، وأرعب كل سكان هذا العالم.
وأكد أن الشعوب الفقيرة ما زالت تدفع فاتورة باهظة، ثمنًا لرفاهية الدول الصناعية الكبرى، واستغلالها للبيئة وتسببها في التلوث وارتفاع درجة حرارة الكوكب، موضحًا أن الشعوب النامية أصبحت لا تطيق فقرًا على فقر، ولا وباءً فوق مرض، ولا انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فوق أراضٍ أريد لها أن تبقى قابعة في صفوف العالم الثالث.
ووجه المحرصاوي نداءً إنسانيًا لجميع المختصين من العلماء وقادة الأديان وقادة المجتمعات وكل ضمير حي بضرورة وضع مستقبل الأجيال القادمة نصب أعينهم والتفكير في شكل العالم، من خلال اضطلاع كل طرف بمسؤولياته، والالتزام بمبدأ المسؤولية المشتركة، الذي أقرته الأديان والمواثيق الدولية.
ودعا لتشكيل لجنة علمية متخصصة تقوم على صياغة منهج تربوي تعليمي عن مخاطر التغييرات المناخية والبيئية وكيفية مواجهتها والحد منها، بأسلوب مبسط، يناسب الطلاب في كافة المراحل التعليمية المختلفة ويتم تعميمها على الأنظمة التعليمية، مؤكدًا أن الأزهر على أتم الاستعداد للمشاركة في كافة مراحل هذا المشروع الإنساني المهم، وتعميم هذا المنهج حال خروجه إلى النور وتضمينه في المقررات الدراسية التي تدرس لأبنائنا داخل جامعة الأزهر في مختلف الكليات والمراحل التعليمية.
وتعقد جلسات المؤتمر وفعالياته على مدى ثلاثة أيام (السبت، الأحد، الاثنين)، من 18 إلى 20 ديسمبر 2021م، بقاعة المنارة بالتجمع الخامس؛ انطلاقًا من سعى الأزهر الشريف لعقد عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل تمهيدًا وتحضيرًا ودعمًا لمؤتمر الأمم المتحدة COP27 الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022م.