السبت 4 مايو 2024

عشاق المسرح التجريبي

مقالات18-12-2021 | 13:15

عاد المهرجان الأقرب لقلبى، والذى بدأ عام 1988 مع تخرجى في أكاديمية الفنون ورأسه أستاذنا القدير سعد أردش تقديراً لمسيرته المؤثرة فى مسرحنا العربى كله، ثم القائد د. فوزى فهمى لمدة ناهزت العشرين عاما، قاد فيها فريقا من الأساتذة والطلاب يتجدد ويتطور مع الزمن.

أضحت صورة المسرح التى اعتدنا عليها منصة ونصاً وأداء صوتياً فخيماً، وثلاثة فصول، لكننا مع مهرجان شاهدنا مسارح من العالم تسير فى اتجاهات متعددة لا اتجاه واحد، وكل عرض مسرحى هو تجربة مستقلة فريدة لا تشبه إلا نفسها، كل عرض يحمل فكره ولغته البصرية والجمالية، وكان التجريب المسرحى مدخلا ولاشك لتطوير المسرح المصرى والعربى بلا مبالغة، فقد انعكس التأثير حثيثا ثم قويا على المنتج المسرحى فى بلادنا، ونستطيع اليوم بعد ربع قرن من المهرجان أن نؤكد هذا، بعد عودة المهرجان بعد ثورة مصر على الجمود الذى خطط أن تدخل مصر كلها فيه، لكن الإرادة الشعبية الواعية رفضت ذلك بقوة وعزم حسدنا عليها القاصى والدانى فى العالم المعاصر، من قاد هذا كان الشباب والشابات الذين لم يخشوا المغامرة ولم ينقصهم العزم لتحويل الأفكار المثالية التى قبعت فى ذهن جيلى وكانت تتحول على استحياء لممارسة حياتية تطلب التغيير فى الإدارة والتعليم والعيش البسيط بدون اتباع التقاليد التى كانت ومازالت تكبل الفكر المتجدد حتى فى أبسط الأمور.

أليس هذا انعكاسا لتجدد فى الفكر والتفكير كان محصلة لمراجعة الثوابت، وساعد على ذلك بلاشك تطور وسائل ما يطلق عليها "وسائل التواصل الاجتماعى" فشاهدنا العالم وهو شاهدنا.

سيظل التجريب منشطاً للفكر المتجدد فى كل مجال، ففى المجالات العلمية تطلق كلمة التجربة على بحث جديد يبغى الوصول إلى أبعد مما هو كائن، وذلك ما نبغيه نحن من الفن فى كل مجالاته ومنها المسرح كفن حى يتكامل وجوده بين الناس لأنه فن الحضور بين الحضور.

عشاق الفكر الحر والتجريب المسرح تقدموا لتطوير بلادكم ومجتمعاتكم فى مصر مهد الحضارة المتجددة على مر الزمان.