تعد صحراء «مين»، - البالغ مساحتها 40 فدانًا بالقرب من مدينة فريبورت-، شذوذًا جيولوجيًا من عجائب الطبيعة، وتحذيرًا مما يمكن أن يخلقه الاستخدام غير المسؤول للأرض.
وحسب ما ذكر موقع «أوديتي سنترال» الأمريكي، فإن «الظاهرة الطبيعية الأكثر شهرة في ولاية ماين»، هي في الواقع نتيجة الإدارة السيئة للأراضي على مدى عدة أجيال، فعلى الرغم من أنها ليست صحراء -من الناحية الفنية في حد ذاتها-، حيث تحصل ولاية مين على وفرة من مياه الأمطار تؤهلها لازدهار النباتات فيها، إلا أنها تكسوها الكثبان الرملية.
تعود قصة صحراء مين إلى عام 1797، عندما اشترى المستوطن «ويليام تاتل»، قطعة أرض مساحتها 300 فدان بجوار بلدة فريبورت، واستخدم الأرض الخصبة لبناء مزرعة إنتاج لعائلته، وبدأ في تربية الماشية، ثم قام أحفاد تاتل بتنويع أعمال العائلة وجلب الأغنام وبيع صوفهم لمصانع النسيج.
لم تقم «عائلة تاتل»، بتدوير محاصيلها بشكل صحيح، مما أدى إلى استنزاف التربة من مغذياتها، وقامت الماشية والأغنام الراعية بقطع جذور النباتات التي تمسك الطبقة العليا من التربة معًا.
مع تدهور الأمور بشكل تدريجي، لاحظ «التاتلز»، ذات يوم، بقعة صغيرة من الرمال بحجم طبق العشاء على أرضهم، لم يعلموا أن هذه كانت بداية نهاية منزلهم.
على الرغم من محاولة الأرض مكافحة توسع تلك الرقعة الصغيرة من الرمال، إلا أنها استمرت في النمو وسرعان ما ابتلعت المراعي وجميع الهياكل التي بنوها.
في النهاية، لم يكن لديهم خيار سوى التخلي عن منزل العائلة، والبحث عن ثروتهم في مكان آخر.
كان استسلام عائلة «تاتل»، مجرد بداية لصحراء مين، في عام 1919، اشترى رجل يدعى «هنري جولدروب»، المزرعة بمبلغ 300 دولار، وفي غضون سنوات قليلة، فتحها للجمهور كمنطقة جذب سياحي فريدة.
وفقًا لرحلة الثقافة، ثبت أن جميع محاولات القتال ضد الصحراء غير مجدية، ومبنى الربيع الذي بني هناك في عام 1935، أصبح يقع الآن تحت ثمانية أقدام «2.4 متر» من الرمال، في حين تمكنت بعض أشجار الصنوبر من التكيف مع المنطقة ولكن لم تظهر سوى قممها، حيث دفنت جذوعها تحت 50 قدمًا «15.2 مترًا» من الرمال والطمي.
تعد صحراء مين واحدة من مناطق الجذب السياحي الرئيسية في ولاية ماين، ولكنها أيضًا تحذير صارخ لما يمكن أن يحدث إذا تمت إدارة الأرض بشكل سيء، حيث يعتبر الرعي الجائر وضعف تناوب المحاصيل، إلى جانب تغير المناخ، من القضايا الخطيرة التي تهدد بتسريع تصحر المناطق الخصبة.