يعد مرض السكري من أكثر الأمراض انتشارا على مستوى العالم، ويعرف باسم "القاتل الصامت" نظرا لخطورته ومضاعفاته الخطيرة على الأعضاء الداخلية للجسم والتي تؤدي إلى أضرار خطيرة بصحة المصابين به منها الكلى والعين والأوعية الدموية وخلافه، وهو مرض مزمن لم يتم التوصل إلى علاج له.
وخلال الأيام القليلة الماضية جاءت تجربة جديدة أعادت للمرضى الأمل في الشفاء من هذا المرض المزمن، وهي العلاج بالخلايا الجذعية لمرض السكري من النوع الأول، بعد شفاء براين شيلتون 64 عاماً كأول حالة في العالم للشفاء من مرض السكر من النوع الأول، وهي دراسة مستمرة وستستغرق خمس سنوات، وتشمل 17 شخصا يعانون من حالات شديدة من مرض السكري النوع الأول.
ووفقا للتجربة، كان شيلتون هو المريض الأول في 29 يونيو، الذي حصل على حقنة من الخلايا، نمت من الخلايا الجذعية ولكن مثل خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين وبات جسده يتحكم تلقائيا في مستويات الأنسولين والسكر في الدم، وتتواصل الدراسات، فهل يكون هذا العلاج هو الحل النهائي لمعاناة المرضى، هذا ما أوضحه الدكتور محمد هشام الحفناوي، أستاذ السكر والغدد الصماء والعميد الأسبق للمعهد القومي للسكر.
دراسات أمان لازمة
وقال الحفناوي إن العلاج بالخلايا الجذعية لمرض السكر يقوم على فكرة استخدام الخلايا الجذعية كخلايا أولية يتم تحويلها في المعمل إلى خلايا بيتا لإفراز الإنسلوين بدلا من الخلايا التي تم تدميرها في السكر من النوع الأول، وهو ما نجح العلماء به.
وأوضح الحفناوي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن حقنها داخل الجسم يتطلب إجراء دراسات أمان، حول مدى استمرار تلك الخلايا في إفراز الأنسولين أو مدى تحورها لخلايا أخرى وهل سيقبلها الجسم أم لا، وهو ما يأخذ إجراءات طويلة في البحث للتأكد من سلامتها وأمانها قبل اتخاذ قرارا بحقنها داخل جسم الإنسان.
وأضاف أن دراسات الأمان تأخذ سنوات طويلة، وما نجح العلماء به حتى الآن هو تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا بيتا تفزر الأنسولين وحقنها في الجسم، وهناك أبحاثا لحقنها في أماكن مختلفة من الجسم لكي لا يرفضها، موضحا أن ما تم التوصل إليه ليس علاجا ولكن أبحاثا يتم إجرائها بشأن علاج السكر بالخلايا الجذعية ولم يتم الانتهاء من مراحلها النهائية بعد.
وأكد أن مريض السكر من النوع الأول يمكن أن يعيش حتى عمر مائة عام بدون أي مضاعفات إذا حافظ على السكر في المعدلات المنضبطة له، ولن يتم حقن أي علاج في جسده إلا إذا اكنت آمنة مائة في المائة، موضحا أن مريض السكر من النوع الثاني الذي يحصل على الأنسولين والمساعدة بالأقراص هو نوع مختلف ويعاني من كسل في خلايا البنكرياس وعلاجه مختلف تماما.
وأشار إلى أنه لا يمكن الجزم أو تحديد الفترة التي ستنتهي خلالها الدراسات والأبحاث، لأن دراسات الأمان تحتاج لسنوات طويلة حتى تخرج نتائجها، موضحا أن الوصول إلى العلاج سيأخذ المزيد من الوقت، وفي حالة التأكد من أمانها سيعقد مؤتمرات عالمية للسكر مثل مؤتمر الجمعية الأمريكية أو الجمعية الأوروبية ويعلن فيه كل التفاصيل ويبدأ بالفعل العلاج.
وشدد على أن الأمر حتى الآن هو أبحاث وليس طرق للعلاج، ويجب على المرضى أن يحافظوا على السكر في المعدلات المنضبطة له وبصورة متوازنة على مدار 24 ساعة، ويقوموا بإجراء تحاليل الدم في البيت عدة مرات يوميا، وكذلك يحافظوا على عمل التحاليل متابعة للكشف المبكر على المضاعفات للحفاظ على جسدهم سليم، حتى إذا ما خرج العلاج النهائي تكون أجسامهم سليمة تتقبل العلاج.
مراحل مقبلة من العلاج
وفي تصريحات له، قال الدكتور أسامة حمدي، أستاذ السكري في جامعة هارفارد الأمريكية، إن العلاج باستخدام خلايا البنكرياس المتحولة عن الخلايا الجذعية، وهذه التجربة استغرقت 14 عامًا وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية صرحت بإجراء التجربة على 17 حالة للتأكد من مأمونية هذه الطريقة، لكن لا يزال هناك مرحلتين ثانية وثالثة من الأبحاث ويمكن أن تستمر حتى عام 2028.
ووصف هذا العلاج بأنه تأريخ لفترة جديدة لعلاج النوع الأول من السكر مثله مثل اكتشاف الأنسولين، فهو يستخدم خلايا بنكرياس خُلقت من الخلايا الجذعية وجاءت من النسيج نفسه.