السبت 29 يونيو 2024

الروائي الكبير محمد جبريل: تكفل الدولة بعلاجي «عزومة مراكبية»

19-6-2017 | 15:20

رشحه مثقفون مصريون لنيل جائزة "نوبل"، ودرست أعماله في جامعات السربون ولبنان والجزائر، وما زال يتربع على قائمة أحد أهم الروائيين في مصر والوطن العربي، هو الروائي الكبير محمد جبريل، ذلك الرجل الصلب الذي رغم معاناته مع المرض في السنوات الأخيرة وآلام العامود الفقري وتجاهل الدولة لحالته الصحية، ما زال ذلك المقاتل صاحب خفة الدم النادرة، والكبرياء العفوي لا يشغله سوى أن يقرأ ويكتب ويتأمل "على حد قوله"، لأنه ببساطة يرى أن في قلمه حياة يستمد منها الروح والقوة، أما عوارض الحياة كالمرض وغيره كلها أمور هينة أمام إبداع حقيقي وكلمة صادقة تنير طريقًا.

وجبريل صاحب "رباعية بحري" التي صنفت ضمن أهم 100 رواية في القرن العشرين قامة أدبية تضيف لمفهوم المقاومة طاقة جديدة استمد عطاءه فيها من" نصفه الحلو" الكاتبة والناقدة الكبيرة الدكتورة زينب العسال، تلك المرابضة خلفه في رحلة مرضه بإرادة وعزم نادرين .

التقى «الهلال اليوم»، صاحب "حارة اليهود" و"رجال الظل" و"ساعة العصاري" وسألناه عما أثير مؤخرًا عن حقيقة تكفل دولة الإمارات بعلاجه، وما الدور الذي قامت به الدولة في رحلة علاجه وماذا يفعل حاليًا في ظل حالته الصحية، العديد من التساؤلات والحكايات دارت مع المتميز محمد جبريل في الحوار التالي:

بدايةً اطلعنا على حقيقة حالتك الصحية وما الذي أدى إلى تدهورها؟

في أبريل 2014 تفاقمت حالتي الصحية نتيجة تآكل غضروف في العامود الفقري وجلست قبلها 3 سنوات في البيت أرسل شغلي على الإنترنت غير قادر على التواصل مع العالم والحركة بشكل يمكنني من الخروج، وذهبت إلى طبيب سامحه الله اتفق معي على أن يقوم بالعملية عن طريق المنظار وإذا به يلجأ إلى الفتح والتقطيع "وتناسى" أن يثبت العظام فظل العامود الفقري معلقا في الهواء ولم اتمكن بعدها من الحركة تمامًا وبكل بساطة عندما رجعت إليه قال لي: "البس حزام طبي"، ومن يومها حالتي تزيد سوءًا.

ما صحة ما أثير حول تكفل دولة الإمارات بعلاجك؟

هذا الأمر عارٍ تمامًا من الصحة، حقيقي جاء حببيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إلى القاهرة العام الماضي ضمن وفد اتحاد الكتاب العرب وحين علم بأمر مرضي أبدى اهتمامًا غير عادي بالحالة وطلب كل التقارير والإشعات لعلاجي بالإمارات وبالفعل أرسلنا كل الأوراق المطلوبة بناءً على رغبته لكن منذ ذلك الوقت لم يتصل بنا وانتهى الأمر عند ذلك، استطيع القول أنني تعرضت لحركة "نصب" لا أعلم ماذا وراؤها.

وما موقف وزارة الصحة والدولة من مسألة علاجك؟

لم يتم أي شيء لا من جهة وزارة الصحة أو مجلس الوزراء، وأقل ما يقال" اتبهدلنا" في رحلة مأسوية ما بين رئاسة الوزراء أيام تولي الدكتور إبراهيم محلب رئاستها الذي صرح أن محمد جبريل سيعالج فورًا على نفقة الدولة ولم يحدث شيء، ناهيك عن المخاطبات مع رئاسة الوزراء ومع وزارة الصحة التي أقرت حتمية علاجي في ألمانيا ثم توقفت الأمور بعد ذلك، خلاصة الأمر المسألة كلها وعود "عزومات مراكبية" والأمر أصبح سخيفًا وبدأ يظهرني بمظهر"المتسول" وهو ما لا أقبل به مطلقًا، وقد شددت على زوجتي زينب العسال أن نغلق هذه المسألة فورًا.

وما الإجراء الذي اتخذته وزارة الثقافة باعتبارك ابنًا من أبنائها؟

عاصرت 3 وزارات بدءًا من د.صابر عرب ثم النبوي وأخيرًا وزير الثقافة حلمي النمنم، وقد كان اهتمام د.عرب كبير جدًا لكن من بعده أتركهم لضمائرهم، وكلمني النمنم وقال: "تجربتك أبكتني"، وقابلناه في نادي القصة وطلب أن نخاطب الفريق الطبي لرئاسة الوزراء مرة أخرى لكن لم يتم أي إجراء، حتي اتحاد الكتاب خذلني وكنت نائبًا لرئيسه، وكل ما فعله الاتحاد أنهم تركوا لي في خزينة مستشفي كليوباترا 2400 جنيه حين اضطررت أن أجري عملية تنازلت عنهم .

هل يعني هذا أنك تتكفل بتفقات علاجك على حسابك الخاص؟

هذا صحيح لم تتكفل أي جهة رسمية أو غير رسمية بأي من تكاليف علاجي، والدولة "ودن من طين وودن من عجين"، وأعلم تمامًا أنه بإمكان الجهات المسئولة إرسالي في 24 ساعة إلى الخارج لكن المثقفين والكتاب من غير الموعودين بالجنة .

ماذا يفعل المبدع الكبير محمد جبريل الآن، هل توقفت عن الكتابة؟

إطلاقًا الكتابة هي علاجي الوحيد بل أنتجت كثيرًا من الأعمال وصدر لي الأيام الفائتة عن قصور الثقافة رواية "ورثة عائلة المطعني"، وحاليًا أكتب رواية تزيد عن 500 صفحة عن عمر مكرم وتحكي عن الثورات وتنتهي بثورة 25 يناير 2011، وتقع فيما يقرب من 400 صفحة.

وما دور رفيقة الدرب الكاتبة زينب العسال في أزمتك الصحية؟

هي صاحبة أكبر دور طوال حياتي، هي شريكة العمر وتحملت كل الأعباء عني منذ انشغلت في عملي وكتاباتي وهي الكاتبة المتميزة لكنها، لم تألُ جهدًا في الوقوف إلى جانبي، وفي رحلة مرضي كانت بطلة متفانية متابعة لكل صغيرة وكبيرة تخصني، وتقرأ لي كل ما يحدث بالوسط الثقافي والأدبي، الخلاصة الحياة هي زينب العسال .

رشحت من قبل لجائزة نوبل ولك رأيا فيها، هل تراها مشبوهة ؟

هي جائزة قد تحكمها بعض الاعتبارات السياسية وليس معنى أنها أعطيت لمن يستحقها تكون مشبوهة، ولكن يساء أحيانًا استخدامها وأنا أرى أن نجيب محفوظ كان أكبر من جائزة نوبل فهي شرفت به ولم يشرف بها.