السبت 25 مايو 2024

هدية الخالق لخلقه فى ليلة القادر

19-6-2017 | 23:01

بقلم : إيمان حمزة

تمر بنا أيام وليالى رمضان السمحة بنفحاتها المباركة ولا يتبقى إلا أيام معدودات وإن كانت أهم لياليه,فكلنا نبتهل إلى الله عز وجل "اللهم أكرمنا وبلغنا لية القدر" هدية الخالق لخلقه التى عظمها رب العزة وقال عنها: "إنا أنزلناه فى ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر"..فهى الليلة التى نزل فيها القرآن الكريم من السماء على رسولنا الكريم.."إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرينفيها يفرق كل أمر حكيم",لهذا يتسابق الناس فى هذه الأيام المباركة الأخيرة بالعبادات والأعمال الصالحات من البر والخير فى هذه الصور الاجتماعية الجميلة التى نراهاحولنامن التواصل مع الأهل والجيران والأصدقاء, ومن التآخى والتكافل الاجتماعى والإحساس بقيمة وحلاوة التعاون على البر والعطف على كل محتاج أو فقير,فكلنا نشتاق لهذه الأيام النورانية التى دعانا إليها رسولنا الكريم فى أن نعيد تقييم حياتنا ونعطى أنفسنا فرصة لمحاسبة النفس بما قدمناه من أعمال صالحات ليس فقط العبادات الربانية ولكن أيضا التعاملات الإنسانية التى تقوى بها المجتمعات..فآخره كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلمعتق من النار.."فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه".. فرمضان يعلمنا إعلاء قيمة الضمير, والله يرانا بكل أفعالنا ونوايانا, بأعمالنا وصبرنا على الشدائد والتمسك بالأخلاق السمحة التى دعانا إليها ديننا الحنيف بصحيح الدين بعيدا عن كل ما نراه من تطرف يتنافى مع ما أقامه رسولنا من دعوة للمساواة وإرساء مبدأ المؤاخاة بين البشر..لا فرق بين أعجمى أو عربى, أبيض أو أسود, امرأة أو رجل, لافرق بين أبناء الديانات المختلفة, فالدين لله وحده والأمر له أوله وآخره, والأهم أعمالنا للخير ولصالح من حولنا, فالعمل عبادة "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه", قال تعالى:"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون", هذه هى العبادة التى دعانا إليها الله ورسوله التى عليها تصح حياتنا وتزدهر وتقوى بالعلم والعمل مع العبادات, فلتكن دعوة لاستمرار هذه الروحانيات والأخلاقيات الكريمة التى سادت وامتدت مع أيام رمضان وما لمسناه من فرحة الأطفال بالفوانيس والحلوى،إلى جانب فرحة قلوب الأطفال اليتامى والفقراء بالاهتمام ومحاولات إسعادهم بالتبرعات والزكاة والصدقات..وأيضا مد يد العون لكل هؤلاء المرضى من الصغار والكبار ممن يحتاجون لعلاج أمراضهم وآلام تفوق طاقاتهم..فتعاون الناس فريضة وتبادل الخدمات بينهم ضرورة ومساعدة بعضهم البعض فيه استمرار للحياة.. فما أحوجنا أن نسارع بكل طاقاتنا للخير لنفوز بليلة القدر التى كنا صغارا نتمنى بلهفة أن نبلغها ليحقق الله لنا أمنياتنا البريئة الصغيرة.. أمنيات متعددة ولكنها كانت بسيطة تختلف عن أمنيات أطفال النت..وعندما فكر الكاتب الصحفى القدير مصطفى أمين وتوأمه على أمين أن يساعدا الناس على تحقيق أمنياتهم البسيطة ليدخلا السعادة على هؤلاء الفقراء والمحتاجين من أهالينا فكنا نراهم ونفرح معهم عندما يتسلمون ماكينة خياطة كمصدر رزق لأم تعول أبناءها أو بقرة لأب ليس لديه مورد رزق أو جهاز تعويضى أو كرسى متحرك لشاب أو رجل عجوز يعينه على استمرار الحياة..وربما حجرة لجهاز عروس يتيمة لتكتمل فرحتها على عريسها.. أمور أصبحنا نراها اليوم كثيرا من خلال التبرعات والزكاة التى يقوم بها المجتمع المدنى من أجل كل هؤلاء، والتى نتمنى أن يكون على قدر المسئولية والثقة التى وضعناها فيه ليخفف عن أهلنا أعبائهم ومعاناتهم فى الحياة وهو المقصود من الدعوة الربانية: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"..وكل عام وأنتم بخير..ورمضان كريم.

    الاكثر قراءة