العيدية أحد أهم المظاهر التي تزيد من إشاعة البهجة في العيد، كما أنها تعد أحد أهم الموروثات الاجتماعية احتفاظاً بأصالة الماضي، وفيما يلي نتتبع تاريخ العيدية وكيف بدأت.
يعود تاريخ العيدية كموروث اجتماعي إلى العصر المملوكي، ولم تكن فى بدايتها مرتبطة بالأطفال كما هو الحال اليوم، وإنما كانت تعطى للجنود والأمراء والعاملين في أول أيام العيد، وكانت تتفاوت في أشكالها ما بين طبق مملوء بالدنانير الذهبية ويقدم لكبار الجنود والأتباع، وطبق آخر مملوء بالدنانير الفضية للعاملين، وإلى جانب هذا وذاك كانت تقدم المأكولات المختلفة والتي أبرزها الحلوى والفواكه، ثم تطور الأمر في العصر العثماني حيث أصبحت أكثر ارتباطا بالأطفال من خلال تقديم الهدايا والنقود وهو ما استمر إلى الآن.
وفى العصر الحديث شهدت العيدية بعض التطور، حيث ارتبطت بالنقود الورقية الجديدة، كما استحدث علب الهدايا التي تقدم فيها العيدية، ولكن تظل النقود الورقية هي العيدية الأبرز والأكثر إشاعة للبهجة.
في هذا السياق تقول الدكتورة سوسن فايد "الخبير الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية"، إن العيدية من أهم الموروثات الاجتماعية التي تشيع أجواء من البهجة كما أنها الأكثر احتفاظا ببداياتها التاريخية حيث بدأت بالنقود ولازالت، مشيرة إلى أن ما تغير فقط هو فلسفة العيدية حيث كانت العيدية تعطى فى الماضي كنوع من مكافأة للطفل على اجتهاده في صيام شهر رمضان، ولكنها اليوم تعطى لكل طفل كنوع من الابتهاج بالعيد.
وأضافت أنه، بجانب ما تحققه العيدية من بهجة كبيرة للأطفال، فإنها أيضاً تزيد من التآلف والود بين الأسر ما يجعلها على قائمة العادات الجميلة التي يجب الحرص على استمرارها.