موسی بیدج
مع بدایة الألفیة الجدیدة، ظهرت أقلام شابة إلی جانب المترجمین المخضرمین، وبدأت تترجم من الأدب العربي الحدیث، فازداد رصید الكتب المترجمة، واتسعت مساحة التعرف علی هذا الأدب شعرا ونثرا. فقد صدرت بعض الأنطولوجیات الشعریة تحمل في طیاتها بانوراما عن الشعر العربي الحدیث موزعة علی أقطاره، ومجامیع شعریة لشعراء لم یترجموا من قبل، کما ظهرت روایات ومجموعات قصصیة لأسماء خارج نطاق أربعة أسماء استولت علی ساحة الروایة العربیة المترجمة إلی الفارسیة (جرجي زیدان، غسان کنفاني، جبران خلیل جبران، نجیب محفوظ). فظهرت کتب لتوفیق الحکیم، والطیب صالح، وعبد الرحمن منیف، وإلیاس خوري، ونوال السعداوي، وإمیل حبیبي، وإحسان عبد القدوس، وأحلام مستغانمي. ومن الشعراء أدونیس، ومحمد الماغوط، وأنسي الحاج، وأحمد مطر، ونوری الجراح، ومحمد علي شمس الدین. کما ظهرت قصائد للکثیرین ومن الأجیال الشعریة المتتابعة التي یتعسر علینا إحصاءها ضمن هذا المجال الضیق.
وفي مجال المسرح ظهرت في العقدین الأخيرین أعمال لا تتعدی العشرة أهمها أهل الکهف للحكيم ومأساة الحلاج لصلاح عبد الصبور.
ومن ناحیة الدراسات النقدیة، أضیفت إلی المکتبة الإیرانیة ترجمات لا یزید عددها علی خمسة عشر کتابا ومنها تاریخ الأدب لحنا الفاخوري، والنقد الأدبي لشوقي ضیف، واتجاهات الشعر العربي الحدیث لإحسان عباس، والصوفیة والسریالیة لأدونیس، ومؤثرات عربیة وإسلامیة لمکارم الغمري.
وترجمت نتاجات نثریة مثل الأیام لطه حسین، وقصتي مع الشعر لنزار قباني، ویومیات الحزن العادي لمحمود درویش.
وأخیرا، إذا أردنا أن نحصي الأعمال النثرية والشعرية المترجمة من الأدب العربي الحدیث إلی الفارسیة في غضون العقود الأربعة الماضیة، سنحصل علی أکثر من ثلاثمائة کتاب. هذا العدد الفقیر لا یشغل حیزا کبیرا من حصة الترجمة الأدبیة عن الآداب العالمیة في بلادنا. ومع هذا، اشتهرت بعض الأسماء وصارت علما في مجتمعنا الثقافي یعرفها القارئ المحب للآداب العالمیة وهي: جبران، ومحفوظ، ودرويش، ونزار قباني، وأدونیس، وسعاد الصباح، وغادة السمان.