الأحد 2 يونيو 2024

هل سلم المسلمون من لسانك ويدك؟

20-6-2017 | 20:02

بقلم : أمل مبروك

عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أى المسلمين خير؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده"، كان يقصد بالمسلم من اكتمل إسلامه وامتثل لأوامر الله تعالى فى العبادات والشعائر والمعاملات، وابتعد عن أن يؤذى غيره بالقول أو الفعل، وبنظرة بسيطة على حال معظم المسلمين اليوم سنجدهم يحافظون على أداء الصلاة في وقتها..ويدفع الزكاة المفروضة.. وقد يسعى في قضاء حوائج الناس، ومع هذا الخير كله لا يستطيع السيطرة على لسانه ولا يملك زمامه فيقع في آثام الغيبة والنميمة ونهش أعراض الناس وشهادة الزور وقول الزور! وأحيانا يعتدى على أموال غيره بمحاولة أخذ ما لا يستحق منها بدعوى ارتفاع الأسعار والغلاء.. وهو ما نجده واضحا مع الباعة فى الأسواق ومع سائقى التاكسى والميكروباص والعاملين بالمهن الحرة مثل النجارة والسباكة والكهرباء وغيرها.. حتى الأطباء والمدرسين نجد بينهم من يضاعف ثمن الخدمة التى يؤديها للأشخاص الذين يتعامل معهم بشكل مباشر.

ومن ناحية أخرى إذا قمنا بتوسيع الدائرة التى ننظر إليها سيطرح سؤال ملح نفسه:ما هو سبب محنة المسلمين اليوم؟ ولماذا يتصور العالم كله أن المسلم مجرم وإرهابي وأن المسلمين متخلفون متعطشون للعنف والدماء؟ هذه الصورة السلبية التى يحملها الغرب عنا تعود بالدرجة الأولى إلى ممارساتنا نحن مع بعضنا البعض، عدم التزامنا بما أمرنا الله تعالى به ونبيه صلى الله عليه وسلم وعدم ابتعادنا عن أعمال وأقوال السوء، فغير المسلمين لا يدركون حقيقة الإسلام من القرآن والسنة الصحيحة ولا كتب الفقه والتفسير.. بل يدركونها من المسلمين أنفسهم.

ناحية ثالثة لابد من الإشارة إليها حول نفس الحديث الشريف ولكن برواية أخرى عن أنس بن مالك قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السوء، والذى نفسى بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه",والجيرة بطبيعة الحال تنطبق على اثنين أو أكثر فى مبنى واحد أو فى قريتين متجاورتين أو دولتين، وإذا أردنا لمجتمعنا الإسلامى أن يكون مجتمعا فاضلا ليس أمامنا سوى أن يسأل كل واحد منا نفسه: هل سلم المسلمون من لسانك ويدك؟ هل يأمن جارك على نفسه من موجات غضبك وأهوائك الشخصية؟ وإذا لم تكن الإجابة بنعم فليتنا نحاول تقويم أنفسنا ونعود إلى شريعتنا السمحة الوسطية.