الخميس 28 نوفمبر 2024

هانى سلامة فى خلوة السيدة نفيسة: لست واعظاً.. وهذا سر علاقتى بالمقام

  • 21-6-2017 | 13:55

طباعة

حوار: ولاء جمال

فى خلوة السيدة نفيسة التى يرى لها خصوصية فى قلبه ويتردد عليها بين الحين والآخر جلس الفنان هانى سلامة يتلو القرآن بصوت خفيض ومشاعر صوفية راقية.

هانى يعشق مسجد السيدة نفيسة، لكنه يميل إلى الخلوة التى كلما شعر بالرضاء يملأ قلبه، ويعتبرها مؤثرة حتى فى أدوارة التى يختارها قلبه يرفض تماماً أن يصفه أحد بالواعظ أو الداعية، فهو فنان له رؤية وهدف قرر أن يحققه وهو تقديم ما ينفع الناس مهما كان الثمن ومن هذه الأدوار ما قدمه فى مسلسل «طاقة نور» المجرم الذى تحول إلى تائب فى خلوة السيدة نفيسة إلتقيت هانى سلامة ليجرى الحوار بروحانية الصوفى الفنان.

«هاني» ظهر فى أحداث المسلسل كقاتل محترف اسمه «ليل» استطاع أن ينقلنا خلال الأحداث بكل بساطة وروحانية من «ليل» القاتل إلى «ليل التائب» إلى الله الذى لم ييأس من رحمته. يقول «لعبت على النفس البشرية فى شخصية «ليل».. وبكيت من مشهد موت ابنتى وكنت حاملا هم هذه المشهد منذ مرحلة الكتابة».

الفنان الشباب أكد أنه أصبح لديه سلام داخلى وصفاء نفسي، داعياً الله أن يستطيع المُساهمة فى رفعة وتنوير شعوب العالم العربي، تفاصيل كثيرة، عن «هاني» الإنسان فى السطور التالية.

كيف وصلت إلى الأداء الرائع الذى شاهدناك فيه على الشاشة فى «طاقة نور»؟

هناك عنصران ساعدانى فى ذلك، الشق البدنى أولاً وله علاقة بتدريبات الأكشن، التى دربنى عليها كابتن محمد السيد، وظللت أتدرب عليها حوالى أربعة أشهر قبل أن نبدأ التصوير فى تمرينات لياقة، وهكذا الشق البدني، فضلا عن أشياء أخرى لها علاقة بالدراما والفن، وهو الشق النفسى.

كيف حولت شخصية «ليل» القاتل المأجور فى «طاقة نور» لشخص روحانى لهذه الدرجة؟

هذه هى الفكرة، اللعب على النفس البشرية وهى عوامل كثيرة تكمل بعضها من أول الكتابة والإخراج، التمثيل عندما يكون فريق العمل كل هدفه أنه يوصل معانى حلوة ومحترمة فى إطار متعة جيدة، فعندما يحب الجمهور المسلسل ويتفرج عليه، أعتقد أننا نكون نجحنا أن نصل للناس، وهكذا متعة وتسلية وفى نفس الوقت قدرنا نوصل الرسائل التى كنا نريد أن نوصلها، أو الجوانب التنويرية التى أردنا أن نوصلها.

وجعت قلب الناس بمشهد موت ابنتك فى الأحداث حدثنا عنه؟

أنا لا أحب أن أتحدث عن هذا المشهد، لأنى كنت حاملا همه وهو على الورق، وكنت أحاول أن أُركب صورة معينة فى رأسى لهذا المشهد، وهو أسوأ مشهد ممكن الواحد يشاهده.. وأنا ظللت أبكى تأثراً بهذا المشهد.

قدمت فى «طاقة نور» الفرصة لعدد من الوجوه مثل شخصية «عبدالحميد» التى قام بها حمزة العيلي.. حدثنا عن ذلك؟

أتمنى أن يكون المسلسل «طاقة نور» على كل من شاهده وليس على من ظهر فيه، ومشهد «عبدالحميد» قصة حقيقية بالفعل، هذا شيء موجود من زمان إلى الآن الظلم والواسطة، وهو مشهد أثر فى الناس ووجعهم، وللأسف هذه كانت حقيقة موجودة فى فترة من الفترات.

أشعر أن اتجاهك ومعيار اختياراتك بدأ يتغير منذ حوالى أربع سنوات أصبحت تختار ما يفيد الناس من أخلاقيات ورسائل معينة روحية ونفسية ما الذى حدث بداخلك؟

بالضبط، تحديداً من وقت مسلسل «الداعية»، وأنا أحب هذا، وأصبح عندى سلام داخلي، أنا مدرك تماماً أن الفن قائم على فكرة التسلية؛ لكن مع هذه الفكرة لابد أن يكون لدى دور من خلال مهنتى أن أقدم معانى تنويرية ورسائل تنويرية مع شق المتعة والتسلية أنى لا أقدم الفن بشكل «معقرب» جداً؛ لكن نقدمه من خلال حدوتة لطيفة جميلة تجارية «الناس تحبها» وليست صعبة الفهم والاستيعاب، وفى نفس الوقت تعطى معنى وهدفا ما معينا ورسائل معينة وتعمل حالة تنويرية للمتفرج ومن وجهة نظري.. هذا هو دور الفن.

لكن البعض يرى أن الفنان عندما يبدأ يفكر بمعيار أخلاقى راق وهادف يجد حصاراً من السوق والمنتجين؟

أستطيع تطبيق ذلك إذا حدث هذا التوازن الذى أتكلم عنه، أنا لست شيخاً أو واعظاً ولا أظهر على الشاشة لأقدم مواعظ، فهذا ليس دوري، إنما أنا من خلال مهنتى أستطيع أن أتكلم فى أشياء كثيرة، وأوصل رسائل كثيرة مما أريد أن أوصلها بشكل ضمنى للناس بشكل بسيط يلمس قلوب الناس.. وهذا هو غرضى فى الموضوع، أن ألمس قلبك، وفى النهاية لا أظهر لأتحدث بشكل خطابي.

وبما تشعر خلال هذه الفترة تحديداً مع الله؟

عندى حالة صفاء نفسى جميلة.. حالة سكينة.. حالة رضا جميلة.

وهل لديك إصرار أن تكمل مشوارك فى الفن بهذا المنطق؟

طبعاً، الشخص فى النهاية كان فى تقويم للأحسن، فهذه مهنتى وأحبها ومؤمن بها ومصدق أنها مؤثرة فى وجدان ليس فقط المصريين؛ ولكن فى العالم العربي.. وإن شاء الله ربنا يقدرنى أنى أساهم ولو بجزء بسيط جداً فى رفعة وتنوير شعوب العالم العربي.

لكن قد تجد صعوبة فى إيجاد ورق مناسب يتضمن هذه الرسائل التنويرية؟

«ربنا بيبعت» عندما يكون داخلك هدف، ونيتك طيبة، وتريد أن تعمل شيئا جميلا، فصدقينى ستجدين ربنا «يوقع لك فى سكتك ناس أيضا نفسهم يعملوا حواديت وأشياء حلوة ومسلية وجميلة تجارية» وفى نفس الوقت لها معنى.. وأتمنى أن يكون هذا موجود دائماً ويزيد، لأن فى النهاية قوة فنك المصرى عموماً عبر السنوات الماضية فى الخمسينيات والستينيات كان لها تأثير كبير جداً، و كان مفروضا أن يستمر هذا ، وأتمنى أيضاً أن يعود الفن المصرى لقيمته الحقيقية والأصلية التى تتكلم عنها طوال الوقت أيام الأربعينات والخمسينات وما بعدها، والذى أثر فى وجدان الشعوب العربية.

هل كنت تتردد على السيدة نفيسة.. وهل كان لقاؤنا بك هو اللقاء الأول التى تأتى فيه إلى الخلوة الخاصة بها؟

نعم أتردد عليها، وأحب أن أذهب للسيدة نفيسة فهى الأقرب إلى قلبى وأحب المسجد الذى به المقام لانه يعطينى طاقة مختلفة أقف أمامه فى خشوع واشعر بالحب والنور من حولي، لكن الخلوة أحبها أكثر لما لها من خصوصية فى قلبي، وكنت آتى إليها ليلاً، وأشعر بأشياء لا أستطيع وصفها، هناك حالة رضاء تملأ قلبى حالة من الشجن والقناعة تسيطر على كلما جلست فى هذا المكان واشعر بها أثرت على شخصيتى حتى فى أدوارى التي اختارها .

بصراحة.. هل شعرت بفارق عندما غيرت شكل اختياراتك؟

طبيعي، لكن ليس بهذا الشكل.. أقول يمكن ليس وقته أو ربنا لم يرد الآن أو لم يأذن فى هذه الفترة طالما تعمل ما عليك وتجتهد، فالتوفيق من عدمه لا يخصك؛ لكن التوفيق من عند ربنا سبحانه وتعالي.

هل لديك أبناء.. وما الذى تتمناه لهم؟

نعم عندى بنتان «مريم» تسع سنوات ونصف، و «مليكه» ست سنوات.. أدعو ربنا أن يجعلهما من خيرة نساء الأرض خلقاً وعلماً.

ألا توجد عندك مشاريع سينمائية فى الفترة المقبلة؟

عندى فيلم المفروض أدخله بعد هذا المسلسل إن شاء الله.. تجربه سينمائية فيها جانب يخصنا كمصريين.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة